رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القاهرة الإخبارية».. قصة نجاح مصرية

القاهرة الإخبارية
القاهرة الإخبارية

لم يأتِ فوز قناة «القاهرة الإخبارية» بجائزة التميز الإعلامى العربى لعام ٢٠٢٤، خلال فعاليات اجتماعات وزراء الإعلام العرب، فى العاصمة البحرينية المنامة، من فراغ، فالقناة استطاعت خلال فترة وجيزة وضع نفسها وسط قنوات إخبارية لها باع طويل، بل وسبقت الكثير منها.

ومنذ اللحظة الأولى لإطلاقها، لاقت «القاهرة الإخبارية» رواجًا جماهيريًا كبيرًا، ظهر فى نسب المشاهدة المليونية، لتصبح من أهم قنوات الأخبار فى منطقة الشرق الأوسط ككل، والتى ترصد الحدث لحظة وقوعه، من مختلف دول العالم، اعتمادًا على كوادر فى غاية المهنية والاحترافية.

وجاء التكريم الأخير بجائزة التميز الإعلامى العربى ليتوج مجهودًا كبيرًا تبذله القناة فى تغطيتها مختلف الأحداث والأخبار من كل أنحاء العالم، حتى أصبحت مصدرًا مهمًا للأخبار، أمام كيانات إعلامية إخبارية شهيرة، ليس فى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم ككل.

كتيبة مراسلين فى كل مكان.. و«الحقيقة قبل الخبر» شعار رئيسى للمحطة العملاقة

انطلقت قناة «القاهرة الإخبارية» فى ٣١ أكتوبر ٢٠٢٢، عندما أعلن الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن تدشين القناة بشكل رسمى، لتنطلق فى تغطية الأحداث السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية، بشكل احترافى مبنى على منهجية علمية شديدة أتت بثمارها فى وقت وجيز للغاية.

حملت القناة منذ انطلاقتها رسميًا الكثير من الشعارات والمبادئ التى تعكس رؤيتها فى تغطية الأحداث من مختلف أنحاء العالم، كان من بينها: «هنا ندقق الحقائق قبل تحرير الخبر، هنا البُعد الغائب فى تكوين الصور، هنا يتحقق السبق فى ماراثون لا ينتهى، هنا مرآة الوطن العربى وضميره الحى، المعنى والدليل، العمق فى التناول، الصدق فى التحليل»، بجانب العبارة الشهيرة التى ارتبطت بها: «هنا القاهرة.. عاصمة الخبر».

وامتلكت القناة عددًا كبيرًا من المراسلين المحترفين، غطت بهم معظم بلدان العالم فى مختلف قارات المعمورة، حتى لم تكن هناك فعالية إلا وكانت «القاهرة الإخبارية» حاضرة وبقوة. ويأتى على رأس العواصم والمدن التى يوجد بها مراسلون للقناة: بروكسل وبرلين وموسكو ومارسيليا وأنقرة وواشنطن وأثينا، إلى جانب قطاع غزة ورام الله وتونس ودمشق وبيروت وبنغازى وبغداد وعمان ومقديشو، وغيرها الكثير.

وانفردت «القاهرة الإخبارية» بعدد كبير من اللقاءات والتغطيات على مدار عام، معتمدة على مكاتبها فى عواصم العالم، عبر استضافة ضيوف متميزين ومحللين سياسيين، سواء من المسئولين الرسميين أو الخبراء المتخصصين، وغيرهم الكثير.

وحظيت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإشادات واسعة على نجاحها فى تحقيق تقدم كبير للإعلام الإخبارى المصرى، بعد النجاح المبهر لـ«القاهرة الإخبارية»، فى وقت قصير للغاية.

من «CNN» لـ«Fox News».. مصدر أخبار للقنوات الكبرى

نجحت «القاهرة الإخبارية» فى تحقيق الكثير من الانفرادات، قدمتها إلى متابعيها بشكل حصرى، ونقلتها عنها مختلف القنوات التليفزيونية ووكالات الأنباء العالمية، خاصة خلال الحرب الأخيرة المستمرة فى قطاع غزة.

يأتى على رأس هذه الانفرادات ما أذاعته القناة، قبل أى منصة إعلامية أخرى، حول موافقة الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على وقف إطلاق النار، يوم ١٣ مايو الماضى، وهو العنوان الذى تناقلته جميع الصحف والقنوات الإخبارية فى العالم.

وفى نوفمبر الماضى، كانت لـ«القاهرة الإخبارية» انفرادات مهمة حول بدء تنفيذ الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مع السبق فى النقل المباشر الحصرى لوصول المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة إلى معبر رفح، حيث تسلمتهم السلطات المختصة لنقلهم إلى إسرائيل.

وكان من بين القنوات التى نقلت انفرادات القناة المصرية: «BFMTV» و«FRANCE 24» الفرنسيتان، و«ABC News» و«CBS News» الأمريكيتان، إلى جانب القناتين الأشهر «CNN» و«Fox News»، وغيرها الكثير.

أساتذة إعلام ونقاد: أعادت لمصر ريادتها دوليًا.. ونقلت ما يحدث فى فلسطين بشجاعة

أكدت الدكتورة أمانى فهمى، عميدة كلية الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، أن قناة «القاهرة الإخبارية» فتحت بابًا كبيرًا أمام كل محبى العمل المهنى فى الإعلام.

وقالت «أمانى»: «فتحت القناة بابها للشباب، ودعمتهم، ما جعلهم يقدمون أفضل ما لديهم من قدرات، فحققت القناة نجاحًا دوليًا».

وأشارت إلى أن القناة التزمت بمعايير الدقة والمهنية، وعملت على نشر الوعى والثقافة، ببرامج متنوعة رصدت الكثير من الأمور الحياتية التى تهم المصريين والعرب.

وأضافت أن قناة «القاهرة الإخبارية» أصبحت واجهة مشرفة للإعلام العربى والمصرى خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز العام، بسبب سرعتها ومهارتها فى نقل الأحداث، خاصة الأحداث الأخيرة التى حدثت فى قطاع غزة.

وتابعت: «كنا بحاجة لقناة محترمة، وأشيد بأداء الإعلامى أحمد الطاهرى، الذى طور الإعلام بعد أن كان يعانى خلال الفترة الماضية»، معربة عن فخرها الشديد بهذه الخطوة، خاصة أن القناة تضم نخبة من أبرز الإعلاميين والمراسلين المهنيين.

من جهته، قال الناقد الفنى رامى متولى إن قناة «القاهرة الإخبارية» استحقت بجدارة جائزة التميز من دولة البحرين، وتستحق عشرات الجوائز الأخرى تقديرًا لما قدمته من نجاحات كبيرة فى فترة زمنية قصيرة للغاية.

وأوضح «متولى»: «استطاعت القناة التفوق على كل القنوات الإخبارية الأخرى الموجودة بالمنطقة، باحترافية شديدة وحيادية»، لافتًا إلى أنها تناولت الأحداث الساخنة حول العالم بشكل منهجى وبأسس علمية شديدة تؤكد نجاح المسئولين عن القناة».

وأشار إلى أن القناة حققت الكثير من النجاحات المهنية والانفرادات، وهو ما يؤكد أحقيتها فى أن تكون الحصان الرابح لمصر فى مجال القنوات الإخبارية، مؤكدًا: «القناة أعادت لمصر هيبتها دوليًا، وحققت أمنيات حلمنا بها».

وأكد أن «القاهرة الإخبارية» تعتبر نقلة نوعية فى صناعة الإعلام المصرى والعربى؛ إذ تعتمد على أحدث التقنيات فى مجال نقل وصناعة المحتوى بشكل احترافى، وتعتمد على كفاءات فى مختلف مجالات الإدارة والإعداد والتحليل والتصوير والتنفيذ والإخراج.

ورأى أن العاملين بـ«القاهرة الإخبارية» لديهم خبرة كبيرة، ظهرت بوضوح فى تغطياتهم الأحداث العالمية، لافتًا إلى أنه «جرى تدريب عناصر القناة على مختلف المهارات من خلال الأكاديمية الوطنية للتدريب وغيرها».

ونوه بأن «القاهرة الإخبارية» حريصة على تحسين أدائها بشكل مستمر، وهو أمر محمود، ويُظهر مدى الاحترافية التى يمتاز بها كل المتواجدين فيها.

وتابع: «أصبحت القناة مصدرًا موثوقًا، وتنقل عنها كل القنوات فى العالم انفرادات تقدم بمصداقية وموضوعية ودقة».

من جهتها، عبّرت الناقدة دعاء حلمى عن سعادتها الشديدة بوصول قناة مصرية لهذا النجاح، لافتة إلى أن المصريين انتظروا طويلًا وحلموا بقناة تقدم لهم وللجمهور العربى محتوى خبريًا مهمًا، وتحقق الحلم.

وقالت «دعاء»: «فكرة وجود قناة أخبار مصرية عالمية كانت تحديًا كبيرًا للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لأن الأخبار لم تعد مجرد نقل للأحداث، فقد أصبحت متاحة فى كل مكان، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعى أو المواقع الإخبارية، لكن الفكرة هى كيف يمكنك أن تكون متواجدًا فى قلب الحدث، وكيف يمكنك التعليق بلغات مختلفة، وكيف يمكنك التواصل خارج إطارك الإقليمى، وكيف يمكنك أن تكون منافسًا قويًا وشرسًا للمحطات الأجنبية، وكيف يمكنك أن تعرض أجندتك ووجهة نظرك بشكل احترافى ومهنى».

وأوضحت: «كل قناة إخبارية لديها أجندتها السياسية، فلا توجد قناة إخبارية فى العالم تكون مستقلة تمامًا، فعادة ما تكون هناك قيود تفرضها الدولة أو المستثمر الذى يمولها، لذلك فكرة حرية الإعلام المطلقة هى مجرد خيال، ويجب أن يكون لدى أى وسيلة إعلامية أيديولوجية، وإلا فلن تكون هناك حرية إعلامية حقيقية، لذلك القناة المصرية الوطنية كانت تحمل هذه الأجندة، ونحن نتوقع منها تطورًا أكبر، ونتوقع منها أن تكون متواجدة بشكل أكبر على المستوى الدولى، ليس فقط على المستوى المحلى».

وتابعت: «الأخبار أصبحت متاحة فى كل مكان، والصعب هو أن تكون حصانًا قادرًا على المنافسة، وهذا ما فعلته القناة بأجندة مصرية وطنية».

وأضافت: «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تركت بصمة قوية، وعلى المدى الطويل سنشعر بالتأثير أكثر، خاصة بعد النجاح الكبير الذى شهدناه».

وقالت إن قناة «القاهرة الإخبارية» من أهم القنوات العربية على الساحة الإعلامية، وتميزت بمصداقيتها وقدرتها على تغطية الأحداث ونقلها إلى المشاهد بكل دقة واحترافية، وقدمت متابعة لحظية للأحداث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بكل شجاعة ومصداقية.