عاجل.. الباز: دخول نتنياهو رفح يعنى أننا أمام مغامر مستهتر يريد التستر على فشله
قال الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، إن السيناريو المتعلق بحدوث اتفاق بين حماس وإسرائيل قائم ولا بديل له، معبرًا: "حتى نصل لصيغة مناسبة يجب قراءة تفاصيل الواقع بشكل دقيق".
تفسير دقيق شامل لما يحدث فى رفح الآن
وأكد الدكتور محمد الباز، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو خليل المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن المفاوضات بين حماس وإسرائيل كانت قائمة بشكل كبير للغاية، وجميع المؤشرات التي خرجت من الغرف المغلقة لهذه المفاوضات كانت تبشر بنجاحها والاقتراب من الاتفاق حول المقترح المصري المتعلق بوقف إطلاق النار.
وأضاف في حديثه، أن الجانب الفلسطيني المتمثل في حماس والجانب الصهيوني أبديا الكثير من التحفظات، ولكن في النهاية كانت تشير الأنباء الأولية إلى اقتراب الاتفاق.
وأشار إلى أن الضربة العسكرية التي وجهتها حماس لكرم أبوسالم عطلت على أرض الواقع سير عمل الاتفاق، حيث بدأ ظهور تصعيد بين الطرفين ولجأ المفاوض المصري مرة أخرى إلى إعادة الحديث مع حماس وإسرائيل.
وتابع: "ما يحدث على أرض الواقع ترجمة للفلسفة الإسرائيلية المعتادة في مثل هذا السياق، حيث تقوم بتوجيه المزيد من الضربات التي تمكنها من الفوز بأرض جديدة حتى إذا جلست إلى مائدة المفاوضات تكون حصلت على مكاسب تستطيع أن تحقق منها المزيد من الأهداف، لذا يمكن القول إن إسرائيل كسبت المزيد من الأرض بعد اجتياحها الجزئي رفح".
واستطرد: "نحن لا نعلم ما إذا كنا أمام إسرائيل واحدة أم لا، ولا نعلم أيضًا ما إذا كانت حماس واحدة أم لا، حيث هناك اختلاف في صيغة البيانات الرسمية الصادرة من الجهات الصهيونية وكذلك هناك تضارب في مواقف حماس".
وذكر: "تقييم المعركة عسكريًا يحتاج إلى مزيد من الوقت، ونحن أمام وضع كارثي زاد من الضغط على المفاوض المصري المحايد".
الجهود المصرية الملموسة تجاه أزمة فلسطين
وأكد “الباز” أن هناك الكثير من الجهود المصرية المبذولة حاليًا من أجل إقناع طرفي الحرب بالموافقة على الهدنة، معبرًا: "لا أعتقد تراجع إسرائيل عن العملية العسكرية في رفح لأسباب عديدة أهمها أنه عندما دخل نتنياهو هذه الحرب دخلها بتصور الأسد الجريح، أي أن إسرائيل قوة لا يستطيع أحد الاقتراب منها أو اقتحام حدودها، وهذه الصورة بدأت في التلاشي بما فعلته حماس في 7 أكتوبر، وبالتالي دخلت إسرائيل هذه الحرب بحالة من التوحش غير الطبيعية على الإطلاق التي شهدها وصمد عليها العالم".
وأضاف أن نتنياهو جزء من شرعيته تحقيق ما يسميه صورة النصر، وبالتالي عندما دخل نتنياهو الحرب بعد أحداث 7 أكتوبر رسم لفكرة صورة النصر ملامحها والتي تمثلت في استعادة المحتجزين والرهائن دون شروط، والقضاء على قادة حماس، والقضاء على البنية التحتية لحماس، ونقل الشعب الفلسطيني من قطاع غزة من خلال فكرة التهجير القسري، وهذه الأهداف بعدم تحقيقها كاملة وضعت نتنياهو في صورة القائد الفاشل في الداخل الإسرائيلي والعالم بأكمله.
وقال: "دخول نتنياهو رفح يعني أننا أمام مغامر مستهتر يريد أن يتستر على فشله في تحقيق أهدافه بعد 7 أكتوبر".
وكشف خلال حديثه عن أن رفض مصر فكرة الإدارة في قطاع غزة ليس أمرًا جديدًا على الدولة المصرية، قائلًا: "مصر أعلنت بشكل صريح عن رغبتها في أن تكون الظهير الحقيقي للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني بشرط أن يكون الحل والقرار فلسطينيا".