رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لقاء مهم فى بكين

بعد مباحثاته مع رئيس جمهورية الصين الشعبية، ولقائه رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى، ومشاركته فى الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزارى العاشر لـ«منتدى التعاون العربى الصينى»، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال زيارته الدولة الصديقة، عدة لقاءات مع رؤساء كبرى الشركات الصينية، من بينهم سونج هايليانج، رئيس مجلس إدارة «مجموعة هندسة الطاقة الصينية»، «تشاينا إينرجى»، China Energy، التى قامت بتوسعة محفظة أعمالها ومشروعاتها فى مصر، منذ منتصف ٢٠١٤، وشاركت فى تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى.

بحضور عددٍ من كبار قيادات المجموعة، أكد الرئيس تثمين مصر علاقات التعاون القائمة مع «تشاينا إينرجى»، وترحيبها بتوسيع نطاق مشروعاتها، خاصة المشروعات المرتبطة بالهيدروجين الأخضر، انطلاقًا من حرص الدولة المصرية على توطين الصناعة والتكنولوجيا وتدريب وتشغيل العمالة المحلية وتوفير المزيد من فرص العمل. وبعد أن ناقش الجانبان مقترحات المشروعات الجديدة المتاحة للتعاون المشترك، وسبل الدفع بجهود الانتهاء من المشروعات الجارى تنفيذها، أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة «تشاينا إينرجى» أن المجموعة عازمة على الاستمرار فى تطوير مختلف مجالات التعاون مع مصر، التى تعد، طبقًا لوصفه، من أكبر الأسواق الواعدة فى مجالات الطاقة والهيدروجين الأخضر.

رئيس «مجموعة هندسة الطاقة الصينية»، زار مصر، فى أكتوبر الماضى، وبحث مع وزير البترول والثروة المعدنية، فرص التعاون فى مجالات البتروكيماويات والهيدروجين الأخضر والأمونيا وتكنولوجيات التحول الطاقى، وخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحرارى. وخلال تلك الزيارة، قامت المجموعة بتوقيع مذكرتى تفاهم، إحداهما مع الهيئة المصرية العامة للبترول، والأخرى مع شركة شمال أبوقير للمغذيات الزراعية. ومن بيان أصدرته وزارة البترول، وقتها، عرفنا أن التعاون مع المجموعة يشمل تعميق التصنيع المحلى للأجهزة والمعدات المطلوبة للتحول الطاقى وخفض الانبعاثات.

المجموعة، التى تغطى مشروعاتها غالبية الدول المشاركة فى مبادرة «الحزام والطريق»، قامت، خلال السنوات العشر الماضية، بتنفيذ أكثر من ١٠ مشروعات فى مصر، تستهدف تلبية الطلب العالمى المتزايد على الهيدروجين وتقديم الحلول التكنولوجية للتحول إلى الطاقة النظيفة، من بينها مشروع للطاقة الشمسية بقدرة ٧٠٠ ميجاوات فى كوم أمبو، كما تعمل على مشروع للربط الكهربائى بين مصر والسعودية، إضافة إلى مشروع ضخم لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يتضمن محطة للطاقة الشمسية، وأخرى لطاقة الرياح، وأجهزة التحليل الكهربائى لإنتاج الهيدروجين وتصنيع الأمونيا، ومرافق التخزين والمعالجة الداعمة، و... و... ومن المتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية إلى ١٤٠ ألف طن سنويًا.

تخضع مجموعة هندسة الطاقة الصينية، «تشاينا إينرجى»، لإشراف «لجنة إدارة ومراقبة الأصول المملوكة للدولة» التابعة لمجلس الدولة الصينى، الذى اجتمع الرئيس السيسى، ظهر أمس الأول، الخميس، مع رئيسه لى تشيانج، لبحث أطر التعاون بين البلدين، فى إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تجمعهما، وعلى ضوء عضويتهما فى تجمع «بريكس»، وانطلاقًا من تطلعنا إلى بدء مرحلة جديدة ترتكز على توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا والاستفادة من القدرات الواعدة التى تمتلكها مصر.

فى هذا السياق، أكد رئيس مجلس الدولة الصينى حرص بلاده على استمرار الزخم فى العلاقات المصرية الصينية، الذى يعكس تطلعات الشعبين الصديقين، للنمو والازدهار، مشيدًا بالتجربة المصرية التنموية، وبما تحققه مصر من نجاحات فى مختلف القطاعات. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن البرنامج التنفيذى للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، خلال السنوات الخمس المقبلة، والذى تم توقيعه فى يناير الماضى، نص على دفع جهود توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا باعتبارها أولوية للتعاون المصرى الصينى، وأكد أهمية العمل على توسيع الاستثمارات الصينية الصناعية فى مصر.

.. وأخيرًا، لعلك تعرف أن «دولة ٣٠ يونيو» أولت اهتمامًا كبيرًا لملف الطاقة الجديدة والمتجددة، وأطلقت حوافز عديدة، لتشجيع الاستثمار فى هذا المجال، ولعلك تعرف، أيضًا، أن الرئاسة المصرية للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب ٢٧»، حرصت على طرح وتطوير مبادرات، لتعزيز الوصول إلى التمويل المناسب لتنفيذ أجندة الانتقال العادل نحو الطاقة النظيفة.