أسرى جُدد بيد المقاومة الفلسطينية.. ماذا يعنى ميدانيًا وسياسيًا؟ (خاص)
أكد خبراء فلسطينيون أن إعلان حركة حماس مساء السبت، أسر عدد جديد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا بعد أكثر من 7 أشهر من القتال، يعد ضربة جديدة للاحتلال وخاصة لحكومة بنيامين نتنياهو التي فشلت في تحقيق أي من أهداف العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي على غزة.
وقال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس وعضو حركة فتح، إن إعلان حركة حماس على لسان أبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، أنهم استدرجوا وحدة إسرائيلية يقدر حسب التقديرات بـ 12 جنديا وضابطا، وتم استدراجهم وقتل عدد منهم وأسر آخرين وهذا الأمر بالتأكيد يعني حدث كبير ومؤثر ولن يكون أمرا سهلا.
وتابع الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي حتى هذه اللحظة ينكر هذه العملية بشكل أساسي وحتى الأن عادة عندما يحدث مثل تلك الأحداث يحتاج عدة أيام لإبلاغ ذوي في الجنود، ثم بعد ذلك يتم لاحقا الإعلان بشكل رسمي.
وأشار الرقب إلى أن الحادث سيؤثر على سير العمل في قطاع غزة، وقد يبدأ الاحتلال في وضع آليات أخرى.
وأضاف "للأسف الشديد استمرار الحرب هو مطلب لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو شخصيا وحكومة اليمين المتطرف، وهناك طبعا وجهة نظر داخل الجيش في جزء ووجهة نظر الحرب وجهة نظر مع تقليلها، حيث قال قبل عدة أيام بأن بقاء جيش الاحتلال في قطاع غزة وتحويل لقوة عسكرية الأمر سيكون مرهقا، وناتج عن خشيته من نجاح مثل هذه العمليات، بالعادة كلما طال الحرب كلما تمكنت المقاومة من تغيير أدوات وإيجاد استراتيجيات جديدة".
وأشار الرقب إلى أن حركة حماس تحاول خلال الفترة الماضية تنفيذ استراتيجية حرب الشوارع ومحاكاة للنموذج الفيتنامي يعني أن القتال وقت المفاوضات ولا مانع أن نتفاوض ونقاتل في نفس الوقت، وأن تحسين الظروف خلال القتال قد تحسن الظروف خلال المفاوضات، كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي، وكما يقول الاحتلال الإسرائيلي نحن نفاوض حماس تحت الضغط، وكذلك حماس ترد عليه بأنها أيضا تفاوضه تحت الضغط.
وأردف قائلا: "هذا طبعا محاولة نماذج متشابهة وبالنسبة لنا نموذج مشابه للتجربة الفيتنامية بالتأكيد تم تأكيد خبر الأسر الجديد للجنود فسيغير بشكل قطعي شكل عمليات الاحتلال في قطاع غزة، وقد يسهل أيضا عملية المفاوضات للوصول على أقل تقدير بالمرحلة الأولى من الهدنة وتهدئة الأوضاع لإعادة ترتيب الاحتلال لجيشه بما يناسب هذه المتغيرات".
صافي: هناك أيضًا احتمالات قوية لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع
من جهته قال الدكتور ماهر صافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إنه بعد هذه العملية النوعية التي قام بها القسام فإن الجيش الاسرائيلي سيكثف في عمليات القصف في جباليا ورفح وكافة المناطق في غزة.
وأوضح صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك أيضا احتمالات قوية لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، وذلك بعد أن التقى رئيس الوزراء القطري ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" مع رئيس مدير المخابرات المركزية الأمريكية في باريس.
وأكد صافي، أن هناك مقترحات جديدة ستطرح بقيادة الوساطة المصرية والقطرية، وبمشاركة أمريكية لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف.