محرقة الخيام.. مصر تدين بأشد العبارات قصف الاحتلال النازحين فى رفح الفلسطينية
أضاف الاحتلال الإسرائيلى جريمة جديدة لسجله، خلال الحرب الحالية ضد قطاع غزة المستمرة لأكثر من ٧ أشهر، بقصفه خيام النازحين داخل مدينة رفح الفلسطينية.
وأدانت مصر، بأشد العبارات، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس، قصف القوات الإسرائيلية المتعمد خيام النازحين فى مدينة رفح الفلسطينية، الأمر الذى أسفر عن سقوط المئات من القتلى والمصابين بين صفوف الفلسطينيين النازحين العزل، فى انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولى الإنسانى، وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩؛ بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب.
واعتبرت مصر هذا الحدث المأساوى إمعانًا فى مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار فى قطاع غزة؛ لجعله غير قابل للحياة، مطالبة إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية؛ بشأن الوقف الفورى للعمليات العسكرية، وأى إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية.
وجددت مصر مطالبتها مجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفورى لضمان الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية، مشددة على حتمية اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته القانونية والإنسانية تجاه توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، ومنع تعريضهم لمخاطر تهدد حياتهم.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلى قد شن هجومًا ضد خيام النازحين المدنيين الفلسطينيين فى منطقة «تل السلطان» شمال غرب رفح الفلسطينية، حيث استهدف الطيران تلك المنطقة بالقنابل الحارقة، ما أسفر عن استشهاد نحو ٤٠ فلسطينيًا، وإصابة العشرات.
وجاء قصف الاحتلال بعد ادعائه بأن تلك المنطقة آمنة، حيث تقع المخيمات قرب مستودع تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، التى تضم نحو ١٠٠ ألف نازح.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن أنها لا تزال تعمل على حصر أعداد الشهداء والمصابين؛ جراء ذلك القصف، نظرًا لضخامة الحرائق التى اندلعت فى الخيام إثر الاستهداف الإسرائيلى.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، فى أعقاب القصف الإسرائيلى، إنه لا يوجد مستشفى فى غزة الآن يمكنه استيعاب هذا العدد الهائل من الجرحى والضحايا؛ جراء حريق الخيام، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلى تعمد قصف المستشفيات طوال الحرب لإخراجها من الخدمة، موضحة أن طواقمها تعاملت قدر الإمكان مع نقل عدد كبير من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال خيام النازحين برفح.
وتأخر جيش الاحتلال الإسرائيلى فى إعلان توجيهه ضربة جوية ضد مخيمات النازحين فى رفح الفلسطينية، لا سيما بعد انتشار الحرائق وزيادة عدد الضحايا. وبعد نحو ساعة من الحادث، اضطر جيش الاحتلال إلى إعلان توجيهه ضربة بطائرة واحدة إلى مخيم من مخيمات النازحين فى تل السلطان بمدينة رفح.
وأعلن عن أن العملية فى تل السلطان أسفرت عن اغتيال ياسين ربيعة، عضو حركة حماس فى الضفة الغربية، وخالد نجار، ضابط كبير فى حماس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلى، فى بيان: «الهجوم تم تنفيذه باستخدام أسلحة دقيقة، بما يتوافق مع القانون الدولى.. ونحن على علم بتقارير تفيد بأنه نتيجة للهجوم والحريق الذى اندلع فى المنطقة، أصيب عدد من المدنيين غير المتورطين، والحادث قيد التحقيق». وأشار إلى أن تلك العملية جاءت بناء على معلومات استخباراتية من جهاز الأمن العام «الشاباك»، وشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان».
وخرج جيش الاحتلال بصيغة تلك البيان لتبرير المجزرة التى ارتكبها فى رفح، مدعيًا أنه لم ينتهك القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى بشكل متعمد.
وقالت تقديرات إسرائيلية إن الحادث فى رفح يمكن أن يثير انفجارًا دوليًا ضد تل أبيب، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وشددت تلك التقديرات على أن هناك معارضة كبيرة فى العالم لعملية الجيش الإسرائيلى فى رفح جنوب قطاع غزة، خاصة أن عملية «تل السلطان» جاءت بعد أيام من الأمر الذى أصدرته محكمة العدل الدولية وطالبت فيه بوقف أى عمل عسكرى فى رفح من شأنه أن يؤدى إلى التدمير الكامل أو الجزئى للسكان الفلسطينيين.
ويحاول جيش الاحتلال التنصل من مسئوليته فى استهداف وقتل المدنيين الفلسطينيين داخل خيام النازحين فى رفح، كونها العملية الأكثر دموية منذ دخوله المدينة أوائل شهر مايو الجارى.
وجاءت تلك العملية بعد يوم واحد من زيارة يوآف جالانت، وزير الجيش الإسرائيلى، القوات الموجودة داخل مدينة رفح، لتقييم الأوضاع الأمنية على الأرض. وتحدث «جالانت» خلالها عن تعميق العملية العسكرية داخل رفح وإلى مناطق أخرى داخل المدينة؛ بدعوى تحقيق هدف تفكيك كتائب حماس.
وقال جالانت، فى حديثه مع القوات الإسرائيلية هناك: «هدفنا فى قطاع غزة حاد للغاية وتحديدًا فى رفح، وهو القضاء على حماس، وإطلاق سراح المحتجزين والحفاظ على حرية التصرف ضد حماس، وهذا أمر أساسى بالنسبة لقضية المختطفين».
وتابع: «نحن نبذل جهودًا هائلة، وسنواصل القيام بذلك فى المستقبل بكل الطرق الممكنة، سواء عبر العمليات العسكرية على الأرض، أو من خلال عملية التفاوض».