الحب بعد الستين.. «حلال» يحرِّمه «مجتمع نكدى»
"العمر مجرد رقم".. دائمًا ما نردد هذه العبارة، خاصة عند الحديث حول قصص الحب، إلا أن فارق السن كثيرًا ما يقف حائلًا ليصطدم العديد من النساء والرجال بمجتمعٍ موصدة أبوابه بعباراتٍ سالبة حق الحياة بعد الستين، مثل: "الناس هتقول إيه.. عيب.. هناخد زمانا وزمن غيرنا".
وعلى الرغم من أن الحب لا يعرف سنًا محددة، إلا أن بعض الأسر ترفضه خوفًا من المجتمع، ويعتبرونه مجرد نزوة أو ضرب من الجنون، ومع ذلك، هناك رجال ونساء تحدوا انتقادات كل من حولهم لاقتناص حقهم في الحب حتى وإن كان في سنٍ متأخرة.
فرص الرجل أكثر من المرأة
قال الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن الزواج لمن تجاوزوا الـ50 عامًا مبني على العادات والتقاليد التي اعتادها المجتمع وفرضتها أعرافه.
وأضاف لـ"الدستور" أن فرص الزواج لدى الرجل أكثر بكثير من فرص المرأة، خاصة إذا كان للرجل قدرة مادية أو جسدية، فيمكنه أن يخوض تجربة الزواج مرة أخرى، أما المرأة فقد تواجه الكثير من الصعاب، خاصة إذا كان لديها أولاد، حيث إنها تُفضِّل تربيتهم على سعادتها الشخصية.
وأوضح الدكتور سعيد المصري، أن المجتمع يعطي الأولوية لصغار السن في فكرة الزواج، أما لكبار السن فترفضها العادات والتقاليد أو الأسر ولا يعطونها أهمية، وبالرغم من أن الزواج متعة من متع الدنيا، إلا أن البعض قد يرفضه بسبب نظرة المجتمع، وهذه فكرة غير صحيحة.
الخوف من الوحدة
وتساءل الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، عن سر رفض بعض الأسر العلاقات الزوجية في عمر الـ60: "طالما العلاقة في إطار الزواج والحلال، فما الداعي لرفض المجتمع هذه الفكرة؟!".
قال فرويز، لـ"الدستور": "إن أصحاب الـ60 عامًا دائمًا ما يبحثون عن شريكٍ للحياة لاستكمال الرحلة معه، فلماذا يُحرِّم المجتمع ما أحله الله لنا؟!"، مشيرًا إلى أن هذه المشكلات دائمًا ما تأتي من الأسر؛ فالأبناء قد يرفضون زواج والدهم أو والدتهم مرة أخرى، اعتقادًا منهم أن هذا الأمر قد يعيبهم أمام الآخرين، لكن هذه النظرية خاطئة؛ لأن العلاقة في إطارٍ شرعيِّ، فلم لا؟!.
وأضاف الدكتور جمال فرويز، أن الرجل أو المرأة في هذا العمر يبحثان عن شريك حياة بدلًا من التعرض للاكتئاب أو الشعور بالوحدة، خوفًا من المشاكل النفسية أو الاضطرابات المفاجئة.