عزت إبراهيم: وحشية حرب غزة أثرت على صورة إسرائيل أمام العالم وفككت سرديتها
قال الدكتور عزت إبراهيم، رئيس تحرير جريدة «الأهرام ويكلى» الأسبوعية الصادرة باللغة الإنجليزية، وموقع البوابة الإنجليزية «أهرام أونلاين»، إن وحشية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صنعت لحظة فارقة وأثّرت على صورة إسرائيل أمام العالم وفككت سرديتها، خاصة بعدما شاهد الملايين حول العالم ما لم يشاهدوه من قبل عن حقيقة ما يحدث للشعب الفلسطينى منذ عام ١٩٤٨.
وأوضح «إبراهيم»، خلال حديثه إلى برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على فضائية «إكسترا نيوز»، أن مظاهرات الجامعات التى قام بها ما يُعرف باسم «جيل Z» فى الولايات المتحدة فاجأت المجتمع الأمريكى، الذى يخشى الحديث فيما يخص إسرائيل، فى ظل هيمنة اللوبى اليهودى على وسائل الإعلام وأعضاء الكونجرس، والعمل على استهداف المتعاطفين مع القضية الفلسطينية فى جميع المؤسسات الأمريكية بتهمة «معاداة السامية»، مشيرًا إلى أن هذه المظاهرات يمكنها أن تُحدث تغييرًا إن استمرت، رغم أنها تواجه «مكارثية» جديدة.
وأشاد بما حققته قناة «القاهرة الإخبارية» من نجاح كبير فى إعادة الريادة الإعلامية المصرية، إقليميًا ودوليًا، ودعم الرؤية المصرية الشاملة والمنفتحة حول القضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة أن تتحول القوى الغربية من الحديث الأجوف عن «حل الدولتين» إلى تنفيذ خطوات فعلية على الأرض، قبل أن تقع كارثة يمتد أثرها إلى كل أنحاء المنطقة.
■ ما تقييمك لدعم الإعلام الغربى إسرائيل خلال الأزمة الراهنة؟
- هناك مقولة شهيرة للكاتب الأمريكى مارك توين تشير إلى أنه عندما لا تقرأ الصحافة الأمريكية فأنت غير مطلع، وإذ قرأتها فأنت مضلل، وتراث الإعلام الأمريكى يعبر عن جماعات مصالح ونخبة حاكمة، كما أن قيادة الرأى العام من خلال الإعلام تعد فكرة قديمة.
وبعد مرور أكثر من ٢٠٠ يوم على الأحداث الدائرة فى غزة، أصبحت الأزمة الفلسطينية تلقى بظلالها على المشهد الدولى وليس الإقليمى فقط، كما أن الصحافة الغربية تلعب دورًا مهمًا للغاية فى توفير المعلومات حول ما يجرى فى الدول الغربية حاليًا.
وهناك تحول إلى حد كبير للغاية فى المشهد العالمى، ويمكن البناء على هذا التحول فى المستقبل، وأيضًا يقدم لنا قدرًا من الإحباطات بشأن ما يمكن أن يحدث فى الفترة المقبلة، فمنذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خاصة بعد أن وقفت المؤسسات والصحف الغربية الكبرى بشكل كامل وراء إسرائيل، بدأ الرأى العام الغربى فى طرح أسئلة حول شرعية الرد الإسرائيلى.
ومن هنا جاءت عملية المراجعة التى جرت، ووصلت إلى هذا الكم الكبير من المظاهرات التى انتشرت فى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعديد من الدول الأخرى، وما أراه أنه بالتأكيد ما قبل ٧ أكتوبر لا يُشبه تمامًا ما بعد هذا التاريخ، وذلك فيما يخص القضية الفلسطينية على مستوى الداخل بالولايات المتحدة وأوروبا الغربية تحديدًا.
■ كيف أسست الجماعات اليهودية نفوذها قبل قيام دولة إسرائيل؟
- الدعم المطلق لإسرائيل ما زال موجودًا فى الدوائر الرسمية الملتصقة بدوائر صناعة القرار، سواء المؤسسات التشريعية أو على مستوى المؤسسات الرئاسية؛ لأنها ما زالت تحت تأثير كبير لجماعات الضغط الموالية لإسرائيل.
ومنذ عام ١٩٤٥، كانت الجماعات اليهودية قبل قيام دولة إسرائيل تعمل على بناء هذه القاعدة الكبيرة، اعتمادًا على نفوذها السياسى والاقتصادى، فهى تملك الأموال اللازمة لتأكيد هذا النفوذ فى الأوساط الغربية، والذى جنت حصاده عند إعلان قيام دولة إسرائيل، ثم بعد ذلك فى المواجهات العربية الإسرائيلية، فضلًا عن انحياز الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل بشكل كامل، خاصة فى حرب ٦٧.
ووصلنا بعد ذلك لمرحلة دخول الولايات المتحدة تصفية قوى عربية كبرى، مثل العراق، الأمر الذى ترك أثرًا كبيرًا فى مسألة أنه لا أحد يستطيع أن يقهر إسرائيل فى الدوائر الغربية.
وإسرائيل استطاعت أن تصنع أسطورتها مرة أخرى بعد تحطيمها فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، من خلال التغلغل فى أوساط المجتمعات العربية، والتحكم فى القرار السياسى العربى، ثم التدخل المباشر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لتصفية قوى رئيسية فى المنطقة، وفترة التسعينيات شهدت هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تراجعت هذه الهيمنة بعد «الربيع العربى».
■ ما رأيك فى الصورة التى تصدرها الولايات المتحدة بشأن القضية الفلسطينية؟
- كلما زاد الضغط الإسرائيلى فى المنطقة زاد ضغط اللوبى الموالى لإسرائيل على صناع القرار الأمريكى؛ لتحقيق قدر من التوازن فى المطلوب من إسرائيل خلال المرحلة المقبلة.
وجزء مهم للغاية من الرؤية الأمريكية، حاليًا، هو مسألة «حل الدولتين»، بينما تصل نسبة هذه الرؤية إلى ٠٪ لدى الحكومة الإسرائيلية الحالية، وإذا طرح رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، هذا الحل الآن سيسقط ائتلافه الحاكم غدًا.
والولايات المتحدة تحاول أن تقدم صورة للمجتمع العربى والمجتمعات المتعاطفة مع القضية الفلسطينية بأنها تضغط وتحاول من أجل الوصول إلى حل نهائى للأزمة الفلسطينية، ولكن كل ذلك يعد صورة غير حقيقية ومصطنعة تمامًا، ويجب أن يكون هناك موقف إقليمى واضح تجاه هذا الأمر.
والرؤية المصرية فى القضية الفلسطينية شاملة ومنفتحة، كما أن مصر تلعب دورًا إيجابيًا مع الجميع، والجهد المصرى واضح تمامًا فى تقريب وجهات النظر والوصول إلى حلول فعالة قبل أن تقع الكارثة؛ جراء الحرب الإسرائيلية الدائرة على قطاع غزة، والكارثة هنا لن تشمل حدود مصر فقط، بل ستتطرق لكل أنحاء المنطقة.
■ لماذا كانت المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية مفاجأة صاعقة للمجتمع الأمريكى؟
- المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية داخل الجامعات الأمريكية فاجأت المجتمع الأمريكى بشكل كبير للغاية؛ لأن هذه المرة تحديدًا لم تأت موجات الغضب اعتراضًا على قضية تخص المجتمع الأمريكى، بل جاءت لمناصرة الشعب الفلسطينى وحقوقه.
والمفاجأة حدثت لسببين، الأول: الطابع المحافظ والتقليدى لهذه الجامعات، فالجامعات الكبرى فى الولايات المتحدة، باستثناء جامعة كولومبيا، بُنيت على أساس أنها تقدم الرؤية والفكر الأمريكى، ولا تسمح بكثير من الاجتهاد فى تيارات فكرية، فهى لا تسمح بتدريس الاشتراكية والشيوعية، لكن جامعة كولومبيا تحديدًا يُنظر إليها على أنها جامعة خرج منها إدوارد سعيد، وهو مفكر فلسطينى عاش فترة طويلة فى الولايات المتحدة.
أما السبب الثانى، فهو أن من قام بالمظاهرات هو «جيل Z»، وهو جيل يطرح أسئلة ويريد إجابات، وهذا الجيل كان فى مرحلة طفولة أو مراهقة فى مرحلة الأزمة الاقتصادية المالية العالمية فى ٢٠٠٨، ثم عاصر أزمة المناخ العالمى، فأصبح مرتبطًا بالقضايا العالمية الكبرى، ولم يعد المواطن الأمريكى المنكب على الشأن الداخلى، بل يريد إجابة عن أسئلة متعلقة بالعدالة الدولية، وحقوق الإنسان.
وهذا الجيل هو من يقود التحرك داخل الجامعة أو فى الشارع فى نيويورك ومانهاتن، وهى منطقة حيوية يسيطر عليها المال اليهودى، وهى ثانى أكبر تجمع يهودى فى العالم بعد إسرائيل، وهذا يعطى دلالة على أن الأمر امتد لدوائر صُنع القرار.
وحراك الطلاب الأمريكى يمكن أن يُحدث تأثيرًا، لكنه مرتبط بالاستمرارية، أما إذا توصلوا لاتفاق لفك الاعتصامات وعودة الطلاب، فسيتكرر نفس ما حدث مع حركة «احتلوا وول ستريت»، وسيتلاشى الأمر مع الوقت.
أما فى حال استمرار الحراك، فهناك دوائر فى الولايات المتحدة ستنظر للأمر بشكل جدى، وسيحدث صدام بين الجامعات وجمعيات حقوق مدنية عديدة، وبين أنصار إسرائيل والجامعات اليهودية القائمة على فكرة مكافحة معاداة السامية، وهذه الجامعات تلاحق أساتذة الجامعات والناشطين، وبدأت بنشر قوائم لهم، بمن فيهم مسئولون تنفيذيون فى شركات كبرى ممن تعاطفوا مع فلسطين، ففقدوا وظائفهم.
■ هل نحن أمام «مكارثية» جديدة فى الولايات المتحدة؟
- الإعلام الأمريكى فيه مقالات تنشر فى المجلات اليسارية تتحدث عن أن أمريكا أمام «مكارثية» جديدة، لكن التنظيم الطلابى الحالى أكثر نضجًا، ويمكن أن يعمل على استمرارية الأمر، والضغط على دوائر صُنع القرار، وما يمكن أن يؤثر كثيرًا فى هذه الموجة هو سحب التبرعات والمنح التى يقدمها الأثرياء من الأسر اليهودية، فمن المعروف أن اليهود الأمريكيين هم الأكثر تبرعًا للجامعات والمنح الدراسية، التى يتمتع بها قطاع كبير من الطلبة المتفوقين فى الولايات المتحدة الأمريكية.
■ هل يمكن أن يتحول الحراك الطلابى الأمريكى لموجة عنف؟
- مجتمع الطلاب أشار إلى أن بعض الفوضويين اندسوا وسط الطلبة لرفع شعارات أكثر مما هو مطلوب، وتوصيل رسالة عكسية لإفساد المظاهرات، والشعار الشهير الذى يردده البعض «من النهر إلى البحر.. فلسطين حرة»، وتفسره الجامعات اليهودية الموالية لإسرائيل على أنه معادٍ للسامية.
بينما الحراك الطلابى يحاول عمل توازن ليستمر الضغط ويصل صوته للبيت الأبيض والكونجرس الأمريكى، لكن الكونجرس الأمريكى هو مؤسسة داعمة لإسرائيل بنسبة ١٠٠٪، باستثناء بعض النواب على يسار الحزب الديمقراطى، وهناك رصد لأموال ضخمة تقدر بـ٢٠٠ مليون دولار، من «الأيباك»، وهى رابطة ضغط موالية لليهود، لإسقاط الأعضاء المعارضين لإسرائيل ولحرب غزة، لصالح نواب ديمقراطيين آخرين يؤيدون إسرائيل، وليس لصالح نواب ديمقراطيين فقط.
وموجة الطلاب هذه قد تأتى بنتيجة، وقد تأتى بنتائج عكسية، لأن استطلاعات الرأى قد تكون مضللة إلى حد ما، وهذه مرة من المرات القليلة التى نرى فيها تخبطًا فى استطلاعات الرأى، سواء فى شعبية المرشحين فى الانتخابات الأمريكية، أو فى اتجاهات الرأى العام فيما يخص القضية الفلسطينية، فالمواطن الأمريكى يخبئ مشاعره فيما يخص قصة إسرائيل، لأنه اعتاد أنه لا أحد يجرؤ على الكلام فى هذا الأمر.
■ إسرائيل تدّعى أنها فى حرب وجود ودفاع عن النفس.. فكيف سقطت هذه الأفكار فى حرب غزة الأخيرة؟
- حجم الوحشية والتدمير اللذين حدثا فى قطاع غزة يخرجان عن نطاق الدفاع عن النفس الذى تدعيه إسرائيل، ومن نطاق الرد على ما حدث يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، إلى عملية إبادة جماعية للشعب الفلسطينى، وإظهار النوايا الإسرائيلية بدا واضحًا فى تصريحات كبار المسئولين فى مجلس الحرب الإسرائيلى من التعامل مع الفلسطينيين كحيوانات، الأمر الذى أذهل العالم سماعه من دولة تدّعى أنها أُسست لحماية الشعب اليهودى بعد المحرقة.
وهذه لحظة فارقة على مستوى صورة إسرائيل أمام العالم الخارجى، وتفكيك السردية الإسرائيلية مسألة مهمة، لأنها تضع إسرائيل أمام خيار رئيسى، وهو ضرورة إصلاح الصورة من خلال الإذعان لصوت العقل، ومعرفة أن هناك حدودًا ورأيًا عامًا عالميًا يجب أن تأخذه فى الحسبان، لكن المجتمع الإسرائيلى من الداخل مجتمع مخيف، مرتبط بأفكار متطرفة بشأن وجود إسرائيل، وضرورة أن تجهز على كل أعدائها من حولها.
وهناك تعدد للروايات التى يراها العالم الآن، وفى نهاية الأمر فإن ملايين وربما مليارات من سكان الأرض شاهدوا فيديوهات لم يسبق أن شاهدوها من الوحشية الإسرائيلية أو الجدال الكبير لتقديم الصورة الحقيقية لما يجرى للشعب الفلسطينى منذ عام ١٩٤٨.
وإسرائيل قد تدعى أنها ترغب فى انتصار كامل فى غزة لإرضاء اليمين المتطرف، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد يبقيه هذا فى الحكم، لكنه غير قابل للاستمرار، فالكاتب الأمريكى توماس فريدمان، يكتب لهم فى مقالاته، هل تريد إسرائيل أن تذهب فى خيار رفح أم خيار الرياض؟، ويوضح أنه لو أرادت إسرائيل أن تدخل فى معادلة إقليمية جديدة وشراكة مع العالم العربى، فعليها أن تختار بين أن تبيد السكان الفلسطينيين فى رفح، أو أن تذهب إلى الرياض وتستكمل سيناريو ما قبل ٧ أكتوبر.
وهذه التصريحات من صحفى بهذا الوزن فى الولايات المتحدة تعنى أن أمريكا قلقة من خيار نتنياهو الذهاب إلى حرب فى رفح.
■ مراكز الدراسات والبحوث فى الغرب تعيد النظر فى النظام الدولى الذى صنعته أمريكا بعد سقوط الاتحاد السوفيتى وترى أنه دخل فى مرحلة التفكك وأمريكا هى التى تقف وراء ذلك.. فماذا تقول عن هذه الفكرة؟
- عملية المراجعة بدأت منذ فترة، مع صعود قوة الصين وروسيا فى النظام الدولى من جديد، بعد ثلاثة عقود من نهاية الحرب الباردة، وانتصار النظام الليبرالى الغربى، وغلبة جميع المؤسسات والقواعد التى وضعتها الولايات المتحدة التى أصبحت صاحبة الكلمة العليا.
وهذا الصعود للصين وروسيا صُنع تحديًا، وبدأ الحديث عن رغبة الدولتين فى العودة إلى قواعد القانون الدولى، الذى تمثله المؤسسات الدولية، وليست مؤسسات تقوم على تنفيذ الرؤية الغربية، وهو ما ظهر فى حرب أوكرانيا، ثم أظهرت حرب غزة أنه ليست هناك فرصة حقيقية لعمليات مراجعة هذا النظام الدولى لمراعاة الأوزان النسبية الجديدة، وهذا الجدل يتصاعد على المستوى العالمى، وأخذ طريقه فى الكثير من المؤسسات البحثية الكبرى؛ سواء فى الغرب أو الشرق.
ومن العلامات المهمة على التحوّل فى الأفكار، الذى علينا أن نقرأه جيدًا ونستوعبه لنفهم أن العالم ليس فى حالة ثابتة، هى أن مصطلح مثل «الشرق الأوسط»، الذى ظهر أثناء سيطرة القوى الاستعمارية الغربية، يقابله حاليًا حديث من الصين عن «الغرب الأوسط»، من وجهة نظرهم، ما يعطى ملمحًا على التغير والتحولات فى النظام الدولى.
فالولايات المتحدة لم تكن تحسب حساب صعود القوى البحرية الصينية فى السابق، لأن هناك مدرسة فى الولايات المتحدة وبريطانيا ترى أن من يمتلك القوى البحرية يكون هو المسيطر على المسرح الدولى، لكن ما يحدث الآن هو أن الصين تعيد بناء قواتها البحرية الكبرى شيئًا فشيئًا، ولا تقدم نفسها الآن على أنها القوى المهيمنة والمنافسة للولايات المتحدة، لكنها تستهدف مصالحها فى مناطق بعينها.
ومنذ شهور، رأينا أن الصين، عندما بدأ الحوثيون باستهداف السفن فى باب المندب والبحر الأحمر، قامت بإرسال بعض القطع البحرية، حتى لو كان بشكل رمزى، لحماية مسار التجارة العالمية، وتوصيل رسالة بأن هناك توترًا بينها وبين الولايات المتحدة فى بحر الصين الجنوبى وحول تايوان، خاصة أن الولايات المتحدة دائمًا ما يُنظر إليها على أنها تملك الأساطيل الأكبر فى العالم.
■ باعتبارك قريبًا من الأداء الإعلامى المصرى.. كيف استطاعت مصر من خلال خطابها الإعلامى أن تشرح موقفها ورؤيتها بشكل واضح أمام العالم؟
- حدث تغير كبير بوجود قناة «القاهرة الإخبارية»، لأنه قبل ذلك لم يكن لنا صوت على المستوى الإقليمى، لكن القناة تتم متابعتها الآن باعتبارها قناة إقليمية، تقدم الخبر والتقرير على مدار الساعة.
وما فعلته «القاهرة الإخبارية» هو طرح الرؤية المصرية ساعة بساعة، وتقديم الرؤية الحقيقية لما يجرى على الأرض، بدليل أننا فى الأيام الماضية نجد أن هناك كثيرًا من الأخبار التى قام مسئولون مصريون بتصحيح معلومات كثيرة عنها وردت فى قنوات إعلامية أخرى، ولو لم تكن لديك هذه القناة ما كنت تقدر على تصحيح تلك المعلومات، أو تقديم الرؤية المصرية بهذا الشكل.
وهذا النجاح يمكن البناء عليه، فهذه القناة خلقت الكثير من المصداقية للإعلام المصرى فى المنطقة، وأصبح يُشار إليها اليوم باعتبارها منصة رئيسية للحصول على الخبر، فى ظل انخراط مصر بشكل واضح فى دائرة الصراع.
كما أن القناة سدت فجوة كبيرة فى السباق الإقليمى على امتلاك القنوات الفضائية، لأن كل دولة فى المنطقة أصبحت لديها قنواتها، وكان من المهم أن يكون لدينا الصوت المصرى الذى يصل إلى كل سكان المنطقة وخارجها، وهو دور يحتاج إلى المزيد والمزيد من الاستمرار والتواصل.
وأحيى كل من قام على هذا المشروع، لأنه دائمًا فى الأزمات الكبرى تظهر أهمية مشروعات وأفكار بعينها، وهذا المشروع يعيد القيادة المصرية على المستوى الإعلامى فى المنطقة، لأنها تستطيع أن تقدم إعلامًا يتسم بالمصداقية والأداء السليم والمعلومة الموثقة وعدم الجرى وراء السبق لمجرد السبق، وكل هذه الأمور سوف تضع منظومة الإعلام المصرى، على رأسها «القاهرة الإخبارية»، فى مزيد من التقدم.
■ كيف يمكن مواجهة هذا التطرف الإسرائيلى؟
- الحل يكمن فى ضغط الحكومات الغربية، وإدراكها مجموعة من المعطيات، منها أنه لا يمكن الحديث عن شراكة مع العالم العربى دون أن يكون هناك وقف لما يجرى، مع العودة للوراء والقبول بالأفكار الخاصة بتنفيذ مبادرات حل الدولتين، ومنها المبادرة العربية للسلام، التى لم تستفد منها إسرائيل، لأن نتنياهو كان فى الحكم وأجهض كل المحاولات.
والقوى الغربية عليها أن تدرك ضرورة التحول من الحديث الأجوف عن حل الدولتين إلى خطوات فعلية، خاصة أن هناك تقارير تتحدث عن أن إسرائيل تكرر ما تفعله فى غزة فى الضفة الغربية، وتهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من الأرض وإجبارهم على الرحيل، لأن عملية تصفية الوجود الفلسطينى فى الأراضى المحتلة، عملية ممنهجة ومخطط لها، وبالتالى يجب أن يكون هناك طرف يقف أمام هذا المخطط.