ماذا يريدون من مصر ولمصر؟!
(1)
ماذا يريدون لمصر ومن مصر!
منذ السابع من أكتوبر الماضى وأنا أعلم – مثل كثيرين غيرى – أن مصر هى المستهدف الأول، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. الاستهداف غير المباشر لمصر ينبع من موقعها الجغرافى الملاصق لغزة وإسرائيل وأن الخطة – التى بدأت بهجوم السابع من أكتوبر – هى تصفية القضية الفلسطينية عن طريق تفريغ القطاع من سكانه بطردهم إلى الأراضى المصرية وطرد سكان الضفة أو أكبر عدد منهم إلى الأردن. هذه القراءة كانت ومنذ اليوم الأول واضحة وضوح الشمس لمن كان يتابع فصول هذه القضية منذ نهاية القرن التاسع عشر أو حتى لمن كان يدرك بشكل صائب ما حدث فى مصر منذ الخامس والعشرين من يناير 2011م وحتى انتصار مصر على ميليشات الخونة والتكفيريين من المصريين وغير المصريين! كانت واضحة أيضا لمن تابع واستوعب ما جرى على حدود مصر الشرقية عام 2008م حين كانت هناك محاولة لتنفيذ ذلك المخطط بقوة نيران فلسطينية خالصة قامت بها مليشيات حماس التى كانت تسيطر على القطاع. ومن يريد أن يعرف تفاصيل أكثر عليه أن يعود للأرشيف الصحفى وعلى الأخص تفاصيل استشهاد المقدم ياسر فريج، وكيف قامت حماس بمحاولة تفجير معبر رفح! (ملاحظة: فى هذه الأحداث التى تم فيها التطاول على الدولة المصرية وحرق العلم المصرى فى عدة دول عربية كان مشهد قميص غزة للاعب الكرة أبوتريكة!)
لذلك فأى خطة صهيو أمريكية تهدف لتصفية تلك القضية تشمل التخطيط للاستيلاء على جزء من أرض مصر يكون مؤقتا تحت السيطرة الفلسطينية حتى تقوم إسرائيل بعد ذلك بالخطوة التالية بالسيطرة على هذا الجزء وضمه لأراضيها!
*****
بعيدا عن ذلك الهدف، فهناك الاستهداف المباشر.. وهو ما يجب أن ندركه كمصريين كامتداد لحلقات التاريخ الاستعمارى الحديث. هذه الحلقات التى بدأت مع تولى محمد على باشا لحكم مصر وامتلاكه لمشروع نهضوى تنموى يعد هو الأول والأقوى وباكورة دخول مصر عصرها الحديث. احتوى مشروع محمد على على مفردات محددة (التعليم الحديث – الزراعة – التصنيع – بناء جيش عصرى حديث قوى قادر على مناطحة الجيوش الغربية المعاصرة له – تصنيع الأسلحة محليا). ترتب على نجاح محمد على فى تنفيذ الجزء الأكبر من مشروعه أن أصبح هو أو أصبحت مصر فى عهده قوة إقليمية ناشئة هددت بشكل واضح كل القوى الاستعمارية التقليدية آنذاك سواء كانت عثمانية أو غربية. لهذا تم استهداف مشروعه، وكان طموحه الشخصى فى تكوين إمبراطورية تخرج بعيدا عن حدود ولاية مصر هى الخطأ الذى تم من خلاله اصطياده وتحجيم قدراته وترويض هذه القوة الناشئة لأنه باختصار استطاع أن يتخطى كل الخطوط الاستعمارية الحمراء!
ما أنجزه محمد على هو ما أبقى مصر على قيد الحياة من بعده، لكن القوى الاستعمارية نجحت فى السيطرة على خلفائه والتحكم السياسى والاقتصادى فى مسيرة مصر فى عهودهم حتى انتهى ذلك إلى الاحتلال العسكرى التقليدى لمصر. ظلت مصر طوال عقود الاحتلال حتى بعد توقيع اتفاقية 1936م قيد السيطرة والترويض السياسى حتى كان مشروع عبد الناصر الذى يُعد هو الثانى فى تاريخ مصر فى العصور الحديثة!
*****
احتوى مشروع عبد الناصر على نفس المفردات (التعليم – التصنيع – تحديث الزراعة ومحاولة بناء جيش مصرى وطنى). لكن مشروع عبد الناصر لم ينل نفس القدر من النجاح مثل مشروع محمد على لأسباب كثيرة، منها ما هو داخلى يتعلق بالطرق والأشخاص الذين اعتمد عليهم ناصر لتحقيق مشروعه، ويتعلق أيضا بسقف طموحاته، ورفاقه ومدى أهليتهم العلمية للوصول لهذا السقف. ومن تلك الأسباب ما كان يتعلق بتغير الظروف السياسية الإقليمية المحيطة لمصر. فمحمد على فى بدء مشروعه لم يكن فى حالة عداء مع الغرب مما أتاح له تحديث مصر بشكلٍ صحيح، بينما بدأ ناصر حكمه وهو فى حالة عداء وتحدٍ للغرب مما حجم من مصادر تحديثه الحضارية المتاحة. واجه عبد الناصر تململا من قوى داخلية كثيرة أهدرت كثيرا من وقته، بينما أتاح حكم محمد على المطلق الصارم فى سنواته الأولى لمشروعه فرصا أكثر! ثم كان أحد أهم أسباب إجهاض مشروع ناصر هو زرع دولة استعمارية على الحدود المصرية ومنحها كل أسباب التفوق العسكرى والاقتصادى، فكان جهد مصر الأكبر مهدورا فى ذلك الصراع ضد تلك الدولة، ويمكن القول إن تجربة ناصر فى حرب 48م قد شوشت فكريا على مشروعه الذى خرج عن فكرة أن يكون خالصا لمصر فأسرف كثيرا من قدراته لتحقيق أحلام مستحيلة لا تتسق مع مفردات العلوم السياسية! أدى تشابك كل هذه الأسباب ليس فقط إلى إجهاض مشروع ناصر، بل إلى انغماس مصر فى صراعٍ قاد فى نهايته إلى فقد جزء من أراضيها، ولم يتح ذلك لخليفته السادات أى فرصة للطموح إلى أى مشاريع كبرى بخلاف تحرير الأرض!
عقود ما بعد تحرير الأرض كان يمكنها – خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام – أن تكون فرصة ذهبية لتبنى مشروع بناء دولة عصرية حديثة، لكن هذا لم يحدث! لم يكن مبارك يمتلك تلك الرؤية، وكان قنوعا ولم يرتق سقف طموحه لبلاده إلى أكثر من محاولة توفير سبل الحياة. قنع بأن يبقى بمصر بعيدا عن أية مواجهات كبرى، وقادت قناعته تلك إلى إهدار فرصة حالة السلام وعدم استثمارها بشكل حضارى قوى فكان نهاية عهده ما نعرفه جميعا!
*****
حين تولى السيسى حكم مصر كانت أحوالها مرعبة لا توحى من قريبٍ أو بعيد بأن هذا الرجل يمكنه أن يكون لديه رفاهية الطموح إلى أكثر من دحر التهديدات التى تمثلها المليشيات المسلحة فى سيناء وأن يعيد حالة الأمن لربوع مصر! حتى المصريون بالداخل كانت هذه سقف طموحاتهم! فقط أن يعودوا إلى ممارسة سابق حياتهم فى أمان! لذلك فلقد فوجئ كثيرون خارج مصر – ولقد سمعت ذلك بأذنى – بما يقوم به السيسى فى مصر على الصعيد التنموى والاقتصادى والعسكرى! لم يتخيل أكثر المتفائلين أن الرجل لديه رؤية لبناء دولة عصرية حديثة بسبب ما كانت تعانيه مصر من موقف اقتصادى يهدد بسقوط الدولة! بعد أشهر قليلة من توليه الحكم بدا للمراقبين بالخارج أن إدارة السيسى ليس فقط لديها رؤية، بل لديها جرأة سياسية لم تكن حاضرة فى العقود السابقة له. بدت تلك الرؤية بمشروعه الأول وهو قناة السويس التى كانت استباقا لما كان يتم التخطيط له من محاولة تنفيذ مشاريع إقليمية لترويض قدرات القناة أو على الأقل التهام جزءٍ من أرباحها! أما جرأة إدارة السيسى فقد أعلنت عن نفسها فى عدة قرارات، أهمها كسر الخط الأحمر الذى فرِض على مصر سابقا فى زراعة القمح وهو الخط الذى وضِع لحماية كيانات اقتصادية عالمية كبرى تشكل جزءًا من الكيانات التى تحكم هذا العالم! ومن القرارت التى جسدت تلك الجرأة كان قرار تعظيم قدرات مصر العسكرية ليكون هو القرار الكبير الثالث فى تاريخ القوات المسلحة المصرية الحديثة، بدءًا ببنائها الأول فى عصر محمد على، مرورا بإعادة بنائها بعد 67م وصولا لتحديثها وتعظيمها فى السنوات الأولى لحكم السيسى!
السذج فقط هم من يتخيلون أن مشاهد حصاد القمح أو تدشين مئات الآلاف من الأفدنة الجديدة – مثل ما شهدناه منذ أيام فقط – هى مشاهد محلية لا تخص إلا المصريين! هذه المشاهد ومنذ سنوات مرصودة تماما مثلها مثل مشاهد محطات الطاقة الكبرى التى أعلنت عن نفسها وخرجت بمصر من عصر الاعتماد على السد العالى إلى تنوع مصادر الطاقة وتحريرها من سيطرة بعض شركات قطع غيار التوربينات أو التهديدات الجنوبية!
اندفاع مصر فى مشروع تغيير منظومة التعليم وتوجيه المصريين إلى التعليم التكنولوجى هو جزء من تلك الرؤية التحديثية الهادفة إلى جعل مصر مركزا تصنيعيا إقليميا كبيرا.
التنمية الاستراتيجية كلمة سرٍ أخرى فى تلك الرؤية أو هذا المشروع.. تدرك هذه القيادة الخطوط السرية للمؤامرة القديمة المتجددة.. بعض حدود مصر يتم دراستها فى مراكز بحثية تابعة لأجهزة مخابرات منذ ستة عقودٍ على الأقل.. يتم دراسة كل شىء يتعلق بهذه الحدود، من جغرافيا وتاريخ سابق وأنثروبولوجيا عرقية وعلاقات جوار عرقية تمتد خارج مصر.. يتم ذلك فى صمت ويتم تقديم نتائج هذه الدراسات بما تصل إليه من معلومات وبيانات إلى أجهزة المخابرات هذه ليتم استخدامها فى الوقت الذى يناسب كلٍ منها! تقوم مصر بإجهاض ذلك تدريجيا بتركيز (التنمية الاستراتيجية) فى مناطق بعينها لتغير المفردات التى توصل إليها المتآمرون الذين يتدثرون بغطاء المعاهد العلمية والذين يعتقدون أن الدولة المصرية العريقة ساذجة!
كان كل ذلك يتم بالتوازى مع خوض الحرب العسكرية الحتمية على أرض سيناء.. وبعد سنوات قليلة بدت ملامح هذا المشروع – الذى يعد الثالث فى الترتيب فى تاريخ مصر الحديثة – فى التبلور أمام الداخل والخارج.. مشروع مشابه فى خطواته لمشروع محمد على، يحتوى نفس المفردات (التعليم – ثورة زراعية هى الأضخم – التصنيع – تعظيم القدرات العسكرية – مد شرايين التنمية لمناطق بكر للمرة الأولى فى تاريخ مصر وجغرافيتها) هذا هو المشروع المستهدف الآن ضربه أو إيقافه أو ترويضه أو تحجيمه! بأى شكل وعن طريق أى مجموعة وسيكون الحل مثاليا لو حدث هذا من الداخل! الإسقاط فى الفخ هو الحل الأمثل لكى يتم تفجير هذا المشروع تماما ويعود بمصر عقودا أو قرونا للخلف!
(2)
كيف حمت مصرُ أمنها القومى وحدودها الشرقية قبل بدء هذه الموجة؟!
هناك حالة حنق وغيظ شديدة تسيطر على كل أطراف المتآمرين.. فأن يقوم صاحب مشروع بقراءة تفاصيل ما سبقه من مشاريع قراءة تفصيلية وأن يضع خطوطا أسفل كل خطأ أو فخ سقط به أصحاب المشاريع السابقة، وأن يفعل ذلك فى هدوء دون صخب حتى يكمل تأمين مشروعه، كل ذلك أصاب هؤلاء بتلك الحالة ضد مصر ومن يحكمها الآن! سقط محمد على فى فخ انتفاخ الذات وسوء تقدير ردة فعل القوى الأخرى وهو يندفع لتحقيق حلمه الذاتى الإمبراطورى فمنح تلك القوى ذلك الخنجر المسموم لاغتيال مشروعه! سقط عبد الناصر فى عدة فخاخ مدفوعا بأسباب كثيرة ربما تدفعنا للإشفاق التاريخى عليه أكثر من الغضب منه أو لومه..ورغم حالة انعدام الرؤية وسياسة مهادنة تلك القوى التى انتهجها مبارك، فذلك لم يمنع عنه وعن مصر محاولات تنفيذ مخطط اقتحام الحدود المصرية ومحاولة سرقة قطعة من أرض مصر فى عهده، لأنه ارتكب خطأ كبيرا لإيمانه بفكرة خاطئة. مفادها أن سياسته بوضع مصر فى ثلاجة حضارية تكفى.. فلم يقم بما كان مفترضا القيام به!
درس السيسى تاريخ مصر جيدا ووضع نصب عينيه ما يمكن لأى إدارة أن تقع فيه من أخطاء أو فخاخ قبل أن يتولى الحكم! هذه هى الحقيقة التى نراها بعد سنوات من حكمه. فلم يبدو لأى مراقب أن مشروعه مشروعٌ ذاتي لتمجيد نفسه، لكنه مشروع وطنى خالص.. لم يتبن خطابا شعبويا زاعقا يقفز بسقف طموحات الشعب سياسيا إلى مراحل غير واقعية، بل انتهج خطابا هادئا واقعيا لا يعبر إطلاقا عن عظم هذا المشروع، أى أنه فعل عكس ما فعله آخرون فسقطوا فى الفخ! خاض أهم معاركه فى هدوء صارم..لا يعلن عن شىء إلا وقت اكتماله منعا لبيع الوهم داخليا، ولحماية الهدف خارجيا!
أما ما قام به السيسى فى السنوات من 2014 وحتى 2021م على الحدود الشرقية المصرية فيقول بوضوح إن مصر استبقت تماما الموجة الحالية وقامت بحماية أمنها القومى وصيانة أراضيها وحدودها! ما حدث كان بمثابة جولة حربٍ حقيقية.. وأن تخوض حربا فى التوقيت الذى تحدده أفضل كثيرا من أن تكون حربك رد فعل! قامت مصر فى تلك السنوات بتصويب أوضاع حدودها الشرقية فى علامة قوية أنها ليست إدارة هاوية وإنما تدرك تماما ما دوّن فى الأوراق السرية سواء ما دون باللغة العربية أو الإنجليزية أو العبرية!
ما قامت به أجهض ما كان يمكنه أن يحدث ظهيرة السابع من أكتوبر! لو لم تقم مصر بذلك لتقدم رد الفعل الصهيونى ليكون بعد هجمات السابع مباشرة جوا ولبدأ بجنوب القطاع!
(3)
الحملات الموجهة لتزييف الحقائق والضغط على مصر!
منذ السابع من أكتوبر تم توجيه حملات تحريضية للمصريين ضد بلادهم ولم يمر يوم واحد حتى الآن دون أن تتعرض مصر لحملات تشويه وتشكيك، رغم أنه لم يمر يومٌ واحد دون أن يكون لمصر موقفٌ حاسم على الأرض. كشفت مصر مبكرا جدا المخطط على الهواء مباشرة، كما أسقطت أقنعة الجميع أمام العالم من قادة دول كبرى هرولوا للقاهرة للضغط عليها لاتخاذ مواقف لا تتسق مع تاريخها ولا شرفها ولا أمنها القومى. بعد أن وضحت الرؤية المصرية للجميع بدأوا فى التراجع حين فرضت القاهرة كلمتها وألزمت العالم بالقيام بما يجب عليه..
نداء الرئيس لدول العالم بأن يبعثوا بكل مساعداتهم لمطار العريش كان الإعلان الأول عن مصر قوية قادرة على فرض رؤيتها العادلة الشريفة. ثم كان دور الوساطة من أجل وقف نزيف الدماء الفلسطينية. عمليا مصر هى التى أبقت من هناك على قيد الحياة فنسبة ما تم تقديمه من مساعدات عبر معبر رفح - مقارنة بغيره من المنافذ مثل مشهد الميناء البحرى العبثى - يمثل أكثر من تسعة وتسعين بالمائة. هذه هى الحقيقة. أول مؤتمر على مستوى رؤساء الدول عقد فى القاهرة..
أول من فرض استخدام مصطلح القانون الإنسانى الدولى هو سامح شكرى وزير خارجية مصر ثم بدأ قادة الدول والمنظمات الإنسانية فى استخدامه وكأن مصر قد ذكرت العالم بوجود هذا القانون!
أول من تحدث عن وجوب حل سياسى قائم على وجود دولتين هو الرئيس السيسى فى مقابلة مع ساسة أوروبا بعد أيام قليلة على بدء العدوان!
عجز العالم كله عن وقف العدوان بسبب الموقف والفيتو الأمريكى وعجزت كل مؤسسات العالم الأممية عن وقف العدوان.. ومزق ممثل إسرائيل ميثاق الأمم المتحدة داخل مبنى الجمعية العام للأمم المتحدة! رفضت مصر التنسيق الأمنى مع الاحتلال الصهيونى على الجانب الفلسطينى من معبر رفح حفاظا على الحق الفلسطينى وحفاظا على ما تم توقيعه من اتفاقيات المعابر! كما رفضت فى بدء العدوان أن تفتح المعبر ليمر الأجانب دون إدخال المساعدات إلى المحاصرين!
إذن ومنذ اليوم الأول وبعيدا عن الصراخ فمصر هى الدولة الوحيدة صاحبة المواقف على الأرض وقد فرضت رؤيتها حفاظا على الحق الفلسطينى وحفاظا على حياة الفلسطينيين! فى شريط الأخبار ومنذ بدء العدوان اقترن اسم مصر بكلمة (ترفض) كثيرا جدا واقترنت هذه الكلمة بمواقف فعلية على الأرض..قادت إلى فرض دخول المساعدات وإلى وقف التهجير وستقود قريبا إلى الانسحاب الإسرائيلى من الجانب الفلسطينى لمعبر رفح لتحافظ بذلك على الوجود الفلسطينى هناك!
من المؤسف – لكنه ليس مفاجئا لى – أن يأتى أول تصريح بعد قرار مصر بعدم التنسيق مع الجانب الصهيونى – من قيادات حمساوية تدعو لفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح لحاجة الفلسطينيين للمساعدات! تصريح مشبوه للضغط على مصر..لن يلغيه اختفاؤه بعد ساعات من قراءتى له على شريط أخبار تلك القناة المشبوهة!
إسرائيل تتحرق للحصول على اعتراف رسمى بتنسيق مصرى معها على المعبر عبر تزييف الحقائق بأن مصر تغلق المعبر وأنها – إسرائيل – تريد إدخال المساعدات! وفى كثير من تصريحات إسرائيلية يريدون أن يمرروا للرأى العام بأن ما يحدث فى رفح هو بتنسيق مصرى! وقامت صحفية مصرية بالرد المناسب على أكذوبتهم هذه وحرفيا (مرمطت) أحدهم!
تحاول إسرائيل ومنذ اليوم الأول توريط مصر.. فى أول أيام العدوان خرج متحدثهم العسكرى الرسمى بنداء ساذج لتوجيه الفلسطينيين للحدود المصرية.. اذهبوا إلى مصر! وكأن مصر ليست دولة ذات سيادة! بعد أن استفاقت إسرائيل على صلابة الموقف المصرى وهدوئه الصارم قررت تغيير أسلوب محاولة التوريط بإدعاءات عن وجود أنفاق تمد مصر من خلالها حماس بالأسلحة أو ربما تخفى فى أحدها بعض الرهائن الإسرائيليين! المهم هو توريط مصر! وهنا يتضح مرة أخرى عظم ما قامت به مصر منذ 2014م ولمدة سنوات بالقضاء على أكثر من ثلاثة آلاف نفق كانوا يمثلون تهديدا لأمن مصر!
فى الواقع الموقف الصهيونى يتسق تماما مع الوقاحة الصهيونية التى تمثل رأس حربة استعمارية تعمل على تحقيق هدف استهداف مصر.. لكن يبدو أن كل مواقف مصر لم تكفِ أطرافا أخرى – عربية وغير عربية فانطلقت حملات التشكيك والتشويه منذ بدء العدوان.. إنهم يريدون أن يحملوا مصر إثم الدماء الفلسطينية التى عجزت دول العالم عن وقف سفكها! فرصة ذهبية لهم لكى يقضوا على المشروع المصرى وعلى القوة المصرية ويفتحوا الباب على مصراعيه لتقسيم مصر شرقا وجنوبا وشمالا! يسوؤهم كثيرا أن تعبر مصر سنوات المحنة والمؤامرة وتخرج منها أقوى مما كانت عليه..
وموقف بعض الأصوات العربية من دولِ بعينها من مصر هو بمثابة.. أنه لا يُرضى العاهرات أن تبقى سيدة شريفة وسطهم! لن يرضَ الذين باعوا أو تخلوا عن أوطانهم أو كانوا سببا فى تمزيقها عن مصرَ إلا إذا أصبح المصريون مثلهم تماما وأحرقوا بلادهم ومزقوها!
بعد حادث معبر رفح الذى استشهد به جندى مصرى بدأت حملات تزييف الحقائق للضغط على أعصاب المصريين واستنفارهم ضد بلادهم ومؤسساتهم.. يتحرقون شوقا لأن تخوض مصر حربهم! كالعادة مئات الصفحات الموجهة تحديدا للمصريين تسخر من رد الفعل المصرى وتريد أن تحول حالة الغضب المنطقية لدى المصريين إلى طاقة سلبية موجهة تجاه بلادهم ومؤسساتها الأشرف! يسخرون من كل ما تبثه المؤسسات الرسمية من معلومات حول الحدث ويشككون المصريين بها.. رغم حدوث سوابق أخرى وقبل حدوث هذه المواجهات قتل فيها جنود مصريون جنودا إسرائيليين وقامت إسرائيل بالصمت والاكتفاء بما بثته مصر من معلومات وقت كل حادثة.
الآن الجميع يريد أن يدفع بمصر إلى مواجهة عسكرية ضد الكيان الإسرائيلى بما فى ذلك حكومة نتنياهو الدموية.. لأن تلك المواجهة ستحول دفة الأمور لصالحها وستدفع بقوى غربية للوقوف معها ومدها بالسلاح. الكيان الصهيونى يعلم جيدا أنه لن يكون بمفرده فى مواجهة مصر. لأن مواجهة مصر الآن هى هدف كبير لقوى كبرى وستكون مثل المواجهة العسكرية التى تم فيها تحطيم قوة محمد على العسكرية! ومن تلك القوى التى تتوق لذلك قوى إقليمية مسلمة! وبعد أن يتم لهم ذلك فلن تكون هناك لا فلسطين ولا مصر!
القيادة المصرية تدرك ذلك قطعا وتخوض حربها استنادا إلى أسس ثابتة لا تتغير، أولها عدم الوقوع فى فخاخ الماضى، بالإضافة إلى ثوابتها الأخرى من وضع الأمن القومى هدفا أسمى وعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية. فهل يدرك المصريون ذلك؟!
(4)
تطاول اللواء فايز الدويرى على مصر!
هذا الرجل يمثل إحدى ظواهر التضليل منذ بدايات العدوان على قطاع غزة. يقدم نفسه بصفته خبيرا عسكريا على شاشة نفس القناة المشبوهة – على الأقل فيما نعلم مما تخوضه تلك القناة فيما يخص مصر – وينتظره السذج كل مساء ليشبع ما بهم من أوهام.. كان واضحا منذ بدء ظهوره أنه جاء ليسمع المشاهدين ما يحبون سماعه، جاء ليصنع لنفسه مكانا بين عالم الأضواء والمال وأن يكون فى الطرف الأكثر صخبا وضجيجا حتى لو كان هذا هو الطرف المضاد للحق والحقيقة!
فى البدايات كثيرا ما راهن على عدم مقدرة قوات الاحتلال على اجتياحات برية فى مناطق بعينها.. كذب كثيرا فى توقعاته، كما حاول تجميل ما لم يكن جميلا، ووضع نفسه كمسوغ ومبرر لكل ما تقوم به حماس ضاربا عرض الحائط بدماء عشرات الآلاف من المدنيين، وكأنهم ليسوا طرفا فى المعادلة، وكأن حرص قيادات أى مقاومة على شعبها من النساء والأطفال والكبار ليس من مفردات الحروب والمكسب والخسارة! لا يعنيه أن يسقط مئات الشهداء مقابل احتفائه بلقطة لإطلاق مقذوفة من أحد جنود القسام وهو يطلقها من بين النازحين فتصب إسرائيل عليهم حمما من النار!
انتشى واحتفى واحتفل بنفسه وأنه أول من استخدم مصطلح النقطة صفر! ملهاة سوداء ألا يبقى فى غزة إلا صفرالدويرى! لم يخبرنا ما هو التقييم العسكرى لمقاومين يطلقون قذائفهم من كتل بشرية من شعبهم وهم يعلمون تماما أنه لن يكون هناك سوى دقائق قليلة قبل أن تدك القذائف تلك الكتل.. فهل هؤلاء مقاومون شرفاء أم شركاء فى القتل؟! على الأقل حسب أدبيات الحركات التحررية العسكرية!
تزامنا مع حملة تزييف الحقائق والاستخفاف بالعقول والعبث فى وقتٍ لا يجوز به عبث، استمعت إلى حديث للمدعو فايز الدويرى عقب حادث استشهاد الجندى المصرى..
ردا على سؤاله عن مدى خطورة ذلك الحادث أو مدلوله.. أصر على أن يُنظر للموقف المصرى السياسى وهو الذى يصر دائما أنه رجل عسكرى فقط يشرح ما يحدث عسكريا!
يقول نصا..(أين مفهوم السيادة المصرية؟ هناك خلل فى التعامل المصرى مع مفهوم السيادة الوطنية.. كيف سمحت مصر ولو على المستوى السياسى بأن تدخل قوات إسرائيلية إلى محور فلادلفيا.. ما هو دور مصر فى الحفاظ على السيادة الوطنية كأن هناك تراجعا من مصر فى الحفاظ على السيادة..!)
من الممكن الرد على هذا التطاول بأن نقول له لست أنت ولا غيرك من يحدد لمصر مفهوم السيادة الوطنية أو يحدد لمصر كيف تقوم بحماية سيادتها الوطنية..
لكن من الأفضل أن نسأله أين كان مما قاله حين حدثت محاولات اختراق الحدود المصرية عام 2008م؟ فعلى الأقل وحتى الآن لم تقم القوات الإسرائيلية بمحاولة التعدى على الحدود المصرية أو اختراقها كما فعل من ينظر الدويرى لانتصاراتهم الوهمية على شاشة الوهم العربى! فهل لا يؤمن الدويرى بأن استهداف حدود مصر يمثل تهديدا لأمنها القومى إلا إذا كان هذا الاستهداف من قبل القوات الإسرائيلية؟!
(5)
كيف لا ينزلق المصريون فى فخ هذه الحملات الموجهة ضد مصر؟!
حتى يتحصن المصريون من الوقوع فى هذه الفخاخ المعدة سلفا والموجهة للداخل المصرى يجب أن يحيط المصريون أولا بخلفيات الصراع الفلسطينى الصهيونى معلوماتيا بشكل صحيح.
يجب أن يعلموا أن مصر قدمت نصيبها العادل فى هذا الصراع وأنها سددت بدماء أبنائها واقتصادها فواتير لا تخصها. وأن مشاهد مهاجمة مصر عربيا بعد توقيع اتفاقية السلام ورفض المشاركة الفلسطينية وترك المقعد فارغا ومقاطعة مصر عربيا ونقل مقر الجامعة من مصر وتأسيس ما يسمى بجبهة الرفض وجبهة مقاطعة مصر واتهامها بالخيانة، أن كل هذه المشاهد تمثل خطا فارقا بين مرحلتين. تمثلت المرحلة الأولى فيما يسمى بالمواجهة العربية الصهيونية بشكل شمولى، بينما تمثل المرحلة الثانية مرحلة صياغة كل دولة موقفها حسبما تحدده مصالح شعبها ومحددات سيادتها الوطنية. قامت مصر فى المرحلة الأولى بدور البطولة وساهمت بنصيب الأسد فى التضحيات والمبادرة والمبادئة، ولم يتم تقدير هذا الدور حق قدره وانتهت تلك المرحلة بهذه الاتهامات الباطلة الظالمة بدلا من أن يتم تتويجها بالتشبث بما أنجزته مصر على الأرض بالدم. كان يمكن أن يكون ذلك المقعد الشاغر هو نواة الدولة الفلسطينية التى يحلمون بها الآن!
ثم كانت المرحلة الثانية حين تركوا مصر وحيدة تدفع اقتصاديا ثمن المواجهة العسكرية وحين تعاملوا معها ومع مواطنيها الباحثين عن فرصة عمل كمتسولين لا كمضحين بالدم والمال! خاضت مصر فترة ما بعد مقاطعة العرب لها بمفردها واستعادت بعض قوتها الذاتية بعيدا عنهم! من هذه الشرعية فلمصر الحق كل الحق فى صياغة سياستها الوطنية بما يحقق مصالح شعبها كأولوية مطلقة وبما يحافظ على مقدراتها ومستقبل هذا الشعب!
يجب أن يعلم المصريون أن اللحظة الذهبية الوحيدة طوال القرن العشرين لإقامة الدولة الفلسطينية قد قدمتها مصر بالدم فرجمها الجميع بالحجارة وقذفوها بالخيانة، ثم عادوا يتسولون نفس الفرصة سنوات وسنوات! ورغم الرجم والاتهامات الخسيسة لها، فلم تبخل مصر بالجهد فى محاولة العثور على تلك الفرصة مرة ثانية وكان لها الدور الأكبر فى كل مفاوضات واتفاقات السلام التى تم توقيعها بعد ذلك بسنوات، والتى كان من ثمراتها أن أصبحت لفلسطين سفارات وتمثيل دبلوماسى وأن عاد إليها من الشتات مئات الالآف من الفلسطينيين وظلت مصر هى رئة الحياة لمن بقوا أو لمن عادوا!
وحين مرت مصر بمحنتها لم يراعوا جميلا أو يحفظوا عهدا إنما حاولوا نهشها بالمعنى الحقيقى للكلمة! محاولات اقتحام وسرقات وحرب بالوكالة وتطاول على قياداتها تم توثيقه بالصوت والصورة! عدة مرات بعد توقيع اتفاقات أوسلوا يتم استهداف القطاع وفى كل مرة وبعد الدمار والخراب لم يكن هناك غير مصر تقتطع من قوت أبنائها وفاءً بالتزامها الأخلاقى حتى كانت أحداث 2008م وأحداث 2011م وما بعدها حين وجد بين القتلى من أعضاء المليشيات التكفيرية التى واجهت القوات المسلحة المصرية من يحملون هوية أهل القطاع! كان هذا يكفى لمصر – لو أرادت – أن تتخذ قرارا قاطعا بأن تولى ظهرها للقضية وأصحابها!
لكنها لم تفعل وظلت تحاول العمل على جمع شتات الإخوة الأعداء الذين قتل بعضهم بعضا وألقى بعضهم بعضا من فوق أسطح المساجد لكى توجد جبهة واحدة موحدة تتولى الدفاع عن الشعب الفلسطينى الممزق بين العدوان الصهيونى المتكرر وبين صراع الإخوة على أموال القضية وعلى حكم أطلال وطن!
الكل يعرّض بمصر الآن.. وكأنهم تناسوا ما كان قبل 7 أكتوبر.. قاموا بما قاموا به وهم يعلمون تماما أنهم يضحون بأرواح مليونى مواطن أعزل لا يملكون لهم أى وسائل حماية لا جوا ولا بحرا ولا برا! تحولت الأهداف من مواجهة مصاعب اقتصادية فى القطاع قبل 7 أكتوبر إلى البحث عن خيمة آمنة لمن بقى على قيد الحياة بعد 7 أكتوبر! هذه هى الحقيقة المجردة من كل زيف وباطل!
****
هذا المستوى المتدنى من الوعى لدى بعض المصريين يثير الشفقة على هذا الوطن الذى يمكنه أن يبتلع عدم الإنصاف من غير أبنائه، لكنه أبدا لن يبتلع تلك الغصة حين تلقمه إياها أيدى وأقلام بعض من يحملون بطاقة هويته!
فالبعض أصبح فجأة كافرا بفكرة الدولة والحدود وأصبح أسير فكرة أنه جزءٌ من كيانٍ مهزوم مغلوب على أمره ولا يريد أن يرى الحق على أرض مصر وبين صفحات تاريخها الحديث جدا والذى لم نزل نتذكر أحداثه ووقائعه جيدا! لا يريد أن يرى ما أنجزته مصر على الأرض وأن مصر ليست دولة مهزومة وفى عد نجاحها فى إيقاف العدوان هى مثلها مثل كل دول العالم بدون أمريكا! لكنها دولة منتصرة وهى الوحيدة من بين دول العالم – مع جنوب أفريقيا - التى قامت بالفعل على الأرض..أقصد فعلا سياسيا بخلاف تقديم المساعدات.. مصر منعت خروج مزدوجى الجنسية دون إدخال مساعدات.. ومصر منعت منح الاحتلال الصهيونى شرعية الاستيلاء على معبر رفح! وبعض المصريين لا يرون إلا ما فعلته جنوب أفريقيا!
البعض الآخر يفتش فى صفحات التاريخ الإسلامى ويأتى لنا بمشهدٍ هنا أو مقولة هناك عن وجوب أن تهرول مصر بجيشها وقوتها العسكرية لإنقاذ أخوة الدين، وكأن عدد المسلمين قد تقلص ليصبح هو عدد المصريين فقط، أو كأن الدول الإسلامية قد تلاشت من خريطة العالم ولم يبقَ منها سوى خريطة مصر! فعلى مصر أن تنتحر على أبواب أورشليم حتى يرضى عنها اليهود وأبناء عمومتهم!
البعض يتراقص طربا لكلماتٍ دجال سياسى بدرجة رئيس وزراء دولة مسلمة وهو يدافع عن حماس وكأن عباراته تلك قد أوقفت سفك الدماء.. ولا يعرف هؤلاء المتراقصون أن دولة هذا الدجال - حين كانت فلسطين جزءً من إمبراطوريتها الإسلامية – هى من قامت ببيع قرى بأكملها من أرض فلسطين للمهاجرين الصهاينة من 1882م وحتى أفول نجم هذه الإمبراطورية الإستمعارية!
معلومات بعض المصريين عن تفاصيل قضية فلسطين التاريخية هزيلة لأقصى درجة، هزالا لا يتناسب مع حماسة هذا البعض فى التحريض أو مهاجمة مصر أو ترويج أكاذيب لا علاقة لها بالحقائق التاريخية!
حتى لا يقع غالبية المصريين فى تلك الفخاخ يجب أن يعرفوا التاريخ الحقيقى لفلسطين وكيف ضاعت، بل وكيف بيعت قبل سنواتٍ من المواجهات العسكرية 1948م!
لن أكتب فى أى موضع عن استنكارى للمذابح ضد المدنيين.. لأنى أرى أن هذا من العبث.. من العبث أن يقسم أى كاتب فى مستهل موضوع يكتبه أنه إنسان! إنما نحن نناقش وقائع ونستنطق التاريخ بالحق ونقف ضد تزييف ذلك التاريخ وضد أن ينقلب الحق باطلا وأن يتحول خونة أو حمقى أو مأجورين إلى أبطال!
لو أننا ننطق بالحق فالأولى بالمقاطعة هم حمقى حماس الذين يجب ألا يكون لهم وجود فى قيادة دفة الأمور فيما تبقى من أرض فلسطين، فهؤلاء لا يكترثون بدماء شعبهم ويتساوون فى ذلك بالعصابة الصهيونية التى تقوم بالقتل! ومن السماجة الممقوتة أن يتم تحريف هذه الفكرة فيدعى أحدهم أننى أساوى بين الضحية والقاتل! الحق أننا يجب أن نفصل فى الحديث بين الضحايا الفلسطينيين وبين قادة حماس! المقاومة الوطنية الشريفة هى التى قادت النضال الفلسطينى منذ عام 1936م وتجددت عام 1968م – رغم قيامها بأخطاء – وهى التى وضعت السلاح جانبا حين وجدت بصيصا من أمل وحياة يمكن شعبها من العيش حتى جاء مجاهدو حماس – الذين كتب عنهم بعض المصريين أنهم مثل صحابة النبى (ص) – فأطاحوا بهذا البصيص ورأينا بنايات القطاع وقد استحالت ركاما مختلطا بالدماء والعظام!
على المصريين أن يحصنوا أنفسهم جيدا فى الأيام القليلة القادمة لأننا وصلنا للسنتيمترات الفارقة الحاسمة.. ستتعرض مصر لسيل من موجات التحريض والسخرية واستهداف استنفار المصريين ضد بلادهم.. إننى على ثقة تامة بنصر مصر لأنها كانت دائما الدولة الشريفة التى لا تنطق فى الغرف المغلقة بما لا تقوى على الجهر به.. أتمنى أن يرتقى كل المصريين لمستوى ما تواجهه بلادهم حتى لا تهدر مصر جزءا من وقتها أو جهدها فى إقناع بعض مواطنيها بشرفها!.