صحيفة أوروبية: مصر الدولة الوحيدة القادرة على إنجاح مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار
قالت صحيفة «أوبزرفر» الأوروبية، أمس، إن مصر هى الدولة الوحيدة التى يمكنها التأثير بشكل حقيقى على نجاح مفاوضات الهدنة والتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة.
وأشارت إلى أنه على الرغم من عدم مشاركة الاتحاد الأوروبى بشكل مباشر فى المفاوضات، إلا أنه يواصل تقديم كل دعمه للمحادثات الحاسمة التى توسطت فيها مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذى تشتد الحاجة إليه.
وقالت الصحيفة، الصادرة فى بروكسل، عبر موقعها الإلكترونى، إنه بينما تسيطر إسرائيل على معبر رفح وتدفع الفلسطينيين إلى آخر متر مربع آمن فى قطاع غزة من خلال أمر الإخلاء الأخير، اتجهت كل الأنظار نحو القاهرة حيث تجرى محادثات الوساطة منذ أكتوبر الماضى.
وأكدت أنه خلال الأشهر السبعة الأخيرة من الحرب، زار ممثلون كبار من الاتحاد الأوروبى مصر مرارًا وتكرارًا ليس فقط للمشاركة فى المحادثات والجهود الإنسانية، ولكن أيضًا فى إطار شراكتهم الاستراتيجية التى تم وضع اللمسات الأخيرة لها فى مارس الماضى، بشأن التعامل مع الهجرة غير النظامية.
وقالت الصحيفة إن مصر تعد شريكًا رئيسيًا لأوروبا فى المنطقة نظرًا لموقعها الجغرافى المتميز فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وهو ما يجعل العلاقات تحظى بأهمية استراتيجية.
وأشادت بجهود مصر فى الوساطة فى المحادثات بين حماس وإسرائيل، مؤكدة فى الوقت ذاته أن الوجود المصرى ضرورى من أجل استقرار المنطقة.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن مصر شريك حاسم فى معالجة الأزمة فى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبى يثمن جهود الوساطة المستمرة التى تقودها القاهرة.
وأكد أنتونى دوركين، الباحث بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، أن الأهمية المتزايدة لمصر، والتى أبرزها دورها الرئيسى فى المفاوضات المتعلقة بغزة والاتفاقية الاستراتيجية الموقعة حديثًا مع الاتحاد الأوروبى، تشير إلى عودة دورها المحورى فى الرؤية والمشاركة الإقليمية لأوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية دور مصر فى جبهات أخرى مثل توازن القوى فى شرق البحر المتوسط، والوضع فى ليبيا والهجرة إلى أوروبا، ما يزيد من تعزيز مكانة القاهرة كشريك استراتيجى طبيعى للاتحاد الأوروبى فى الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط وإفريقيا، منوهة بأن الاتحاد الأوروبى يدرك حاليًا الأهمية الاستراتيجية للشراكة مع مصر.
وقال أستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، إبراهيم عوض: «يأمل الاتحاد الأوروبى أن تتبنى دول أخرى توجه مصر لتعزيز العلاقات السلمية فى المنطقة».
وأضاف للموقع: «مع عدم وجود أى تأثير على إسرائيل أيضًا، لم يتبق أمام الاتحاد الأوروبى سوى خيار الاعتماد على الدول التى يمكنها التأثير على محيط الصراع، ومصر على رأس هذه الدول».
