على رأسها حرب غزة.. ما هى ملفات القمة العربية فى البحرين؟
تتجه الأنظار إلى العاصمة البحرينية المنامة، التي تحتضن الدورة الـ33 لقمة مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القادة، غدًا الخميس، والتي سبقها عقد وزراء الخارجية العرب، اجتماعاتهم التحضيرية للدورة، أمس الثلاثاء، في وقت يتعرض الفلسطينيون لجريمة الإبادة الجماعية من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
ويرى خبراء ومحللون عرب تحدثوا لـ"الدستور"، أن القمة سوف تناقش بالتأكيد، العدوان الصهيوني على قطاع غزة، بجانب عدد من الملفات الأخرى منها الحرب الروسية الأوكرانية، والخطر الاستراتيجي الذي تمثله إيران على دول الخليج.
وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، قد دعا إلى عمل عربي مشترك لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وخلق مسار لإقامة الدولة الفلسطينية.
ونقلت وسائل إعلام عربية عن مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية مهند العكلوك، عزم القمة العربية المقررة في المنامة، تبني دعوة لمؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية برعاية الأمم المتحدة يعقد في البحرين.
تداعيات حرب غزة
وقال الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي، إن الملف الأساسي لقمة المنامة لا بد أن يكون حرب غزة وتداعياتها التي تجاوزت الطرفين الإسرائيلي والحمساوي، فصارت تهدد المنطقة بأكملها.
وأضاف الصوافي لـ"الدستور"، أن واحدة من تداعيات حرب غزة، كسر إيران لقواعد صراعها مع إسرائيل والممتد لأكثر من 40 عامًا، بإطلاقها صواريخ مباشرة إلى تل أبيب، وكذلك التهديدات الحوثية للممرات المائية في البحر الأحمر.
وأوضح أنه رغم أن حرب غزة هي الأبرز خلال هذه الأيام، لكن هذا لا يعني تجاهل القمة للملفات الاستراتيجية الأخرى مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وإحياء العمل العربي الجماعي الذي بات أكثر حاجة، وكذلك أكثر تفاهمًا لأهمية تنشيط العمل العربي المشترك التي تقودها الدول الخليجية.
أما القرارات التاريخية خلال هذه القمة إن وجدت، فيرى الصوافي أنها سوف تتركز في موقفين أساسيين، هما التأييد الكامل والصريح لحق الدولة الفلسطينية لتكون عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة، وهذه هي "اللحظة الفلسطينية الدولية"، وقد تنتج عن هذا التأييد لجنة دبلوماسية عربية لإقناع دول العالم بدعم الحق الفلسطيني.
أما الموقف الثاني من وجهة نظر المحلل الإماراتي، فيتمثل في العمل على توحيد الموقف الفلسطيني، وخلق كتلة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني، بما يلغي المغامرات السياسية لبعض المتشددين الفلسطينيين.
وحول إمكانية تغير الموقف العربي فيما يتعلق باستخدام سلاح النفط للضغط على حلفاء إسرائيل، قال الصوافي، إنه قد يكون نجح في فترة تاريخية معينة لأن النفط كان المصدر الأكثر أهمية للطاقة في العالم، إلا أنه اليوم ليس بالضرورة أن ينجح مرة ثانية، خاصة أن الدول المصدرة للنفط هي الأخرى عليها التزامات دولية قد تعود عليها بالضرر في حال استخدمت النفط كسلاح.
منطقة ملتهبة
وقال الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع، إن القمة العربية في البحرين ستناقش ما جرت مناقشته سابقًا، ولم يتم إنجازه، مثل الاتحاد الجمركي والسوق العربية المشتركة، والأوضاع الاقتصادية لبعض البلدان العربية.
وأضاف المناع لـ"الدستور"، أن الصراعات الجارية في المنطقة العربية ومنها حرب السودان، وهذا أمر معيب، أن الأمة تعجز عن وقف هذا النزيف الأهلي الداخلي واحتمال انفصال دارفور أو مناطق أخرى.
وتابع بقوله: هناك أيضًا التوسع الإيراني وإن كان بطريقة مختلفة عن التوسع الإسرائيلي، فالعراق واليمن ولبنان تخضع الآن لهيمنة إيران، وهي المرجعية السياسية والدينية، والبحرين ومنطقة الخليج ليست بعيدة عن احتماليات العدوانية الإيرانية.
وأشار إلى وجود نزاع كويتي إيراني على حقل الدرة، وقد يكون هناك ما هو أسوأ، وفوق كل هذا هناك القضية الفلسطينية، وهي القضية الأقدم والأكثر إيلامًا، فما يجري في غزة من الأمور المستحدثة، والتي مضى عليها أكثر من 7 أشهر، لذلك هذه القضايا تحتاج إلى وقفة، وإلى تفكير جدي، ومن ضمن ذلك اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل.
واختتم تصريحاته بالقول: قد لا يكون بإمكان العرب أن يفعلوا أكثر من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول التي طبعت مع إسرائيل والدولة الصهيونية، أو على الأقل إظهار حالة من الغضب الشديد على الإسرائيليين حول ما يجري من المذابح في غزة، والإصرار بكل وضوح وصراحة على ضرورة حل الدولتين وفقًا لحدود الرابع من يونيو 1967، والضغط على الولايات المتحدة والدول الأوروبية في هذا الإطار.
قدرات العرب
وقال المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان، إن القمة العربية ستكون ضمن السياق العام، والذي يشهده الواقع العربي إذا صح التعبير، والقمة تأتي في وقت فيه الكثير من الإحراج للدول العربية، سواء فيما يخص علاقاتها البينية، أو الأوضاع في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي عليه.
وأضاف ترجمان لـ"الدستور": لا أعتقد أن القمة ستكون لها مخرجات كبرى بخصوص دعم القضية الفلسطينية، وليس هناك سقف أعلى يمكن أن تصل إليه أكثر مما نراه، وقد يكون هناك دعم للسعي الفلسطيني من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهذا الأمر كما يعلم الجميع سوف يواجه الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن.
وأكد أنه لا توجد قدرة عربية لممارسة ضغوط على الإدارة الأمريكية لتمرير قرار مهم مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، متابعًا: "لا ننتظر أكثر مما يمكن توقعه من واقع هذه القمة، وسط الظروف التي تعيشها المنطقة العربية".
واستبعد أن تكون هناك تحولات في المشهد العربي، خصوصًا أن موضوع سلاح النفط جرى إغلاقه، والأطراف العربية سعت بكل ما تستطيع لوقف الحرب والعدوان على قطاع غزة، لكن حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، وبدعم من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولا مبالاة العالم، فلم يعد لدى العرب ما يقدمونه أكثر من ذلك، باستثناء وقف عمليات التطبيع مع تل أبيب.
الإبادة الجماعية
ويتعرض قطاع غزة للعدوان الإسرائيلي منذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، وسط دعوات عالمية لوقف العدون، واستمرار الدعم الأمريكي المطلق لحكومة الاحتلال المُلاحقة بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في القطاع.