هل تُبشر زيارات رئيس الوزراء للمصانع الكبرى بعهد جديد للصناعة المصرية؟.. الدستور تجيب
أثارت الزيارات الميدانية المتكررة لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي للمشروعات الكبرى وفي القلب منها المصانع، خاصة المملوكة للقطاع الخاص، تساؤلات عديدة، فيما تُظهر هذه الزيارات اهتمامًا حكوميًا كبيرًا بدعم وتشجيع القطاع الخاص، كونه محركًا رئيسيًا للاقتصاد، ويعزز التواصل المباشر بين الحكومة والمستثمرين، ما يساعد في حل أي عقبات أو مشكلات تواجههم، وتُرسل رسالة قوية للمستثمرين المحليين والأجانب بأنّ مصر بيئة استثمارية آمنة وموثوقة.
تفقد المشروعات الخاصة
وأوضح مصدر مسئول بمجلس الوزراء، لـ"الدستور"، أن الدكتور مصطفى مدبولي، يحرص بشكل دائم على تفقد مشروعات القطاع الخاص- خاصة النموذجية منها، إلى جانب تفقده مشروعات الدولة نفسها، وذلك بهدف تسريع تنفيذ أجندة الدولة حاليًا، للنهوض بالاقتصاد القومي من خلال دعم القطاع الخاص، تحديدًا فى قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتابع المصدر: هنا من الممكن أن يتساءل البعض وماذا يعود على الدولة من زيارة رئيس وزرائها لمصنع كبير مملوك لأفراد أو لشركة قطاع خاص؟، الإجابة أن تفقد رئيس الوزراء مصانع القطاع الخاص الكبرى له فوائد عدة تعود على الاقتصاد الوطني، أبرزها التأكيد على أن الدولة عازمة على دعم القطاع الخاص ليكون قاطرة اقتصادها، ومناقشة أصحاب هذه المصانع فى مدى إمكاناتهم لتوسيع استثماراتهم والعقبات أو التحديات التي تواجههم للعمل على تذليلها بشكل سريع، وفقًا للإجراءات والتسهيلات التي اعتمدتها الحكومة مؤخرًا لدعم القطاع الخاص.
ضح استثمارات جديدة
وأضاف: بشكل أوضح الاستهداف يتمثل فى دعوة أصحاب هذه المصانع لضخ استثمارات فى إنشاء مصانع إضافية لديهم لإنتاج منتجات ليست موجودة فى مصر، وكمثال على أرض الواقع للتوضيح وليس الحصر، ما حدث أمس فى زيارة واحدة من المزارع النموذجية التي ترتبط بالتصنيع الزراعي ومنتجات الألبان والمنتجات الغذائية، وبحث سبل توسعة وتطويره مع القائمين عليه، حيث تناقش رئيس الوزراء مع القائمين على المزرعة، حول دخولهم فى إنتاج اللبن المجفف وإنشاء مصنع جديد لإنتاجه إضافة لمنتجاتهم الأخرى المعروفة، وهنا تجدر الإشارة الى أن مصر تستورد نحو 100 ألف طن لبن مجفف سنويا بنحو مليار دولار، والهدف الأساسي هنا هو تقليل الفاتورة الاستيرادية إن لم يكن توطين الصناعة بشكل كامل وعدم الحاجة لاستيرادها من ناحية، وتزويد الحصيلة التصديرية من ناحية أخرى، وبهذا يمكن القضاء على ظاهرة الاحتياج للعملة الدولارية وتوافرها بشكل مستدام، وبتحقيق هذا الهدف سنصل للهدف الأسمي وهو نمو اقتصادي مستدام.
سرعة تنفيذ المشروعات
وتابع: كما يترتب على زيارة رئيس الوزراء لمثل هذا النوع من المزارع والمصانع، سرعة تنفيذ مشروعاتهم، وبالتبعية يترتب على ذلك توفير فرص عمل جديدة وهو هدف آخر إضافة للأهداف المرجوة.
وأضاف: يجب أيضا أن نأخذ بعين الاعتبار أن زيارات رئيس الوزراء لكل المناطق الصناعية والزراعية فى كل أنحاء الجمهورية، يعطي زخمًا كبيرًا فى الترويج لكل هذه المناطق، وهو ما يفتح الباب لإقبال المستثمرين بمختلف توجهاتهم للمناطق التي يرغبون فى توافر فرص استثمارية بها.
التسهيل على المستثمرين
وتابع: قد نلحظ أيضا تكرار زيارة منطقة ما فى وقت قصير، وقد يثار تساؤل حول تكرار الزيارة لنفس المنطقة، والحقيقة أن رئيس الوزراء قد يحدث ويواجه أحد المستثمرين عقبة لتوسعة استثماراته، ومن ثم يوجه رئيس الوزراء بتذليل العقبات وتسريع الإجراءات لتوفير المطلوب من الدولة تجاه المستثمر، ويعاود الزيارة خلال فترة قصيرة للاطمئنان بنفسه على انتهاء العقبات وبدء تنفيذ الاستثمارات الجديدة، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها زيارته أحد المصانع الكبرى فى مصر والشرق الأوسط لإنتاج إطارات السيارات فى المنطقة الصناعية ببورسعيد، وكان هذا المصنع ينتج عددًا محدودًا من المقاسات الخاصة بالإطارات وهناك مقاسات أخرى نحتاجها كثيرا فى مصر، لأننا نستوردها من الخارج بالعملة الدولارية، وعرض رئيس الوزراء على القائمين على المصنع التوسع وإنتاج المقاسات الأخرى للسيارات الملاكى وبالفعل تابع معهم حتى بدء إنتاج المقاسات الأخرى، وعاود زيارة المصنع للاطلاع بنفسه على التوسعات وبدء إنتاج المقاسات الجديدة المطلوبة، بالتبعية هنا نحن نسير فى الاتجاه الصحيح وفق خطط قصيرة ومتوسطة الأجل لتنفيذ حلول مستدامة وعدم تعرض الاقتصاد الوطني لصدمات بسبب أي تغيرات مفاجئة من الممكن أن يعيشها العالم، مثل جائحة كورونا وبعدها أزمة الحرب الروسية- الأوكرانية وأحداث غزة مؤخرًا.