من يقف خلف احتجاجات الطلاب فى الجامعات الأمريكية ضد إسرائيل؟
تستمر احتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية، من بينها جامعات هارفارد وكاليفورنيا وكولومبيا، حيث يطالبون بقطع الجامعات الأمريكية علاقاتها المالية مع إسرائيل، وسحب استثماراتهم مع الشركات المرتبطة بإسرائيل، حيث اعتبروا أن هذه الاستثمارات داعمة للصراع المستمر في غزة.
انتصار رمزي
على الرغم من الدعوة الموحدة لسحب الاستثمارات عبر الجامعات، فإن الطريقة التي تتجلى بها تختلف بشكل كبير، حيث يرى الناشطون المؤيدون للفلسطينيين أن دعوتهم هي وسيلة واضحة وقابلة للتحقيق لإجبار الجامعات على التحرك. وقد يمثل ذلك انتصارًا رمزيًا كبيرًا يرفع مستوى الوعي بقضيتهم.
ولديهم سوابق تاريخية يمكن الاعتماد عليها، على سبيل المثال، أدت الضغوط المماثلة على الجامعات في السابق إلى إزالة معظم استثماراتها في شركات الوقود الأحفوري، وفي الثمانينيات، نجح الطلاب أيضًا في إجبارهم على سحب استثماراتهم من الشركات التي تتعامل مع شركات الوقود الأحفوري في جنوب إفريقيا. نظام الفصل العنصري.
من يقف خلف الاحتجاجات؟
يرى الكتاب والمُحللين في إسرائيل إن الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل ليست عفوية على الإطلاق، بل هي منظمة وممولة بشكل جيد، فيما ورأى تحليل بصحيفة جيروزاليم بوست أنه خلال موجة المقاطعة المناهضة لإسرائيل، نشر المعلقون والصحفيون العرب مقالات كشفت عن الدعاية في الولايات المتحدة والأموال التي تستثمرها في "التعليم" في أمريكا.
في عام 2019، قاطع تحالف الدول العربية في الشرق الأوسط- السعودية والإمارات والبحرين ومصر- إمارة قطر بسبب دعمها للإرهاب، وفي نفس العام أفادت بيانات صادمة من وزارة التعليم الأمريكية، بأن المؤسسات التعليمية الأمريكية تم تمويلها في عام 2019 بأكثر من مليار دولار من التمويل الخارجي، وعلى رأسها قطر.
وفي عام 2012، أُعلن أن مؤسسة قطر، المؤسسة القطرية الدولية للتعليم، أنفقت ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار لتمويل مبادرات التعليم في 28 جامعة في جميع أنحاء أمريكا وأصبحت أكبر ممول خارجي للتعليم في الولايات المتحدة. كما تنفق قطر بانتظام 405 ملايين دولار سنويًا لتمويل الأنشطة في ست جامعات أمريكية لها فروع في الدوحة، عاصمة قطر.
وكان ريموند أبراهام، وهو أكاديمي أمريكي من أصل مصري، قد كتب مقالًا كشف فيه عن أن قطر استثمرت 5.6 مليار دولار في 81 جامعة أمريكية منذ عام 2007، بما في ذلك أرقى الجامعات: هارفارد، وييل، وكورنيل، وستانفورد، بحسب "بوست".
حيث تتحدث التقارير التي يستشهد بها أبراهام أيضًا عن تمويل الأنشطة الأكاديمية في الولايات المتحدة من قبل دول أخرى "وإن كان بكميات أقل بكثير" بقيادة المملكة العربية السعودية وعمان وتركيا. وبحسب أبراهام، فإن الأنشطة التي تمولها قطر وهذه الدول الأخرى من الشرق الأوسط مشبعة بالكراهية لقيم الثقافة الغربية، مثل حرية التعبير وحقوق المرأة.
كما حذر تقرير رسمي لوزارة التعليم الأمريكية من عام 2020 من أن العديد من التبرعات للمؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة يتم تلقيها من مصادر معادية للولايات المتحدة بشكل علني. وكشف أبراهام أيضًا أن الدعاية ضد إسرائيل والعديد من الأنشطة ضد إسرائيل في الجامعات، حتى قبل الحرب في غزة، تم تمويلها من قبل "مانحين سخيين" من دول الشرق الأوسط.