رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتقادات دولية لجريمة الاحتلال في مخيم اللاجئين برفح

جريمة الاحتلال في
جريمة الاحتلال في مخيم اللاجئين برفح

أكدت ردود الفعل السياسية الدولية، الإثنين، على حجم الانتقادات الواسعة والتنديد بالجريمة الإسرائيلية في مخيم اللاجئين شمال غرب رفح، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 100 فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء. بينما إسرائيل لا تولي اهتمامًا للرفض والتنديد الدولي بسلوكها المستمر وجرائمها داخل قطاع غزة، حيث تواصل انتهاك القوانين والأعراف الدولية، وتتحدى القرارات الدولية بما في ذلك القرار الأخير لمحكمة العدل الدولية الذي صدر الجمعة الماضية والذي طالبها بوقف عملياتها العسكرية في رفح. وفي رد فعل إسرائيلي مثير للانتقاد، قامت بارتكاب مجزرة في مخيم تل السلطان.

مذبحة مخيم تل السلطان

أعلنت المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية، يفعات تومر بروشالمي، اليوم الاثنين، أن الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على مخيم للنازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة مساء الأحد كان خطيرًا للغاية، وأنهم يجرون تحقيقًا لفهم تفاصيل الحادث.

أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل نحو 45 مدنيًا فلسطينيًا وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح، على الرغم من أن إسرائيل كانت تعتبر هذه المنطقة "آمنة" ولم تحذر سكانها أو تطلب إخلاءها.

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن الهجوم استهدف نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنه أقر بوجود تقارير عن إصابة مدنيين واندلاع حريق في المكان.

أثارت المجزرة في مدينة رفح انتقادات حادة من المجتمع الدولي والإقليمي لإسرائيل، مع اتهامها بتجاوز الشرعية الدولية، وتجددت دعوات لفرض عقوبات والضغط عليها لوقف الهجوم على رفح.

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول عرقلة صفقة تبادل الأسرى قبل أن تنضج، وأشارت المصادر إلى أنه إذا تلقى مجلس الحرب عرضًا لصفقة تبادل أسرى، فسيكون نتنياهو ضمن الأقلية، وأن العرض الوحيد الآن هو صفقة شاملة لإعادة الأسرى جميعًا.

ردود فعل فلسطينية

حماس دعت إلى تصعيد الفعاليات الاحتجاجية والضغط من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة، بعد المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال غرب مدينة رفح مساء الأحد. وأكدت الحركة في بيانها على ضرورة خروج الجماهير في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل والخارج في مسيرات غاضبة احتجاجًا على استمرار المجازر الإسرائيلية ضد الشعب في قطاع غزة.

كما دعت حماس الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة حول العالم إلى تكثيف الحراك والفعاليات المنددة بحرب الإبادة، والضغط لقطع العلاقات مع إسرائيل التي تتجاوز قرارات المجتمع الدولي وتستهتر بالقرارات الأممية، وخاصة قرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي طالبها بوقف عدوانها على رفح.

من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة على ضرورة احترام القواعد الأساسية للقانون الإنساني الدولي، لافتة إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة يواجه صعوبات في التعامل مع الوضع في رفح، ومن المتوقع ارتفاع عدد الضحايا جراء الهجمات الإسرائيلية.

أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 36 ألفًا و50 شهيدًا بالإضافة إلى 81 ألفًا و26 مصابًا، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب 7 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة، أسفرت مجزرة رفح عن مقتل 45 شهيدًا، بينهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، وإصابة 249 آخرين.

في السياق، قام مستوطنون بشق طريق استيطاني في أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم، وأضرموا النار في أراضي بلدة دوما جنوب نابلس، فيما اعتدت قوات الاحتلال على صحفيين في القدس المحتلة وأضرمت النار في أراضي غرب سلفيت.

ردود الفعل الدولية على مذبحة رفح

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب عن غضبه من الضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل العديد من النازحين في رفح، مطالبًا بوقف العمليات والاحترام الكامل للقانون الدولي ووقف فوري لإطلاق النار.

فيما ادانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، بأشد العبارات المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في مخيم النازحين برفح، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية واتفاقيات جنيف والمنظمات الدولية إلى التحرك بقوة ضد إسرائيل.

وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أهمية احترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية وضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية في رفح، مع التأكيد على دعم مهمة الاتحاد الأوروبي عند معبر رفح بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

وزراء خارجية إسبانيا وأيرلندا والنرويج طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، مع اعتراف أيرلندا بالدولة الفلسطينية، ودعم جميع قرارات المحكمة العدل الدولية.

المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز أشارت إلى قسوة إسرائيل واستمرارها في تحدي القانون الدولي، داعية إلى مواجهتها بالعقوبات والعدالة وتعليق الاتفاقيات.

وزيرة الخارجية الألمانية أكدت أهمية احترام حكم محكمة العدل الدولية ودعم فكرة إعادة تفعيل بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح.

واعربت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي، عن فزعها من القصف الإسرائيلي على مخيم اللاجئين في رفح، معتبرة ذلك انتهاكًا للقانون الدولي.

الكويت والجامعة العربية وقطر وقطر وبريطانيا وبلجيكا وغيرها من الدول أدانت بقوة الهجمات الإسرائيلية وطالبت بوقف العنف واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.

من جانبها، تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تحديات كبيرة في إيصال المساعدات وتقديم الدعم للنازحين في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.