"نموت أثناء العمل".. كيف يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الطواقم الصحية؟
منذ بداية حرب السابع من أكتوبر الماضي بين حماس وإسرائيل، وتستهدف الأخيرة الطواقم الطبية التي يعد قطاع غزة في حاجة ماسة لها خلال الفترة الحالية، بسبب اكتظاظ المستشفيات بالجرحى والمصابين وحدوث نقص حاد في أعداد الأطباء المكلفين بالعلاج.
وخلال عدة غارات من الطيران الجوي الإسرائيلي، استطاع الاحتلال القضاء على أرقام كبيرة من الطواقم الطبية ما بين الأطباء والممرضين والمسعفين وغيرهم، حتى خرجت بعض المستشفيات عن الخدمة والبعض الآخر المستمر في العمل يعاني من النقص الحاد في أعداد الأطباء.
غارات تستهدف الأطباء
واتساقًا مع ذلك، أعلن الدفاع المدني في غزة، مقتل طبيبين جراء غارة إسرائيلية على مدينة دير البلح وسط القطاع، وقال في بيان له: «انتشال جثمان الطبيب محمد نمر قزعاط ونجله الطبيب يوسف جراء غارة اسرائيلية على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ونقلهما الى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح».
وأوضح أن الطبيبين هما من حي تل الهوا في شمال القطاع، ونزحا الى دير البلح في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس، بينما ردت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأن ما تقوم به هو ردًا على هجمات حماس، وتعمل قوات الاحتلال على تفكيك قدراتها العسكرية.
وترصد «الدستور» في التقرير التالي ما تعرض له الأطباء في غزة منذ بداية الحرب وحتى الآن.
عدد الشهداء من الأطباء في غزة
حتى 16 نوفمبر أي بعد الحرب بشهر استشهد 200 من عمال الرعاية الصحية في غزة وأصيب نحو 130 آخرون وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، والتي أعلنت وقتها أن استشهادهم كان وقت غارات إسرائيلية أثناء قيامهم بمساعدة مرضى.
بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 326 شهيدًا، وهناك 60 عربة إسعاف خرجت عن الخدمة و13 عربة إسعاف تابعة للهلال الأحمر، و100 معتقل من الكوادر الطبية؛ نتيجة استهداف الطيران الإسرائيلي لهم خلال الغارات المتفرقة.
ووثقت منظمة الصحة العالمية وقوع 427 هجمة صحية على منشأت صحية مختلفة، أدت إلى مقتل وإصابة العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء أدائهم لواجبهم.
غارات على مستشفيات
وأغار الطيران الإسرائيلي على عدة منشأت صحية منها غارات في مدينة حنين واستهدف مركز الطوارئ التابع للجنة الصحة الإسلامية، وأسفر الهجوم عن مقتل عاملين من قوة الإنقاذ وسقوط عدد من الجرحى وتدمير سيارة إسعاف.
وتم استهدف مستشفى العودة أكثر من مرة والذي أدى إلى استشهاد ثلاثة أطباء وعدد من المسعفين، وفي إحدى المرات أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أوامر بإخلاء مستشفى العودة والذي كان يضم 2000 مريض وقتها، وفي 13 ديسمبر الماضي،
أعلنت جمعية اليعاقبة بأن 240 شخصًا قد حوصروا في مستشفى العودة، محاطين بالقناصة الإسرائيليين، وأطلقت القناصة الإسرائيلية النيران على سيدة حامل في المستشفى، واستشهدت ممرضة وتم استهداف الجزء الخاص بالولادة في المستشفى.
طبيبة مستشفى العدوة: "الاحتلال يقصفنا وقت العمل"
تقول الطبيبة أية عفشة، تعمل في قسم النساء والتوليد بمستشفى العودة، أن هناك استهداف واضح من قبل الطيران الإسرائيلي للمستشفيات: «نقوم بعمليات ولادة للنساء تحت القصف والظلام».
توضح: «كنت أقوم بحاولة ولادة صعبة للغاية لإحدى السيدات وفوجئت بالقصف وفي نفس الوقت لم يكن هناك أكياس دم كافية حتى استطيع إنقاذها مما اضطرنا إلى استئصال الرحم، في وقت استهدفنا فيه قوات الاحتلال».
تضيف: «استشهد كثيرون من الأطباء والمسعفين في المستشفى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، لأن كل غارة قريب كانت تستهدف المستشفيات تحديدًا من أجل إسقاط مزيد من الضحايا من الأطباء»