رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اكتشاف مذهل.. جمجمة فرعونية تكشف علاج المصريين القدماء سرطان الدماغ

اكتشاف علاج سرطان
اكتشاف علاج سرطان الدماغ بجمجمة فرعونية

أكدت دراسة علمية جديدة قدرة القدماء المصريين على إجراء عمليات جراحية دقيقة في الرأس لاستئصال أورام سرطانية منذ أربعة آلاف عام، ليكشف عن مدى تطور الطب في عهد الفراعنة.

وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير اليوم الأربعاء، أن فريقا من العلماء بقيادة إدجارد كاماروس، عالم الحفريات في جامعة سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا، أجروا دراسة على جمجمة مصرية عمرها حوالي 4600 عام عندما عثروا على علامات أثبتت إصابة صاحبها بسرطان الدماغ وعلاجه من الورم.

An even closer view of the same area showing the cut marks.

وقال الدكتور كاماروس إنهم فور اكتشاف ما حدث للجمجمة من اكتشاف الورم وعلاجه على يد قدماء المصريين أصاب الجميع بالذهول لأنهم يدركون أهمية اكتشاف كهذا ومدى تطور الطب في عهد الفراعنة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن كاماروس برفقة تاتيانا تونديني من جامعة توبنغن في ألمانيا وألبرت إيسيدرو من مستشفى جامعة ساجرات كور في إسبانيا، وجدا عبر استخدام المجهر علامات قطع حول حواف الجمجمة تحيط بها عشرات الآفات التي ربطها الباحثون السابقون بسرطان الدماغ. 

A close-up view of one of the lesions in the skull، shaped like a circle، with cut marks in the bone on its top left side.

تفاصيل علاج الفراعنة سرطان الدماغ

وحسب دراسة نشرها العلماء الثلاثة اليوم في مجلة "Frontiers in Medicine" أظهر شكل القطع بالجمجمة أنها تمت بأداة معدنية وبتدخل بشري.

ويشير هذا الاكتشاف، حسب الصحيفة، إلى أن المصريين القدماء درسوا سرطان الدماغ باستخدام الجراحة، فقد تم إجراء هذه الجروح بينما كان الشخص على قيد الحياة، وربما حاولوا علاجه.

وأكدت الدراسة أن الاكتشاف الجديد لا يوسع المعرفة العلمية بالطب المصري فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى تأخير الجدول الزمني لمحاولات البشرية الموثقة لعلاج السرطان بما يصل إلى 1000 عام.

وقالت الدراسة إن السرطان أزعج البشر طوال فترة حياتهم، بل إنه أصاب الحياة على الأرض قبل فترة طويلة.

وقال الدكتور كاماروس إن السرطان قديم قدم الزمن حتى الديناصورات عانت من السرطان.

ودرس علماء الأمراض القديمة مثل الدكتور كاماروس تطور المرض، بالإضافة إلى محاولات فهمه أو علاجه، حسب الصحيفة فعلى سبيل المثال، نحن نعلم أن البشر في عصور ما قبل التاريخ أصيبوا بسرطانات لم تعد موجودة ويأمل هو وزملاؤه فى أن يؤدي الكشف عن الطبيعة المتغيرة للسرطان على مدى آلاف السنين إلى الكشف عن معلومات يمكن أن تساعد في تصميم علاجات اليوم.

الفراعنة يعيدون كتابة تاريخ السرطان

وعلى الرغم من أن مرض السرطان لم يكن مفهومًا جيدًا على الأرجح، فإن الطب في مصر كان متقدمًا مقارنة بالكثير من دول العالم القديم، وتشير وثيقة مصرية تسمى بردية إدوين سميث، التي كتبت قبل 3600 عام تقريبًا، إلى ما يعتقد بعض الباحثين أنه حالة سرطان ويصف هذا النص "مرضًا خطيرًا" "لم يكن له علاج.

وأكدت الصحيفة أن مصر القديمة أجرت أيضًا عمليات جراحية على الجماجم بطرق أخرى، فقد أفاد فريق الدكتور كاماروس أيضًا في الدراسة بأنهم وجدوا دليلًا على العلاج الناجح لإصابة مؤلمة في جمجمة أخرى، يبلغ عمرها 2600 عام.

وقال كيسي إل كيركباتريك، عالم الآثار الحيوية في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا، إن البحث الجديد يقدم أول دليل مادي على علاج السرطان المحتمل من قبل المصريين القدماء.

ومن خلال توثيق الأدلة التاريخية القديمة الإضافية للمرض، قال الدكتور كيركباتريك إن الدراسة لها فائدة أخرى.

وأضاف: "يمكن أن يذكرنا ذلك أيضًا بأن السرطان ليس مرضًا حديثًا، وهو ما قد يساعد في تخفيف بعض الشعور بالذنب لدى المصابين حاليًا بالسرطان والذين يشعرون بالقلق إزاء الدور الذي لعبه أسلوب حياتهم في تطوره".