الخصاونة: سنعتبر التهجير القسرى للفلسطينيين خرقًا إسرائيليًا لاتفاقية السلام
أكد رئيس الوزراء الأردنى، بشر الخصاونة رفض بلاده الكامل أى ظروف من شأنها أن تؤدى إلى أى شكل من أشكال التهجير القسرى للأشقاء فى فلسطين إلى أى اتجاه خارج الضفة أو غزة، لما لذلك من تأثير سيؤدى إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية وتصفيتها، فضلًا عن تشكيله خرقًا ماديًا لاتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية، مؤكدًا أن بلاده ستتصدى لهذا الأمر ولن تسمح بحدوثه.
وقال، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الوزراء، د.مصطفى مدبولى، أمس، على هامش انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، إن اللجنة تعد نموذجًا ناجحًا بالمحتوى وبانتظام الانعقاد على مستوى العلاقات الثنائية العربية - العربية، وإنها تأتى لتتوج التواصل على مستوى يومى بين الوزراء والمسئولين؛ لتذليل أى عقبات أو أى تأخير يحدث فى تطبيق كثير من القضايا التى يتفق عليها بين الوزراء مباشرة، والتى تستهدف بالدرجة الأولى تحسين آفاق العلاقات الثنائية المميزة التى تجمع البلدين، وتعظم الفوائد والقواسم المشتركة.
أوضح الخصاونة أنه نقل رسالة شفهية من العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى، إلى الرئيس السيسى، تضمنت إعادة التأكيد على المواقف المشتركة التى يتبناها الزعيمان المتعلقة بالرفض الكامل لإنتاج أى ظروف؛ من شأنها أن تؤدى إلى أى شكل من أشكال التهجير القسرى للأشقاء فى فلسطين فى الضفة الغربية المحتلة وفى قطاع غزة إلى أى اتجاه خارج الضفة، وخارج غزة وبأى اتجاه.
وأشار إلى أن الرسالة تضمنت سياق العمل المشترك الذى يتولاه العاهل الأردنى بالتنسيق مع الرئيس السيسى والقادة العرب، للتأسيس لوقف إطلاق النار ولإعادة إنتاج الأفق السياسى المفضى إلى مسار واضح ومحدد زمنيًا، يتجسد من خلاله حل الدولتين، الذى يجمع العالم بأسره بأنه الحل الوحيد لهذا الصراع الممتد منذ ٧٠ عامًا، والناشئ عن استمرار الاحتلال الإسرائيلى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وأكد رئيس وزراء الأردن ضرورة البدء فى هذا المسار السياسى الذى يشدد عليه الرئيس السيسى والعاهل الأردنى خلال اللقاءات الدولية، ويؤكدان خلاله ضرورة أن يكون هذا المسار السياسى قائمًا، ويفضى إلى نتائج تتجسد من خلالها الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة والناجزة على خطوط الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن الرسالة أكدت ضرورة الاستمرار فى الجهود الرامية إلى وقف هذا العدوان الإسرائيلى الغاشم والمستمر على أهلنا فى قطاع غزة، الذى أفضى إلى استشهاد أكثر من ٣٥ ألف فلسطينى وإصابات لأكثر من ٧٠ ألفًا، وتدمير البنية التحتية للقطاع الصحى والتعليمى فى غزة، وأوصلت القطاع إلى شفير المجاعة، وكلها أعمال تخرق القانون الدولى ومنظومة القيم الدولية الإنسانية التى يحترمها العالم بأسره.
وقدم رئيس وزراء الأردن الشكر والتقدير لمصر على جهودها الرامية للوصول إلى اتفاق يفضى لوقف إطلاق نار مستدام، ويسمح بتدفق المساعدات الإنسانية غير المنقطع إلى أهالى غزة كمًا ونوعًا، مضيفًا أن العاهل الأردنى الملك عبدالله اتفق مع الرئيس السيسى على ممارسة الضغط؛ لإيجاد الكثير من الوسائل المبتكرة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، منها عن طريق معبر رفح، الذى أدخل من خلاله الكم الأكبر من هذه المساعدات.
وأكد أن العاهل الأردنى، الملك عبدالله، يعمل بدأب على فتح جميع المعابر لتصل المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء فى غزة لتلبية كل احتياجاتهم، مشيرًا إلى أن الوسائل المبتكرة لإيصال المساعدات هى الإنزال الجوى الذى لم يكن كافيًا لتلبية احتياجات أهالى غزة.
وأشار رئيس وزراء الأردن إلى أن الرئيس السيسى كلفه بنقل تحياته إلى الملك عبدالله الثانى، وإعادة التأكيد على تطابق هذه المواقف والعمل باتجاه تحقيق وفق إطلاق النار المستدام، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وغير منقطع.
وقال إن العالم يجب أن يتنبه ويمنع أى عملية عسكرية وأى عدوان واسع على رفح؛ لأن ذلك سيشكل كارثة إنسانية لها آثار وتداعيات يجب أن يتحمل العالم مسئولياته إزاءها.
وأضاف أن اللقاءات خلال اجتماعات اللجنة المشتركة العليا تطرقت إلى الكثير من أوجه التعاون الثنائى، لافتًا إلى أن اللجنة استثنائية فى نجاحها، حيث تم الاتفاق خلالها على عقد منتدى لرجال الأعمال خلال الشهر المقبل، لتعظيم التبادل التجارى وأوجه التعاون بين القطاعين الخاصين فى الأردن ومصر.
وتابع «تطرقنا خلال الاجتماعات إلى التعاون فى قطاع النقل واللوجستيات والدور الذى تلعبه شركة الجسر العربى التى تشارك فيها الدولتان، وإلى آفاق العمل على توسيع طاقة وسعة الربط الكهربائى بين الأردن ومصر إلى طاقة تصل إلى ٢٠٠٠ ميجاوات».
وفيما يتعلق بالاقتصاد الرقمى، قال إن الآفاق المرتبطة بالتعاون بمجال الألعاب الإلكترونية ونقل البيانات أمر أساسى له.
وحول آلية التعاون الثلاثى بين مصر والأردن والعراق، أوضح أن هذه الآلية توليها القيادة السياسية فى البلدين، ممثلة فى الرئيس السيسى وأخيه الملك عبدالله الثانى، أهمية كبيرة، كما أنها وسيلة لتعظيم الفوائد على دولنا الثلاث وشعوبنا.
وأشار إلى أنه تم التطرق، خلال اللقاء، إلى مبادرة التكامل الصناعى التى تضم دول «الإمارات، والبحرين، ومصر والأردن»، التى ستكون لها آفاق رحبة نحتاج إلى فوائدها.
وتابع «أنه بمجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر يوجد تماثل وتشابه فى الخصائص العامة الموجودة فى مصر والأردن»، لافتًا إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بمجال التعاون الإعلامى؛ ما يسمح للربط بين مؤسساتنا الإعلامية المختلفة، كما أن قطاع وسائل التواصل الاجتماعى به آفاق رحبة تقرب المسافات وتنقل الرسالة وتتصدى للشائعات الهدامة.
وأوضح رئيس الوزراء الأردنى أن الأداء العام للاقتصاد المصرى والإصلاحات الهيكلية التى تقوم بها الدولة المصرية، كانت محط إعجاب وتقدير من كل المؤسسات المالية الدولية وصندوق النقد الدولى.