انتصار جديد.. فلسطينيون: الاعتراف بالدولة الفلسطينية صفعة تزيد الضغوط على الاحتلال
أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أن إعلان العديد من الدول الأوروبية عن اعترافها بالدولة الفلسطينية يعد صفعة جديدة على وجه الاحتلال الإسرائيلى، وتأكيدًا لدعم حقوق الشعب الفلسطينى العادلة فى إقامة دولته المستقلة.
قال الدكتور ماهر صافى، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، إن اعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بدولة فلسطين قد تكون له تبعات ونتائج على الأوضاع فى قطاع غزة والأراضى المحتلة، خاصة إذا تخلت الإدارة الأمريكية عن ازدواجية المعايير، وبدأت تنفيذ ما تم اتخاذه من قرارات دولية على أرض الواقع، مع إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، والانسحاب من الأراضى الفلسطينية، ووقف المجازر الممنهجة.
وأضاف: «تلك الاعترافات بالدولة الفلسطينية مهمة، وتمثل رافعة لمفاوضات حل الدولتين، وإنهاء الصراع فى قطاع غزة وكل الأراضى الفلسطينية، كما أنها تعد، من وجهة نظرى، لفتة رمزية، رغم أنها لن تغير فى البداية فى حياتنا كفلسطينيين قابعين تحت ممارسات محتل إسرائيلى متغطرس، لكنها أيضًا قد تكون وسيلة ضغط لإجبار إسرائيل على القبول بالاعتراف بدولة فلسطين، بعد الضغوطات الأوروبية عليها وعلى الإدارة الأمريكية».
وتابع: «الاعتراف بدولة فلسطينية هو خطوة إضافية نحو إرساء الحقوق الفلسطينية، وهو خطوة طال انتظارها، تصب مباشرة فى المصلحة الجيوسياسية للقارة الأوروبية».
فيما أكد الكاتب الصحفى والسياسى الفلسطينى ثائر أبوعطيوى أن اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية هو إنجاز مهم، وانتصار لعدالة القضية الفلسطينية ولقرارات الشرعية الدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطينى.
وقال: «يتوالى الاعتراف العالمى بالدولة الفلسطينية بعد تصويت ١٤٣ دولة من الدول الأعضاء فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع القرار الذى قدمته الجزائر للاعتراف بدولة فلسطين، وهذا بالتأكيد سيؤثر على مجريات القضية الفلسطينية بشكل عام، وعلى الحرب المستمرة والعدوان المتواصل على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالى».
وأضاف: «سيتحقق من خلال هذه الخطوة كسب التأييد الدولى، بعد الإجماع على أن دولة الاحتلال الإسرائيلى ترتكب إبادة جماعية حقيقية فى قطاع غزة، كما أنه سيزيد من حجم التعاطف مع الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، التى تتعرض حاليًا لنكبة جديدة على أيدى الاحتلال».
وتابع: «الاعتراف الدولى المتلاحق بالدولة الفلسطينية هو أيضًا خطوة مهمة وبناءة على طريق دحر الاحتلال، والوصول للحرية والاستقلال، وإرغام دولة الاحتلال على القبول بفكرة حل الدولتين، والعودة لطاولة المفاوضات، وتعزيز رؤية السلام الشامل والعادل، الذى يضمن حقوق الشعب الفلسطينى كاملة، التى نص عليها جميع القوانين الدولية والمواثيق الأممية».
الأمر نفسه أكدته الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، بقولها: «إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة الإنسانية والقانونية، وترسيخ الشرعية الدولية، وفتح أفق سياسى لسلام فعلى، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية».
وأضافت: «رغم ذلك، فإن هذه الخطوة منقوصة، نتيجة الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبى، الذى انقسمت دوله بين مؤيد ومعارض لتشكيل دولة فلسطينية، ونرجو أن تكون خطوة أيرلندا وإسبانيا والنرويج محفزة لغيرها من الدول الأوروبية».