"زي النهاردة".. الاحتلال يقتل معاق فلسطيني في القدس
في مثل هذا اليوم من العام 2020، قُتل أحد المواطنين الفلسطينين من ذوي الإعاقة الذهنية على يد قوات الاحتلال في واحدة من أبشع جرائم القتل التي يرتكبها الجيش الصهيوني في فلسطين منذُ أن احتل أراضيها.
الشاب الفلسطيني الذي قَتله الاحتلال اسمه إياد الحلاق وتناولت وسائل إعلام محلية وعالمية، قصته التي أثارت جدلًا كبيرًا واشتهرت آنذاك بين المواطنين في جميع أنحاء العالم، فما هي قصّته؟.
البداية
غادر إياد الحلاق منزله في حوالي الساعة السادسة من صباح ذلك اليوم المشؤم، حاملًا بيده كيس القمامة الذي اعتاد على إخراجه عندما يغادر المنزل في الصباح.
كان “الحلاق” في طريقه إلى مركز الرعاية الذي كان يذهب إليه كل صباح طوال السنوات الماضية. دخل إلى البلدة القديمة في القدس عبر باب الأسد وواصل السير على طول طريق الملك فيصل، بداية طريق الآلام، وكان متوجهًا إلى مركز علوين القدس لذوي الاحتياجات الخاصة، على بعد بضع مئات من الأمتار من باب الأسباط، بالقرب من مدخل ساحة الأقصى.
مطارده دون سبب
لم يصل الحلاق إلى وجهته، بينما بدأت شرطة الحدود الإسرائيلية بمطاردته وهم يهتفون: "إرهابي إرهابي"، وبدون سبب واضح، أطلقوا النار عليه، ومن الواضح أنهم أصابوه في ساقه، حتى بات مذعورًا، ليركض سريعًا إلى غرفة القمامة بجانب الطريق في محاولة للاختباء.
حاولت مستشارته من مركز الوين، وردة أبو حديد، وهي في طريقها إلى المركز، هي الأخرى من الاختباء في غرفة القمامة من الشرطة وإطلاق النار.
ووصل 3 من ضباط شرطة الحدود بسرعة إلى مدخل غرفة القمامة، وكان الحلاق مستلقيًا على ظهره على الأرض القذرة، ورأى مستشاره أن ساقه كانت تنزف، في حين يقف رجال الشرطة الثلاثة هناك، وأسلحتهم مشهرّة، يصرخوا في الحلاق بأعلى صوتهم: "أين البندقية؟ أين البندقية؟".
رصاصة الموت
بينما كانت مستشارته، وردة أبو حديد، تصرخ عليهم باللغتين العربية والعبرية: "إنه معاق إنه معطل" وكان "الحلاق" هو أيضًا يصرخ: "أنا معها أنا معها" واستمر ذلك لمدة خمس دقائق تقريبًا، حتى أطلق أحد ضباط الشرطة النار من بندقيته من طراز M-16 باتجاه "الحلاق" من مسافة قريبة أصابته رصاصة بالقرب من خصره وأصابت عموده الفقري، مما أدى إلى إتلاف أعضائه الداخلية المختلفة في الطريق - مما أدى إلى مقتله على الفور.
وهكذا انتهت الحياة القصيرة لإياد الحلاق، الشاب الفلسطيني المصاب بالتوحد والذي كان وجهه وجه ملاك، وكان عمره 32 عامًا وكان قرة عين والديه.
وقال والد "الحلاق" في خيمة العزاء التي يقيم بها في حي وادي الجوز: "إن الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية لا يتسببان في وقوع إصابات فحسب، بل يقتلان فقط".