محافظ بني سويف: الدولة المصرية نفذت خطوات جادة لضمان تأهيل الشباب صحيا وفنيا للهجرة الآمنة مع توفير البدائل المختلفة
أكد الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، أن الدولة المصرية، في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نفذت خطوات جادة لضمان تأهيل الشباب صحيا وفنيا للهجرة الآمنة، مع توفير البدائل المختلفة بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المصرية، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، والمساعدة في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بجانب الرعاية للفئات الأكثر احتياجًا بالمحافظات المصدرة للهجرة غير النظامية.
جاء ذلك خلال زيارة السفيرة للمحافظة، ضمن فعاليات تنفيذ المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والحد من تلك الظاهرة.
وأوضح المحافظ أنه يجرى تنفيذ خطة لتشجيع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من خلال الدفع بكافة الجهود في هذا القطاع الهام الذي توليه الدولة اهتماما كبيرا لتوفير فرص العمل والنهوض بالقطاع الإنتاجي، لاسيما وأن قطاع المشروعات الصغيرة يعد أحد أبرز قطاعات الاستراتيجية التنموية المحلية التي أطلقتها المحافظة، مشيرا إلى أنه يجرى تنفيذ مبادرة في هذا الشأن يشترك في تنفيذها جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ووحدة التنمية الاقتصادية بالمحافظة، بجانب الدفع بالآليات المتاحة لتوفير التمويل اللازم لصغار المستثمرين والشباب والأسر المنتجة سواء في القرية أو المدينة.
وفي نفس السياق، تضمنت الندوة استعراض للجهود والأنشطة التي يقدمها جهاز تنمية المشروعات وفرع المجلس القومي للمرأة في مجال التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والخطوات المنفذة في مجال التدريب والتأهيل لسوق العمل، بجانب عرض لثلاث نماذج ناجحة لمشروعات صغيرة (سيدات وشباب) ضمن المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، حيث قام أصحابها بشرح تفاصيل مشروعاتهم منذ بداية التفكير في المشروع وحصولهم على التمويل من جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وفرع المجلس القومي للمرأة بالمحافظة، وجدية التيسيرات التي تقدمها لهم الدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
واستعرضت نارمين محمود، مقرر المجلس القومي للمرأة في بني سويف، جهود المركز في قرى "حياة كريمة" في مركزي ناصر وببا، في نحو55 قرية، 10حملات، بمشاركة 50 رائدة ومتطوعة بمعدل 1275 زيارة يوميا، للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتمكين المرأة اقتصاديا، بجانب تنفيذ عدد 171 جلسة من جلسات الدوار مع وزارة الأوقاف، بعدد تدريب 100 إمام في عدد من القرى استهدفت 171000 من سيدات ورجال تلك القرى، مشيرة إلى أنه تم تدريب 105 سيدة على الحرف المختلفة، في مختلف القرى بالمحافظة، وكذلك دعم مبادرة "تحويشة" لترسيخ ثقافة الشمول المالي والتحول الرقمي في 21 قرية، استهدفت 30 ألف سيدة، حيث تم فتح حسابات بنكية لعشرات السيدات لتمكينهن اقتصاديا، بجانب استخراج نحو 6800 بطاقة رقم قومي للسيدات الأولى بالرعاية، لمساعدتهن في فتح حسابات، وتسجيل مشروعاتهن الصغيرة والمتوسطة، كما استعرضت مقرر المجلس تدريب سيدات قرية الهرم بالمحافظة على حرف الخيامية والديكوباج، باعتبارها قرية سياحية مهمة لقربها من هرم "ميدوم"، مقدمة الشكر لوزارة الهجرة لحرصها على دعم المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية.
من جانبه، قال ممثل جهاز تنمية المشروعات، خلال اللقاء الجماهيري، إن هذه اللقاءات لها مردود إيجابي في اكتساب خبرات وتجارب الآخرين فمنذ إنشاء جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وهو لا يدخر جهدا لمساعدة الشباب في إقامة مشروعاتهم، وتأتي ثمار هذا المردود بالتعاون مع وزارة الهجرة في تنفيذ المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" كبديل عن الهجرة غير الشرعية، وذلك بتقديم التسهيلات اللازمة لإقامة المشروعات وتصميم تدريبات للشباب لبدء المشروعات وكذلك تنفيذ مشروعات تنمية مجتمعية فضلًا عن الاهتمام بالبنية التحتية وترميم وبناء المدارس ومراكز الشباب والمراكز الصحية، وبنظرة سريعة على مردود أعمال الجهاز للخدمات المالية في بني سويف منذ عام ۱۹۹۲ وحتى نهاية شهر أبريل ۲۰۲٤ يتضح أنه تم ضخ نحو أربعة ونصف مليار جنيه وبتحليل مردود أعمال الجهاز منذ الاشتراك في المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" يتبين لما ما تم ضخه حوالي مليار ٢٥٠ مليون جنيه موزعة كالتالي: تمويل مشروعات صغيرة من خلال الجهات الوسيطة (البنوك) ۲۱۱ مليون تمويل مشروعات صغيرة من خلال الإقراض المباشر حوالي ١٧٥ مليون، بإجمالي مبلغ ٣٨٦ مليون جنيه وفرت حوالي ٥ آلاف فرصة عمل، وتمويل مشروعات الإقراض متناهي الصغر حوالي مليار جنيه وفرت حوالي ۱۰۰ ألف فرصة عمل.
كما استعرض ممثل جهاز المشروعات، خلال كلمته، حزمة الخدمات غير المالية التي يقدمها الجهاز، ومنها تفعيل القانون ٥٢ لسنة ۲۰۲۰ بتسجيل أصحاب المشروعات الصغيرة في سجل الموردين بالجهات الحكومية لإتاحة فرص تسويقية لأصحاب هذه المشروعات من خلال الجهات الحكومية، كذلك تنظيم والاشتراك في المعارض المحلية والمركزية والدولية لإتاحة فرص تسويقية لأصحاب المشروعات لترويج منتجاتهم من خلال الاشتراك بهذه المعارض، والاتفاق مع سلال محلات كبرى لعرض اصحاب المشروعات الصغيرة منتجاتهم بهذه السلاسل.
ومن قصص النجاح التي تم استعراضها خلال اللقاء الجماهيري، مروة نبيل، التي بدأت في 2016 تدريب حرفي على الاكسسوارات وبدأت مشروع صغير تحت اسم "ميرو هاند ميد"، وطورت في الخامات وروجت المنتجات في السوق، مستخدمة الجلود وخامات أخرى، وشاركت في معرض "تراثنا" 3 سنوات، والتحقت ببرنامج تدريب "ابدأ مشروعك"، وتعلمت أسس دراسة الجدوى، كما شاركت في مشروع "رابحة" لتعلم تدريبات حرفية مع المجلس القومي للمرأة، وتعلمت أسس التسويق الإلكتروني، كيفية التسعير، وحساب الخامات والتكلفة.
وضمن قصص النجاح التي تم استعراضها أيضا، محمود قطب، وهو مصري عائد من الخارج، حيث قال إنه كان خارج مصر لمدة 20 عاما، ولكن قرر الاستثمار في الوطن، مع حدوث نهضة تنموية شاملة في مصر في مختلف المجالات، متابعا أنه افتتح مصنع "الهنا فودز" بالمجمع الصناعي في بني سويف، ويصدر لنحو 20 دولة حول العالم، وأضاف: "مازالت لدينا الكثير من الخطط لنصل لدول أكثر، ليتبوأ المنتج المصري مكانته التي يستحقها".
فيما تحدثت هناء حسين قرني عن تجربتها الناجحة أيضا خلال اللقاء الجماهيري، موضحة أنها تعمل وأسرتها في صنع الخيامية، حيث يشارك معها الزوج والأولاد، مشيرة إلى نجاحهم في الانتشار على مستوى مركز الواسطى بأكملها، وذلك بتدريب السيدات والاستفادة من تمويل جهاز تنمية المشروعات، وتدريبات المجلس القومي للمرأة، وأضافت أنها تدرب نحو 30 سيدة حاليا، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة ليكون لديهم مصدر رزق، وزيادة أعداد الأسر المنتجة بدخل محترم يكفي لعيش حياة كريمة، بجانب الترويج في معارض داخل مصر وخارجها.
وعقب استعراض قصص النجاح، أثنت وزيرة الهجرة والسيد محافظ بني سويف على هذه النماذج التي تعد حافزا لاستنهاض همم وطاقات الشباب وتشجيعهم الشباب على اقتحام العمل الحر وعدم انتظار الوظيفة الحكومية، مشيدين بالتيسيرات التي يقدمها الجهاز للراغبين في إقامة مشروعات والتي تشمل الخدمات التمويلية والتسويقية، كما أشارت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، إلى التطبيق الإلكتروني الخاص بالمصريين بالخارج والمزمع إطلاقه قريبا، حيث سيتضمن منصة للتسوق متعهدة بأن يُعرض عليها مختلف المنتجات والحرف اليدوية والتراثية التي قام بإنتاجها أهالي قرى ومراكز محافظة بني سويف لتحفيزهم وتشجيعهم.