رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيناريوهات الثلاثة لصفقة وقف إطلاق النار

قد نكون مللنا الحديث عن المفاوضات، لكننا سنتحدث على أى حال، قالوا لنا مرارًا إننا اقتربنا من الصفقة، إننا على بعد خطوة من الصفقة، إن الصفقة قريبة، إن الصفقة فى الأفق، ثم ينهار كل شىء فى لحظة، فجوات، مطالب، رفض تقديم تنازلات، وعند كل من الإسرائيليين وحماس كليهما.

هذه المرة نتفاءل! ربما، الجميع يعرف فى إسرائيل والحركة والوسطاء أن الحرب أوشكت على نهايتها، ربما هذا ما يدعو إلى التفاؤل! 

الحديث فى إسرائيل أن فريق التفاوض لا يحصل على التفويض الكافى من أجل التوصل إلى اتفاق، بينما شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فى وقت سابق، على أنه وسع التفويض للفريق المفاوض خمس مرات فى محاولة لدحض الادعاءات من جانب أهالى المخطوفين وأصوات المعارضة بأنه يعرقل صفقة محتملة.

حيث يجد نتنياهو نفسه فى خانة المعارضة وحيدًا وسط أعضاء مجلس الحرب المصغر، الذين يتفقون حول قضية إنهاء العملية فى رفح ومنح الأولوية للإفراج عن المختطفين، بينما حكومة نتنياهو اليمينية لا تزال تواصل الضغط من أجل استمرار الحرب.

نتنياهو يعرف المأزق، ويعرف أن هامش المناورة محدود، قد يكون يريد قبول صفقة وإنهاء الحرب وتحرير المخطوفين، لكنه أيضًا يفهم أن هذا يعنى نهاية حكومته، وهذه المرة عودته إلى الحكم ليست مؤكدة، بالنسبة لنتنياهو هناك ٣ سيناريوهات سياسية مختلفة يمكن أن تحدث، إذا تمت الصفقة، أم لم تتم.

السيناريو الأول، توافق «حماس» على الصفقة، مع تنازلات من الجانب الإسرائيلى، وتتنازل عن مطالبتها بإنهاء الحرب، فيما يقبل كابينت الحرب بهذه الصفقة، وحينها سيستقيل بن غفير وسموتريتش من الحكومة، ويمكن التقدير أن تهديداتهما حقيقية، وتسقط الحكومة.

لكن حتى لو استقال سموتريتش وبن غفير، فإن صفقة المخطوفين ستشهد النور، لأن لابيد اقترح على نتنياهو شبكة أمان؛ من أجل تحقيق الصفقة حتى مع معارضة الوزيرَين، لكن فى هذا السيناريو، ستسقط الحكومة بعد إتمام الصفقة.

السيناريو الثانى، يوافق كل من «حماس» وإسرائيل على الصفقة التى تدخل حيز التنفيذ، وبن غفير وسموتريتش يعارضانها، لكنهما لا يستقيلان من الحكومة، ويشرحان لناخبيهما الأسباب التى تمنعهما من إسقاط الحكومة فى زمن الحرب، ويتعهد نتنياهو أن تستمر الحرب لاحقًا. إذا لم تستمر الحرب، فالتقدير أن بن غفير وسموتريتش سيُسقطان الحكومة لاحقًا، لكن مع ذلك، من المحتمل عدم استقالتهما فورًا.

السيناريو الثالث هو أن حماس توافق على الصفقة، ونتنياهو يرفض، فى هذه الحالة، لن تسقط الحكومة، لكن جانتس وأيزنكوت سيستقيلان ويدّعيان أن نتنياهو رفض الصفقة بسبب ضغوط سياسية من سموتريتش وبن غفير، فى مثل هذه الحالة، ستتلقى الحكومة ضربة قوية، سواء من حيث شرعيتها الدولية، وشرعيتها فى إسرائيل، كحكومة وحدة وطنية، وستبدو إسرائيل رافضة، وستضغط الولايات المتحدة عليها، وربما ستقلص هامش المناورة العسكرية المتاح لها، كما تفعل اليوم، وربما أكثر.

لن تؤدى هذه الدينامية إلى سقوط الحكومة فورًا، لأن المعسكر الرسمى لا يشكل عنصرًا أساسيًا فى ائتلاف نتنياهو، لكن من دون انضمام لاعبين آخرين، مثل ليبرمان «حزب إسرائيل بيتنا»، وساعر «حزب أمل جديد»، فإن هذه الحكومة يمكن أن تتدحرج إلى الانتخابات ككرة الثلج، فى ظل ضغط شعبى متزايد.