السفير صلاح حليمة لـ"الدستور": فشل إسرائيل بغزة يدفعها لتبرير أخطائها باتهام مصر

تتصاعد الادعاءات الإسرائيلية ضد مصر التي تتبنى  القضية الفلسطينية منذ النكبة، بشكل يوضح المأزق السياسي الخطير الذي تعيشه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصا مع تحركات محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية في طريق إدانة إسرائيل وقادتها بسبب جرائم الحرب المرتكبة في غزة، والتي تتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وفي سبيل بحثها عن شماعة لتعليق أخطاء الحكومة وفشلها في غزة، تتهم تل أبيب القاهرة بعرقلة مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وتعمد غلق معبر رفح الحدودي، بشكل يعيق إدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

إسرائيل في موقف صعب جدا بسبب الفشل في تحقيق الأهداف التي سعت إليها

وقال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إسرائيل في موقف صعب جدا هذه الأيام، بسبب الفشل في تحقيق الأهداف التي سعت إليها، وأعلنتها خلال اجتياح قطاع غزة.

وأشار حليمة لـ"الدستور"، إلى أن نوايا تل أبيب في تصفية القضية الفلسطينية القائمة على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي، وهدم المؤسسات والمباني، وقتل آلاف الأبرياء من النساء والأطفال، وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، قد كشفت.

 المرفأ قد يكون بداية لمخطط إسرائيلي آخر ليصبح ممرا لتنفيذ خطة التهجير

وحذر "حليمة" من أن المرفأ الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة على شواطئ غزة لإدخال المساعدات، قد يكون بداية لمخطط إسرائيلي آخر، ليصبح ممرا لتنفيذ خطة التهجير القسري أو الطوعي نحو الدول الأوروبية.

وأوضح أن موقف إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتحرك الإيجابي والنشط الذي يستحق الاحترام لجنوب إفريقيا، والذي انضمت إليه مصر ودول أخرى، والقرار المرتقب عن المحكمة بوقف إطلاق النار، فضلا عن الفشل الإسرائيلي في الداخل، أزمت موقف حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة.

إسرائيل في موقف حرج

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تحرك محكمة الجنائية الدولية رغم ما يتعرض له مدعيها العام من ضغوط، بتقديم لائحة اتهام لاستصدار قرار بحق قيادات إسرائيلية على رأسها نتنياهو، يزيد الضغط على تل أبيب، لافتا إلى أن المحكمة ربما تصدر مذكرات اعتقال لأطراف إسرائيلية أخرى من القادة المتطرفين.

الجهود المصرية منذ البداية تتمحور حول وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وفتح المعابر

وأكد حليمة أن الجهود المصرية منذ البداية تتمحور حول وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وفتح المعابر، ومعارضة الإبادة، وكلها أمور وضعت إسرائيل في موقف حرج، ومأزق خطير، ولم يكن أمامها سوى تشويه محكمة العدل الدولية، والجنائية الدولية، وازدراء مؤسسات الأمم المتحدة.

وشدد على أن الممارسات الإسرائيلية جعلت دولة الاحتلال تظهر على حقيقتها، بأنها دولة مارقة تخالف المواثيق والاتفاقيات الدولية، وتمارس إرهاب الدولة، عبر ما قامت به من إجراءات على مدار 75، والتي تنوعت بين الاستيطان والتهجير القسري والتمييز والفصل العنصري، تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.

الاتهامات الإسرائيلية لمصر محاولة بائسة للخروج من المأزق الذي تواجهه حكومة نتنياهو

ونوه بأن الاتهامات الإسرائيلية لمصر، محاولة بائسة للخروج من المأزق الذي تواجهه حكومة نتنياهو، عبر إلقاء الافتراءات، في وقت تمارس الولايات المتحدة عملية تدليس سياسي وخداع للعالم، للتغطية على جرائم إسرائيل.

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، بقوله: من المستحيل أن تتوقف الحرب أو يتم تبادل الرهائن والأسرى بدون الدور المصري، فهي الدولة المحورية التي تتبني القضية وتلتزم بهذا الأمر من أجل الوصول لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.