في ذكرى ميلاد زينات علوي: كيف تحولت من موظفة شباك تذاكر إلى راقصة الهوانم
يحل اليوم الأحد 19 مايو ذكرى ميلاد نجمة الرقص الشرقي وأفضل من رقصت بالعصا وراقصة الهوانم مثلما وصفتها تحية كاريوكا، الفنانة المصرية زينات علوى التي ولدت في الإسكندرية عام 1930 لأسرة فقيرة تعاني من ضغوطات الحياة، فهربت من أسرتها بسبب قساوة والدها الذي كان دائمًا ما يضربها ويعنفها نظرًا لعدم حبه للبنات.
دبلوم تمريض
حصلت زينات علوي على دبلوم في التمريض من الهلال الأحمر وعملت ممرضة في مستشفى الحميات بالعباسية حتى تم فصلها بسبب عشقها للرقص وتقليدها تحية كاريوكا وسط زميلاتها أثناء العمل، ثم التحقت بالعمل كموظفة لشباك تذاكر بإحدى الملاهي الليلية في شارع الألفي بمنطقة وسط البلد وكانت تتقاضى 10 جنيهات شهريًا.
ثم ابتسم الحظ لزينات عندما تغيبت إحدى الراقصات وتطوعت زينات علوى للرقص بدلًا منها وحازت على إعجاب الحضور مما دفع صاحب الملهى الليلي لإمضاء عقد مع زينات للعمل كراقصة شرقية به.
وانضمت زينات علوي في بدايتها الفنية إلى فرقة شكوكو كراقصة ثم فرق بديعة مصابني، ثم اتجهت إلى التمثيل وشاركت في العديد من الأفلام وكان أشهرهم فيلم "الزوجة 13" وفيلم "نشال رغم أنفه"، وكان آخر عمل لها هو فيلم "السراب"، ومزجت زينات بين الرقص الشرقي والتحطيب ونالت إعجاب الجماهير.
رقص راقي دون ابتذال
وأشاد أنيس منصور بزينات علوي وكتب مقالًا يحمل عنوان "من الذى لا يحترم زينات علوى" حيث قال فيه إن زينات علوى أفضل راقصة مصرية بعد تحية كاريوكا وذلك بسبب رقصها بشكل راقي دون ابتذال وحبها الشديد لفنها وإخلاصها لصديقاتها ودفاعها الدائم عنهم.
لم تتزوج زينات علوى بسبب كرهها الشديد للرجال بفضل ما كان يفعله بها والدها، حيث كانت تقول دائمًا "كل الرجال ذئاب" لكن انتشرت الشائعات حول زواجها لفترة قصيرة من الصحفي محب مانع الذي كان يملك مجلة أخبار النجوم. وفي عام 1968 اعتزلت الفن لتعيش بمفردها.
ضيق الحال بسبب المرض
ورغم الشهرة الكبيرة للفنانة زينات علوي ومشاركتها في العديد من الأفلام وجمعها ثروة كبيرة إلا أنها عاشت فترة صعبة في آخر حياتها بعد أن هاجمها المرض واضطرت إلى بيع جميع ممتلكاتها من أجل شراء الأدوية اللازمة للعلاج. وانتقلت للعيش في حجرة صغيرة ورفضت أكثر من مرة مساعدة زميلاتها، كما أنها رفضت العلاج على نفقة الدولة.
وتوفيت نجمة الرقص الشرقي زينات علوى وحيدة في منزلها عام 1988 عن عمر يناهز 57 عامًا بسبب تعرضها لأزمة قلبية ولم يتم الكشف عن وفاتها إلا بعد مرور ثلاثة أيام وذلك بعدما شعرت الخادمة الخاصة بها - التي رفضت تركها رغم ضيق حالها - بالريبة من تغيبها واضطرت إلى اقتحام محل سكن الفنانة زينات علوى لتجدها جثة هامدة، ولم يمشي في جنازتها سوى الفنانة تحية كاريوكا والفنانة فيفي عبده والخادمة وأولادها.