رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الهجرة الدولية وإعادة تشكيل فضاء المدينة العربية".. ندوة بمكتبة الإسكندرية

جانب من الندوة بمكتبة
جانب من الندوة بمكتبة الإسكندرية

نظَّمت مكتبة الإسكندرية من خلال برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بقطاع البحث الأكاديمي، ندوة بعنوان "الهجرة الدولية وإعادة تشكيل فضاء المدينة العربية في مطلع القرن الحادي والعشرين" للدكتور أيمن زُهْري؛ خبير السكان ودراسات الهجرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية، بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية.

تأتي هذه الندوة استكمالًا لسلسلة ندوات "العلوم الاجتماعية في عالم متغير" والتي أطلقتها مكتبة الإسكندرية في أغسطس 2023 بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بكلية الآداب جامعة القاهرة، كما تأتي هذه الندوة في ظل تداعيات الهجرة الدولية على المدن العربية. 

وقال الدكتور أحمد زايد، إن العولمة التي نعيش فيها شهدت الكثير من تدفقات الهجرة المنظمة وغير المنظمة، داخل المدينة العربية، لافتًا إلى أن هناك الكثير من فضاءات الهجرة داخل المدينة العربية تقوم بخلق أشكال من التجمعات.

وأضاف أن الصراعات داخل المنطقة العربية خلقت أنماطًا من الهجرة الخارجية لتلك الدول نحو الدول العربية خصوصًا في السودان وسوريا.

ندوة مكتبة الإسكندرية

من جانبه، قال الدكتور أيمن زهري، إنه عند الحديث عن الهجرة الداخلية، يجب التأكيد على أنه في البدء كانت القرية، فهي أصل الحضارة ومنها نشأت الحياة من خلال الزراعة، لافتًا إلى أن الزراعة المنظمة هي من خلقت الحضارة والقرية مهمة جدًا في تطور نظام الدولة فالمدينة كانت نتاجًا للقرية.

وأضاف أن المدينة ارتبطت في الثقافة العربية بالغربة والاغتراب والشك والريبة، لأن المدينة هي المستقطب للمهاجرين، لافتًا إلى أن المهاجرين هم دائمًا الأغراب ويفعلون ما لا يفعله الساكنين في القرية.

وأضاف  أنه بالرغم من أن الثقافة العربية تنظر إلى المدينة بنظرة الشك إلا أنها ارتبطت أيضًا بالقوة والترقي ومركز نظام الحكم.

وأوضح أن المدينة العربية هي "النداهة" التي تغوي الكثيرين، حيث ظهر ذلك في السينما العربية، وارتبط ذلك بصورة القروي الساذج الذي تبهره أضواء المدينة.

وأشار إلى أن السينما عززت هذه الصورة النمطية وهذا التصور وعلى سبيل المثال فيلم العتبة الخضرا الذي أنتج في وقت مبكر من نمو هذه الظاهرة، فالمدينة هي مكان الاختباء والذوبان في الجموع الغفيرة ومن هنا نشأت ظاهرة هجرة القرويين إلى المدينة.

وقال إن هناك اتجاهًا عالميًا للانتقال للعيش من القرية إلى المدينة، فقرابة 60% من سكان العالم يعيشون في مناطق حضرية أي أن نسبة سكان القرى تقل عن 45%.

واستعرض زهري نسبة سكان القرية مقارنة بالمدينة في عدد من البلدان العربية، ففي مصر على سبيل المثال كانت نسبة سكان المدينة مقارنة بالقرية 32% وصلت إلى 43 % حاليًا ومتوقع أن تصل إلى 52% بنهاية القرن الحالي، وفي المغرب تبلغ النسبة الآن 66% وستصل إلى 77% بنهاية القرن أما تونس فإن النسبة تصل إلى 70% ومن المقرر أن تصل إلى 80% أما في الأردن فهي الأعلى حيث تصل إلى 92% ومن المقرر أن تصل إلى 95% وفي اليمن النسبة ستصل إلى 75% بنهاية القرن الحالي.

وأضاف زهري أن هناك ثلاثة معايير يمكن التفريق من خلالها بين سكان المدينة وسكان القرية وهي القرارات الإدارة من الحكومات التي تقرر أن تحول قرية إلى مدينة والمعيار الثاني يتعلق بنسبة من يعملون في مجال الزراعة فإذا كانت نسبة من يعملون في مجال الزراعة أقل من 45% فيمكن أن نطلق على هذا التجمع مدينة، في حين يختص المعيار الثالث بالأكاديميين.

ولفت إلى أن الإسكندرية كنموذج لنمو المدينة العربية يمكن القول إن المؤسس الحقيقي لها في العصر الحديث هو محمد علي، لافتًا إلى أن المدينة قبل هذا الوقت كانت مجرد مدينة لا يقطنها سوى 6 آلاف شخص ويعانون من ظروف صعبة.

وأوضح أن محمد علي، قام بشق ترعة المحمودية وأصبحت الإسكندرية مدينة جاذبة وأصبحت البوابة الرئيسية لمصر أمام العالم الخارجي، لافتًا إلى أن عدد السكان ارتفع في فترة وجيزة إلى 100 ألف نسمة بفعل الجذب الداخلي والخارجي من الجاليات الأجنبية.

وتابع: "الإسكندرية شهدت ميلاد السينما في مصر كما شهدت ميلاد جريدة الأهرام وكانت حاضنة لكل الأغراب إلى فترة الخمسينيات".

وتحدث عن ارتفاع نسبة الهجرة في العالم خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الصراعات والحروب، مبينًا أن نحو 300 مليون شخص هاجروا من بلدانهم خلال السنوات الماضية بسبب الصراعات.