أشرف المرشدى عضو «منتجى الدواجن»: لدينا فائض فى الإنتاج.. والأسعار مناسبة
- قال إن ارتفاع سعر الكيلو ما بين ٣ و٥ جنيهات وهبوطه مجددًا يتعلق بالعرض والطلب
- هوامش الربح يجب ألا تتعدى الـ5% وعلينا مواجهة الأوبئة
- البيض وصل إلى 120 جنيهًا للطبق و3.5 مليون عامل فى القطاع
-قرار إلغاء الضريبة العقارية المفروضة على مزارع الدواجن حافز مالى مهم للمزارعين
قال المهندس أشرف المرشدى، عضو اتحاد منتجى الدواجن، إن أسعار الدواجن تراجعت بنسبة وصلت إلى ٢٠٪، خاصة مع توفير الأعلاف واستقرار أسعار الدولار، كما أن الطلب أصبح متناسقًا مع الإنتاج، ما أدى إلى ثبات فى الأسعار.
وأضاف «المرشدى»، فى حواره لـ«الدستور»، أن مصر لديها اكتفاء ذاتى، وفائض، من الدواجن وبيض المائدة، مقترحًا التدخل لتنظيم السوق كى لا تزيد هوامش الربح على ٥٪، عبر تشديد الرقابة.
وأكد تراجع أسعار العلف لـ٢٢ ألف جنيه للطن بنسبة هبوط ١٣٪، مشددًا على ضرورة زيادة المساحات المزروعة بالذرة الصفراء والصويا لتقليل الفاتورة الاستيرادية.
ولفت إلى أن هناك شركات دخلت السوق المصرية لصناعة الأدوية البيطرية، ونجحت فى توفير ٣٠٪ من احتياجات السوق، وأشاد بقرار إلغاء الضريبة العقارية المفروضة على مزارع الدواجن: «حافز مالى مهم للمزارعين».
■ بداية.. هل تواجه مصر أزمة فى الدواجن حاليًا؟
- لا.. الأزمة انتهت، ولدينا فائض كبير فى الإنتاج، والأمور مستقرة فى قطاع الدواجن، والأسعار الآن مناسبة للمستهلك وللمنتج أيضًا.
ارتفعت الأسعار بين ٣ و٥ جنيهات فى الكيلو، ثم عادت مرة أخرى، وهذا سببه العرض والطلب، وبشكل عام لا أتوقع حدوث ارتفاع فى الأسعار خلال الفترة المقبلة.
■ نجحت الدولة فى ملف الإفراجات الجمركية.. كيف أثر ذلك على قطاع الدواجن؟
- قطاع الدواجن من القطاعات المهمة والواعدة، وتحرص الدولة على الاهتمام به، لأنه متعلق بالأمن الغذائى للمواطن.. أكبر مشكلة واجهت القطاع هى عدم توافر الدولار وندرته فى السوق، وهو ما أدى حينها إلى حدوث عجز فى المواد الخام المصنعة للأعلاف، وكان هناك تذبذب فى أسعار الدولار، وكل هذا انتهى الآن مع نجاح الحكومة فى القضاء على السوق السوداء وتوفير العملة الأجنبية، وحل مشكلة الإفراجات الجمركية.
■ كيف اختلفت الأسعار قبل قرار تحرير سعر الصرف وبعده؟
- تراجعت أسعار الأعلاف بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية، مع استقرار أسعار الصرف وزيادة الإفراجات الجمركية.
وبلغ سعر طن فول الصويا قبل تحرير سعر الصرف ٣٠ ألف جنيه، والآن وصل إلى ٢٥ ألفًا، بنسبة تراجع تصل إلى ١٦٪، بينما تراجعت أسعار الذرة الصفراء من ١٥ ألف جنيه للطن إلى ١٢ ألفًا، بنسبة تراجع تصل إلى ٢٠٪.
وتراجعت أسعار العلف من ٢٦ ألف جنيه للطن، ليسجل الآن ٢٢ ألفًا، بنسبة تراجع تصل إلى ١٣٪، بينما تراجعت أسعار الدواجن من ١١٥ جنيهًا لليكلو لتصل إلى ٨٠ جنيهًا، بنسبة تراجع ٢٠٪، وتراجعت أسعار البيض بشكل كبير؛ إذ كانت ١٦٠ جنيهًا للطبق، والآن يسجل الطبق ١٢٠ جنيهًا، وذلك نتيجة زيادة الإفراجات الجمركية خلال الفترة الماضية.
■ هل لدينا اكتفاء ذاتى من الدواجن فى مصر الآن؟
- نعم.. مصر لديها اكتفاء ذاتى من الدواجن والبيض؛ فالمعروض يغطى الطلب فى الأسواق، وقد تراجعت القوة الشرائية للمواطن بالفعل بنسبة تصل إلى ٥٠٪، إضافة إلى أن حجم الإنتاج تراجع أيضًا ٥٠٪ نتيجة خروج عدد كبير من صغار المربين خلال العام الماضى، الأمر الذى أحدث توازنًا ما بين الطلب والإنتاج وأصبح لدينا اكتفاء ذاتى.
■ كيف نحافظ على قطاع الدواجن؟
- عبر تنظيم الصناعة، من خلال جعل الإنتاج متناسبًا مع الطلب فى كل موسم، ووضع خطة للسنة كاملة تضم احتياجات السوق، مع مراعاة تغيير الأسعار من فترة لأخرى بناء على سعر التكلفة، مع وجود هوامش ربح لا تتعدى الـ٥٪، فضلًا عن التحكم فى الأوبئة والأمراض والتصدى لها من خلال الخريطة الوبائية فى مختلف المحافظات.
■ ما حجم إنتاج مصر من الدواجن حاليًا؟
- يوجد تراجع فى الإنتاج، ولا توجد بيانات محددة، لكن التقديرات تقول إن حجم الإنتاج يتراوح بين ٩٠٠ مليون ومليار فرخة سنويًا.. ورغم ذلك هناك تناسق بين الإنتاج والقوة الشرائية.
■ لماذا ارتفعت أسعار بيض المائدة خلال الفترة الماضية؟
- ارتفعت أسعار البيض بشكل طفيف، إذ سجلت ١٦٠ جنيهًا للطبق، الأمر الذى تسبب فى إزعاج كبير للمستهلك، ولكن عقب الإفراجات الجمركية وتوفير الأعلاف تراجعت أسعار طبق البيض لتسجل الآن ١٢٠ جنيهًا للطبق.
ارتفاع الأسعار حدث نتيجة أن فترة إنتاج البياض تصل إلى ٦ أشهر، على العكس من قطاع التسمين الذى ينتج بعد ٤٥ يومًا. أما عن الأسعار فى الوقت الحالى، سواء للدواجن أو البيض، فهى مناسبة جدًا للمستهلك والمنتج.
■ ما مقترحاتك للنهوض بصناعة الدواجن فى مصر؟
- يعمل فى قطاع الدواجن نحو ٣.٥ مليون عامل، أى أن تلك الصناعة توفر نحو ١٠٪ من دخل سكان مصر، ويمكن تحسين الإنتاجية عن طريق زيادة المساحات المزروعة بفول الصويا والذرة الصفراء، وذلك بهدف تقليل الفاتورة الاستيرادية.
كما يجب تحسين جودة المنتجات الدوائية المقدمة للحيوانات، بتطوير وتحديث معايير الجودة المتبعة وتعزيز الرقابة الصحية، ويجب الاهتمام بالتغذية وتحسين جودة الأعلاف المستخدمة فى تربية الدواجن، وكذلك تحسين جودة المياه المستخدمة فى الشرب، وكل هذا كان متبعًا قبل الأزمة.
وتعتبر صناعة الدواجن فى مصر قطاعًا تنافسيًا، إذ تتوافر فى السوق جميع الموارد اللازمة لإنتاج الدواجن بجودة عالية وبأسعار تنافسية، كما أن الحكومة تدعم هذا القطاع من خلال توفير التسهيلات والإعفاءات الضريبية والاستثمارية، وتشجيع الاستثمار فى هذا المجال، ومن المتوقع أن تستمر صناعة الدواجن فى النمو والتطور فى مصر، وأن توفر فرص عمل أكثر وتسهم فى تلبية الاحتياجات الغذائية المحلية والعالمية.
ويتطلب تطوير قطاع الدواجن فى مصر توفير التمويل الكافى للاستثمارات، مع التركيز على دعم صغار المربين، ولا بد من الاستفادة من التقنيات الحديثة، وتحلية المياه، والتحكم الآلى فى درجة الحرارة والرطوبة، وتوفير الإضاءة الصناعية. كما يجب تطوير الكوادر البشرية من خلال التدريب المستمر وتعزيز المعرفة والخبرة فى مجال تربية الدواجن.
ومن الضرورى الاهتمام بالصحة الحيوانية وتحسين مكافحة الأمراض المنتشرة بين الدواجن، وتطوير برامج اللقاحات والعلاجات الحيوية. كما يجب تعزيز التعاون بين الجهات المعنية، مثل وزارتى الزراعة والرى، والجمعيات الزراعية، والشركات المنتجة للأعلاف والمعدات، والبنوك التجارية.
ويمكن الاستفادة من خبرات وتجارب الدول الأخرى الناجحة فى هذا المجال، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية. وينبغى تعزيز التعاون بين المزارعين من خلال تشكيل جمعيات زراعية لتبادل الخبرات والمعلومات وتسهيل الوصول إلى الأسواق.
كما يجب اتباع استراتيجيات واضحة ومدروسة، وتوفير الدعم اللازم للمربين والشركات المنتجة للأعلاف والمعدات، وتعزيز الاستثمار فى التكنولوجيا والتدريب والتطوير.
ويجب العمل على تحسين جودة المنتجات وتوفيرها بأسعار مناسبة للمستهلكين، وتحقيق التنمية المستدامة فى هذا القطاع الحيوى.
■ هل عادت كل القطاعات للإنتاج؟
- لا، فهناك بعض المربين لم يعودوا للعمل بعد، أى أن القطاع يعمل الآن بنحو ٥٠٪ فقط من الطاقة الإنتاجية، ولكن مع زيادة الإفراجات الجمركية للأعلاف سوف تكون هناك إمكانية لدخول عدد من صغار المربين مرة أخرى إلى القطاع، ولعدم حدوث الأزمة مرة أخرى يجب تشديد الرقابة على الأسواق، خاصة على التجار والمستوردين، وهذا يمنع العشوائية فى قطاع الدواجن.
■ أترى أن هذه الإجراءات كافية للسيطرة على العشوائية؟
- يمكن كذلك إنشاء لجنة مخصصة لمتابعة خامات إنتاج أعلاف الدواجن، وأن تكون من قِبل الجهات المعنية، حتى تكون هناك رقابة على الخامات المستوردة، وسيكون لها مردود إيجابى على القطاع، خاصة على صغار المربين الذين يمثلون ٧٥٪ من القطاع، وهؤلاء يجب توفير الخامات لهم بأسعار مناسبة.
تلك اللجنة ستسهم فى الحفاظ على زيادة الإنتاج ودخول القطاعات بشكل كامل مرة أخرى، وقطاع الدواجن يعمل به أكثر من ٣٫٥ مليون عامل، وهو قطاع حيوى ويجب المحافظة عليه.
■ كيف يمكن التوسع فى زراعة الذرة والصويا؟
- زيادة المساحات المزروعة بالذرة والصويا تتطلب اتباع عدة خطوات، منها اختيار الأصناف المناسبة للمنطقة والظروف المناخية، فيجب اختيار أصناف الذرة والصويا التى تتمتع بمقاومة جيدة للأمراض والآفات ومناسبة للظروف البيئية المحيطة، وتحديد مواعيد الزراعة المناسبة، إذ تزرع الذرة فى فصلى الربيع والصيف، بينما تزرع الصويا فى فصلى الصيف والخريف.
ومن الضرورى توفير نظام الرى المناسب، ويمكن استخدام أنظمة الرى بالتنقيط أو الرى بالرش لتوفير احتياجات المحاصيل المائية، واستخدام الأسمدة اللازمة، ومن المهم استخدام الأسمدة الكيميائية أو العضوية لتغذية المحاصيل بالعناصر الغذائية اللازمة، ويجب تحسين التقنيات المستخدمة فى الزراعة من خلال توفير الدعم المالى والتقنى للمزارعين وتحسين البنية التحتية الزراعية كالرى والتسميد ومكافحة الآفات.
وعلينا تشجيع الصناعات التى تستخدم الذرة والصويا كمواد خام، وتحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية من خلال تطوير الأصناف المقاومة للظروف البيئية، واستخدام التقنيات الحديثة كالزراعة المائية والزراعة دون تربة، وتحسين إدارة المحاصيل بالتخطيط الجيد للزراعة والتحكم فى المخاطر البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتوفير التدريب والتثقيف للمزارعين.
■ كيف نساعد صغار المربين على العودة للسوق؟
- من ضمن المشاكل التى واجهت صناعة الدواجن تذبذب أسعار الدولار، فهذا هو سبب خروج الكثير من المربين الصغار من السوق وخسارة رأسمالهم، وأصبح الوجود للأقوى الذى استطاع مواجهة الخسائر المحتملة، واستطاع اليوم تعويض الخسائر وجنى ثمارها وإنتاج أرباح أكثر.
ولعودة القطاعات وصغار المربين مرة أخرى إلى السوق يتطلب الأمر خفض الأسعار، ليتمكن المربى الصغير من تغطية التكاليف، ولا بد من تدشين مبادرة تقدم قروض تشغيل من بنك الائتمان الزراعى، خصوصًا لصغار المربين، ومع استقرار سعر الدولار سيعودون للعمل.
■ ما أبرز المشاكل التى تواجه القطاع البيطرى فى مصر؟
- يوجد فى مصر عدد من الأمراض، مثل الحمى القلاعية والجلد العقدى وحمى الثلاثة أيام، وبالنسبة للدواجن «الجمبورو وفيروس الأدينو».. والاختلاف فى التشخيص بين هذه الفيروسات هو ما يؤدى إلى تشتيت الجهود.
■ هل توجد أزمة فى توافر اللقاحات؟
- كانت لدينا صعوبة فى تصنيع الأدوية البيطرية محليًا، لعدم توافر المادة الخام الدوائية، وهو ما أدى إلى نقص فى بعض الأصناف، ونحن نستورد ما بين ٩٣٪ و٩٥٪ من اللقاحات اللازمة لسد الاحتياجات الخاصة بصناعة الدواجن، ولكن خلال الفترة الماضية دخل عدد من الشركات إلى السوق المحلية لصناعة اللقاحات البيطرية، وأصبح لدينا ٣٠٪ من قطاع اللقاحات محلى الصنع، وذلك لتقليل الاعتماد على الدولار.
■ كيف نتعامل مع أزمة تسعير الأدوية البيطرية؟
- توجد تسعيرة قائمة معتمدة من هيئة الخدمات البيطرية حاليًا، وتحدد فيها أسعار الأدوية البيطرية، وعلى الرغم من التقلبات الحالية فى سعر الدولار، إلا أن الحكومة اتخذت إجراءات لضمان الاستقرار فى الأسعار وتوفير سعر موحد للدولار، من خلال البنوك والصرافات المعتمدة.
■ ماذا قدمت الحكومة لقطاع الدواجن خلال الفترة الأخيرة؟
- دعمت الحكومة قطاع الدواجن من خلال تحرير سعر الصرف، ما أدى إلى انخفاض تكاليف استيراد المدخلات الرئيسية، مثل الأعلاف «الذرة والصويا»، وأسهم ذلك فى تقليص تكاليف الإنتاج وتحسين هوامش الربح للمزارعين، كما عزز هذا القرار قدرة المنتجين على الدخول إلى السوق المحلية مرة أخرى بعد خروج عدد منهم.
وكان قرار الحكومة بإلغاء الضريبة العقارية المفروضة على مزارع الدواجن بمثابة حافز مالى مهم للمزارعين، ووفر لهم موارد إضافية لإعادة استثمارها فى تطوير مزارعهم، و انعكس ذلك على زيادة الإنتاج وتحسين الكفاءة الإنتاجية فى القطاع.
وأسهمت هذه الإجراءات فى تعزيز تنافسية المنتجات المحلية من الدواجن والبيض، وأدت إلى تحسن ملحوظ فى معدلات الاكتفاء الذاتى من منتجات الدواجن على مستوى السوق المحلية، وتعكس هذه السياسات الحكومية الجهود المبذولة لدعم وتطوير قطاع الدواجن فى مصر وتعزيز قدرته التنافسية.
■ ما مستجدات سوق الكتاكيت؟
- ارتفعت أسعار الكتاكيت بشكل ملحوظ خلال الفترة الحالية، فكتكوت الأمهات يتراوح سعره بين ١٠٠ و٤٠٠ جنيه، وكتكوت البياض من ١٠ جنيهات إلى ٦٠ جنيهًا، وكتكوت التسمين من ١٥ جنيهًا إلى ٣٠ جنيهًا، وذلك نتيجة خروج ما يقرب من ٥٠٪ من تلك القطعان خارج المنظومة، ما تسبب فى قلة فى المعروض وزيادة على الطلب، ولكن مع دخول تلك القطعان مرة أخرى سوف يكون هناك تراجع فى أسعار الدواجن والكتاكيت.