فعاليات جنائزية ضخمة قبل دفن الرئيس الإيرانى الراحل.. رسائل طهران الجديدة للعالم
شيع الآلاف من الإيرانيين جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، صباح اليوم الثلاثاء، حيث تستمر الفعاليات الجنائزية على مدار 3 أيام تنتهي بدفن جثمان الرئيس الراحل في مسقط رأسه بمدينة مشهد، حيث لقى رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ومسئولون آخرون مصرعهم بعد سقوط مروحيتهم يوم الأحد الماضي.
جنازة رئيسى تحمل رسائل إيرانية جديدة فى ظل اضطرابات داخلية وإقليمية
وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن الفعاليات الجنائزية الضخمة للرئيس الإيراني الراحل تأتي بهدف تكريمه ومحاولة إظهار القوة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من اضطرابات كبرى.
وأضافت الوكالة أن الجنازة أقيمت في ظل اضطرابات داخلية كبرى داخل دوائر الحكم الإيرانية، بسبب خليفة المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث كان رئيسي الخليفة المحتمل للمرشد الحالي، الذي يبلغ من العمر 85 عامًا.
وكتب أليكس فاتانكا، خبير الشئون الإيرانية في معهد الشرق الأوسط: "تأتي وفاة رئيسي في وقت يتعزز فيه النظام الإيراني. باختصار، لن يكون هناك فراغ في السلطة في طهران، ومع ذلك فإن إيران ما بعد رئيسي تبدو فجأة أقل قابلية للتنبؤ بها مما كانت عليه قبل بضعة أيام فقط".
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن موكب الجثامين تحرك، صباح اليوم الثلاثاء، تقوده شاحنة تحمل نعوش الضحايا ببطء عبر الشوارع الضيقة بوسط مدينة تبريز، أقرب مدينة رئيسية بالقرب من موقع الحادث يوم الأحد، وسار الآلاف الذين يرتدون ملابس سوداء ببطء بجانب النعوش، وقام بعضهم بنثر الزهور كتحية لهم.
وبكى الرئيس المؤقت "محمد مخبر" على "رئيسي" ورفاقه، ووصفهم بالشهداء، ويوم الأربعاء ستتحول الجنازة التي يرأسها خامنئي إلى موكب أيضا.
ووصلت نعوش الضحايا في وقت لاحق إلى طهران، وتوجهت بعد ذلك إلى مدينة قم الدينية الشيعية المقدسة قبل أن تعود إلى العاصمة الإيرانية طهران، وبعدها إلى مدينة مشهد تمهيدًا لدفن الرئيس الإيراني الراحل في مسقط رأسه.
وستشهد مدينة بيرجند في مشهد، مسقط رأس رئيسي، الخميس المقبل، موكبًا، تليه جنازة ودفن في ضريح الإمام الرضا في مدينة مشهد المقدسة، الإمام الوحيد للشيعة المدفون في إيران.
كان هذا الضريح منذ فترة طويلة مركزًا للحجاج ويزوره الملايين كل عام، وعلى مر القرون كانت أراضيه بمثابة موقع الدفن الأخير للأبطال في التاريخ الفارسي، فهو شرف عظيم ونادر في إيران، حيث دُفن الرئيس الإيراني محمد علي رجائي، الرئيس الآخر الوحيد الذي توفي أثناء توليه منصبه عندما قُتل في تفجير عام 1981، في طهران.
وأضافت الوكالة الأمريكية أنه لا يزال من غير الواضح ما هو الحضور الدولي الذي ستجذبه تلك الجنازة، حيث واجه رئيسي عقوبات أمريكية لدوره في عمليات إعدام جماعية في عام 1988، ولارتكابه انتهاكات استهدفت المتظاهرين والمعارضين أثناء قيادته السلطة القضائية في البلاد.
وأعلنت الحكومة الإيرانية الحداد لمدة خمسة أيام، وشجعت المواطنين على حضور جلسات الحداد العامة. عادة، يحضر موظفو الحكومة وأطفال المدارس مثل هذه الأحداث بشكل جماعي، بينما يشارك آخرون بدافع الوطنية أو الفضول أو لمشاهدة الأحداث التاريخية.
وفي جميع أنحاء إيران، غالبًا ما يعتنق سكان الريف المذهب الشيعي والحكومة بشكل أكبر قوة، ومع ذلك، كان لدى طهران منذ فترة طويلة وجهة نظر مختلفة تمامًا تجاه رئيسي وسياسات حكومته، حيث تعصف الاحتجاجات الحاشدة بالعاصمة.