«مستقبل مصر»..كيف تسير الدولة المصرية على طريق الاكتفاء الذاتى من الغذاء؟
أكد المدير التنفيذى لجهاز «مستقبل مصر» العقيد دكتور بهاء الغنام، حرص الجهاز على العمل الدءوب من أجل إتمام آمال وطموحات الشعب المصرى فى غذاء آمن وتحقيق الاكتفاء الذاتى.
وفى كلمته خلال افتتاح المرحلة الأولى، من موسم حصاد مشروع «مستقبل مصر» للتنمية المستدامة بالضبعة، قدم «الغنام» عرضًا مفصلًا حول الإنشاءات وأنواع الأنشطة المختلفة للجهاز التى تتضمن مشروعات زراعية وثروة حيوانية، وتنمية عمرانية، وقوى عاملة، بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأوضح أن الجهاز يمتلك عدة مشروعات زراعية فى سيناء والسادات والمنيا وبنى سويف والكفرة والداخلة والعوينات والصحراء الغربية، وهى تعد باكورة مشروع «الدلتا الجديدة» الذى يمثل ٢٫٢ مليون فدان وبدأ من محور «تحيا مصر».
ولفت «الغنام» إلى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى تركزت على الحد من البطالة قبل النظر إلى اقتصاديات المشروع، بزيادة الأيدى العاملة ودخولها سوق العمل، وهو ما تم تفعيله فى مشروعى المنيا وبنى سويف.
وأكد تكاتف كل أجهزة الدولة من أجل إنجاح مشروع الدلتا الجديدة الذى بدأ فى المرحلة الأولى العمل على المياه الجوفية، أما المرحلة الثانية فبدأت فى معالجة مياه الصرف الزراعى واستخدامها بدلًا من إهدارها، مشيدًا بالدور الذى أدته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى موضوع المسار الناقل لأكثر من ١٦٦ كيلومترًا، لمحطة معالجة تقدر بـ٧٫٥ مليون متر مكعب، وهى تعد أكبر محطة فى العالم لمعالجة مياه الصرف الزراعى.
وأضاف أن مشروعى المنيا وبنى سويف شملا ٦٢ فدانًا على طريق أسيوط الشرقى بحجم إنفاق ضخم، مشيرًا إلى مشروع «سنابل سونو» فى مدينة أسوان الذى يعتبر أحد المشروعات الزراعية العملاقة فى محافظة تمتلك أفضل القطاعات الاقتصادية وهو قطاع السياحة.
وأشار إلى أن قطاع السادات من أفضل الأراضى الزراعية من حيث التصنيف الحقلى والمياه الجوفية وأفضل قطاع فى عوائده المالية، لافتًا إلى أن مشروعى الداخلة والعوينات لم يتم إنشاؤهما فقط على أساس الآبار الاستكشافية، بل على أساس آبار إنتاجية، بناء على توجيهات الرئيس السيسى.
وذكر أن هناك مشروع «الكفرة» تحت الدراسة، ويشمل نحو ٦٠٠ ألف فدان ويقع على الخزان النوبى، ويتم إنشاء طريق له بطول ٢٠٠ كيلومتر لدخول المعدات وبدء العمل فيه من أغسطس المقبل.
وكشف «الغنام» عن التوسع فى الصوب الزراعية فى محور الضبعة، باستخدام «الصوب الهيدروبونيك»، للحفاظ على المخزون المائى وعدم إهداره وزيادة الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الجهاز يدير نحو ١٥٠ ألف فدان فى أماكن عديدة مثل الإسماعيلية وأسوان وأسيوط وقنا.
وقال إن الرئيس وجه الجهاز بالمساهمة فى تنمية سيناء، كاشفًا عن أن للجهاز ٣ مشروعات هناك، لافتًا إلى حجم الاستثمار الضخم للجهاز وكفاءة وسرعة التنفيذ بأحدث نظم التشغيل، وحجم الإنفاق الاستثمارى على مستوى المشاريع.
وبين أن الجهاز لديه أحدث نظم التشغيل، سواء فى الأنظمة الإدارية أو المالية أو الفنية كما ينفذ أعمال التطوير يوميًا، مشيرًا إلى أن الإدارة الفنية هى منظومة كبيرة جدًا «للاسكا سيستم» للتحكم فى المياه والطاقة، حيث تمثلان المياه والطاقة ٣٠٪ من التكلفة التى نتكلفها، لافتًا إلى أن هناك ١٢ ألف جهاز رى محورى وأعمالًا صناعية عديدة، إلى جانب ١٥٠٠ كيلومتر مسارات نقل مياه، و٢٣ محطة كهرباء و٣ محطات معالجة و٨ آلاف شبكة رى و١٢ ألف كيلومتر من الطرق الخدمية و٥٠ محطة رفع.
وسلط الضوء على دور الجهاز فى الماضى والحاضر والمستقبل، قائلًا «إنه بالنسبة للقمح فإن مصر تستورد من ١٠ لـ١٢ مليون طن سنوى، وأسهم الجهاز خلال ٦ أعوام فى إنتاج مليون ومائة طن بما قيمته ٣٢٤ مليون دولار»، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للسكر تنتج مصر ٢٫٢ مليون طن سنويًا، ولديها عجز دائم فى السكر من ٧٠٠ لـ٨٠٠ ألف طن نستورده من الخارج.
وأشار إلى أن الجهاز يمثل ٧٠٪ من الزراعات الآلية فى جمهورية مصر العربية، وأسهم بفرصة بديلة وإحلال واردات بمليار و٣٧٥ مليونًا.
كما كشف عن أن الجهاز نجح من خلال التعاون مع القطاع الخاص، فى تحقيق ٤.٢ مليار دولار، عن طريق التصدير وإحلال الواردات للمحاصيل الاستراتيجية والخضر والفاكهة الطازجة خلال الـ٦ سنوات السابقة.
وفيما يتعلق بالتصنيع الزراعى بالدلتا الجديدة، أوضح «الغنام» أن الجهاز لديه خلال المرحلة الأولى من المشروع ٣.٤ مليون طن خام، وسيتم الانتهاء من تلك المرحلة فى عام ٢٠٢٥، لافتًا إلى أن المشروع سيتضمن مصنع مركزات برتقال ورمان، بأحدث نظم الإدارة الحديثة، ولديه ٢٥٠ ألف طن خام، و٢٦ ألف طن إنتاج تام، ويعمل على تعظيم الاستفادة من الكوادر البشرية داخل المصنع.
وأشار إلى أن هناك أيضًا مصنع الخضار المجمد الذى يتضمن ٣٠ ألف طن إنتاج تام، ومصنع البطاطس ويتضمن ٨٠ ألف طن خام، و٤٠ ألف طن إنتاج تام، بنحو ٧.٢ طن/ساعة خط إنتاج.
كم تناول حجم تجارة السوق العالمية فى البطاطس نصف الجاهزة، وهو بقيمة ١٧ مليار دولار، لافتًا إلى أن الجهاز يسعى فى عام ٢٠٣٢ للوصول إلى ٣١ مليار دولار وأخذ نسبة من الحصة العالمية.
وفيما يخص مصنع السكر الذى ينتج ٢.٥ مليون طن، قال إن مواعيد صناعة البنجر من أول أشهر ٩ و١٠ و١١، وسيكون إنتاج المصنع ١٢ ألف طن/يوم، لافتًا إلى أن الجهاز سيعظم الاستفادة بزرع البنجر من شهرى ٧ و٨ بعد التجارب والبحوث الزراعية التى تمت على الأرض لتشغيل المصنع لمدة ٢٥٠ يومًا.
وأضاف: «لدينا أيضًا ثلاجات تبريد بسعة ٩٠ ألف طن، ومصنع علف وإنتاج داجنى بسعة ١٥٠ ألف طن منتج تام، ومصنع نشا وجلوكوز يستخدم فى صناعات عديدة، ومصنع للثوم والبصل المجفف»، مؤكدًا أن الجهاز يحقق تنمية شاملة فى شتى المجالات ويحاول تعظيم الاستفادة، لتحقيق أعلى عائد لصالح الدولة المصرية والمواطن.
وقال «الغنام» إنه بناء على تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى للجهاز بإدارة التصنيع الزراعى لمصنعى «قها» و«إدفينا» الواقعين فى مدينة السادات بمحافظة المنوفية، تمت دراسة الموقف بالشراكة مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، مبينًا أن هذين المصنعين يتم تنفيذهما كمرحلة أولى، وسيتم الانتهاء منهما خلال ١٦ شهرًا بإنتاج ضخم ٣٨٥ ألف طن.
وحول دور الجهاز فى المحاصيل الزراعية خلال الخمسة أعوام المقبلة، أوضح أنه سيضيف مليونى طن من القمح، و٢٠٠ ألف طن ذرة، و٤٠٠ ألف طن سكر لتحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر، منوهًا إلى أن الجهاز سيسهم بـ٥.٧ مليار دولار سنويًا، عن طريق إحلال الواردات للمحاصيل الاستراتيجية وزيادة حجم الصادرات.
وكشف عن أنه بناءً على توجيهات الرئيس السيسى، سيتم إنشاء سوق ضخمة لجذب المستثمرين فى هذا القطاع، ليكون له دور كبير فى إلغاء دور الوساطة وتحديد السعر والسياسة الزراعية، قائلًا إنه سيتم إنشاؤه والانتهاء منه خلال ٩ أشهر، وهو يتناسب مع حجم التوسعات الزراعية، وسيحوى مركز مال وأعمال وبورصة زراعية، وسيكون له دور كبير فى الاقتصاد الزراعى فى مصر، كما سيتم إنشاء فروع له فى شرق القاهرة، وهناك تواصل مع مجلس الوزراء للبدء فى التنفيذ خلال شهر ونصف الشهر.
وفيما يتعلق بصوامع تخزين القمح، قال إن الجهاز يتوسع فى مشروعات التخزين الاستراتيجى المتمثل فى صوامع تخزين بطاقة ٦٠٠ ألف طن، كما أن هناك صوامع مجهزة لأول مرة فى مصر بنظام «الدراير» المسئول عن تجفيف وتبريد المنتج.
وقال المدير التنفيذى للجهاز، إن استهلاك مصر من اللحوم نحو مليون طن، تنتج مصر منها نحو ٥٠٪، ويستند الجهاز فى الإدارة إلى الحلول المتكاملة، مضيفًا: «لدى الجهاز مصانع أعلاف ومزارع تسمين لـ١٨ ألف رأس فى ٣ دورات، ومجازر فى دمياط وأماكن متفرقة فى السويس والإسماعيلية، ومصنع أعلاف بطاقة ١٥٠ ألف طن للثروة الحيوانية والداجنة».
وفيما يخص التنمية العمرانية، قال إن اختيار الدلتا الجديدة يمثل رؤية شاملة لمجتمع زراعى صناعى تجارى، وبنية تحتية ضخمة، وشبكات وطرق سكك حديدية.
وبين أنه تم إنجاز جزء كبير من الدلتا الجديدة، وبالتالى مجتمع عمرانى أخضر يتناسب مع فكرة التخلص من الكربون، بحكم وجود مساحات خضراء كبيرة جدًا تمتص ثانى أكسيد الكربون، مشيرًا إلى أن هناك مدينة بيئية قوية ينفذها الجهاز مع أكبر المطورين العقاريين.
وقال إنه لم يقتصر دور الجهاز على إقامة مجتمعات عمرانية، بل يعمل على فكرة أصول الدولة غير المستغلة، منوهًا فى هذا الإطار إلى أن الجهاز يعمل على تطوير قرية توت آمون الموجودة فى أسوان، كمثال على تنفيذ مشروعات زراعية فى مدينة أسوان من باب التنمية الشاملة.
وفيما يخص القوى العاملة، أشار إلى أنه فى عام ٢٠١٩ كان لدى الجهاز ٦٠٠ عامل، وخلال العام الحالى أصبح العدد ٢ مليون عامل، فضلًا عن ٤٠ ألف فرصة عمل غير مباشرة، موضحًا أن المستهدف توفير ٣.٥ مليون فرصة عمل مباشرة فى ٢٠٢٧.