رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعركة المنتظرة.. «وول ستريت»: تزايد احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله»

إسرائيل وحزب الله
إسرائيل وحزب الله

تفاقمت حدة الأزمة بين الاحتلال الإسرائيلى و«حزب الله» اللبنانى، لتهدد بصراع واسع النطاق، بعد قرابة ٩ أشهر على الحرب الإسرائيلية المشتعلة فى قطاع غزة، مع تصاعد الضغوط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لتأمين الحدود الشمالية.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن تقارير عبرية كشفت عن أن حكومة الاحتلال ستبحث مسألة زيادة عدد جنود الاحتياط إلى ٣٥٠ ألفًا، بسبب هجمات «حزب الله» وتوتر الأوضاع فى شمال إسرائيل.

ونقلت عن «نتنياهو» قوله، فى تصريحات أمس خلال قيامه بجولة عند الحدود الشمالية مع لبنان، إن إسرائيل مستعدة «لتحرك قوى جدًا» على الجبهة الشمالية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير لها، أن الأزمة بدأت بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، واستهداف «حزب الله» شمال إسرائيل بعدة صواريخ، لدعم الفلسطينيين، وتأكيده أن هجماته لن تتوقف حتى توقف إسرائيل حربها فى غزة.

ونوهت إلى أنه فى المقابل، وبسبب ترددها فى فتح جبهة ثانية، ردت إسرائيل فى البداية على «حزب الله» بهجمات انتقامية، مع ضبط تصرفاتها لتجنب إشعال حرب واسعة النطاق.

وأضافت أنه بالرغم من تبادل الضربات المحدود بين «حزب الله» وإسرائيل فى بداية الحرب على غزة، إلا أن الأمر تصاعد بشكل كبير، خلال الأيام الماضية؛ لترتفع حدة الأعمال العدائية بقوة، مع تكثيف إسرائيل هجماتها، واستهداف مواقع للتنظيم فى عمق وادى البقاع بجنوب لبنان، بالإضافة إلى كبار المسئولين العسكريين فيه، فيما زاد «حزب الله» من هجماته بطائرات بدون طيار وصواريخ، وأصاب منشآت عسكرية إسرائيلية مهمة.

وتابعت «بدون وقف إطلاق النار فى غزة، واتفاق لاحق مع (حزب الله) يلبى متطلبات إسرائيل، يقول المسئولون الإسرائيليون إن الهجوم أمر لا مفر منه».

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن بينى جانتس، الوزير فى حكومة الحرب الإسرائيلية، قوله إن إسرائيل ستعيد السكان إلى الشمال بحلول الأول من سبتمبر المقبل- عند استئناف المدارس- إما «من خلال صفقة مع (حزب الله) أو من خلال التصعيد».

وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن ضربات «حزب الله» تسببت فى حرائق ضخمة فى شمال إسرائيل، بسبب الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار، منذ يوم الأحد الماضى، كما احتوت دولة الاحتلال الحرائق فى الغابات بنسبة كبيرة بحلول صباح يوم الثلاثاء الماضى، لكن الأمر تسبب فى وقوع إصابات بشرية.

كما نقلت عن إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف، قوله: «إنهم يحترقون هنا.. نحن بحاجة إلى حرق جميع معاقل (حزب الله) وتدميرها».

ونوهت الصحيفة إلى أنه فى ظل تصاعد الصراع، تعمل الولايات المتحدة وفرنسا على وضع الخطوط العريضة لحل دبلوماسى، من خلال رحلات مكوكية بين إسرائيل ولبنان منذ أشهر.

وأشارت إلى أن المحادثات تهدف إلى نقل قوات «حزب الله» لمسافة تزيد على ستة أميال شمال إسرائيل، عبر نهر الليطانى، مع زيادة تدفق الجيش اللبنانى أو القوات الدولية إلى المنطقة الحدودية لطرد مقاتلى التنظيم، وذلك وفقًا لدبلوماسيين مطلعين على الأمر، بالإضافة إلى تفاوض إسرائيل ولبنان أيضًا بشأن النزاعات الحدودية القائمة بينهما مسبقًا.

وذكرت أن سحب القوات من شأنه أن يبقى «حزب الله» خارج نطاق الصواريخ المضادة للدبابات، مع منعه من تنفيذ تهديده الذى طال أمده بغزو شمال إسرائيل واحتلاله.

وفى الإطار نفسه، أوضحت «وول ستريت جورنال» أن العديد من الإسرائيليين من الشمال يرون أن وقف إطلاق النار ليس كافيًا لإعادتهم إلى منازلهم، لكونهم لا يثقون فى التزام «حزب الله» بأى اتفاق، ويريدون بدلًا من ذلك أن تقوم إسرائيل بإزالة القرى اللبنانية القريبة من الحدود، حيث يعيش مقاتلو التنظيم، وإلا فإن كثيرين منهم لن يعودوا إلى منازلهم.

ونقلت عن جيورا زالتز، رئيس المنطقة الإقليمية الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان، قولها إن التهديدين الرئيسيين اللذين يخشاهما ناخبوه هما غزو أراضيهم، على غرار ما فعلته حركة «حماس» فى ٧ أكتوبر الماضى، من قبل قوات «الرضوان» النخبوية التابعة لـ«حزب الله»، والصواريخ المحمولة على الكتف، التى لا تستطيع إسرائيل اعتراضها بسهولة.

وقال «يتطلب التخفيف من مخاوف الناخبين دفع قوات (حزب الله) وأسلحته عدة أميال إلى داخل الأراضى اللبنانية»، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب إما حلًا دبلوماسيًا قابلًا للتنفيذ أو عملًا عسكريًا».

وأكدت أن «حزب الله» لن يوافق على أى اتفاق دبلوماسى مع إسرائيل حتى تتوقف الحرب فى غزة.