تقرير أمريكى: عودة الأمير تشارلز للحياة العامة أنقذت مستقبل العائلة المالكة
نجح الملك تشارلز الثالث في تجاوز إصابته بمرض السرطان والتواصل بشكل كبير مع المواطنين بعد عام من تتويجه وإزالة الشكوك بشأن تأثير مرضه على ممارسة مهامه العامة.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في تقرير لها، إن قرار الملك تشارلز الثالث بإعلانه تشخيص إصابته بالسرطان ساعده على التواصل مع شعب بريطانيا، وتعزيز النظام الملكي البريطاني عقب تتويجه في كنيسة وستمنستر خلفا لوالدته الملكة إليزابيث.
إصابة الملك تشارلز بالسرطان تربك النظام الملكى
واستخدم تشارلز مرضه لتسليط الضوء على الحاجة إلى التشخيص والعلاج المبكر، وإظهار القيادة في وقت الصعوبات الشخصية.
وقالت آنا وايتلوك، أستاذ تاريخ الملكية في جامعة سيتي بلندن، إن العائلة المالكة، مثل العديد من العائلات الأخرى، تواجه تشخيصًا بالسرطان، وقد أدى ذلك إلى استنزاف جزء كبير من طاقة الملك ومواجهة التحديات التي تتعرض لها المملكة.
وأشار التقرير إلى وجود تساؤلات قوية بخصوص مستقبل المملكة بعد مرض الملك تشارلز، بشأن مستقبل الملكية الموروثة منذ 1000 عام، وإمكانية استبدال النظام الملكي برئيس دولة منتخب، لكن في الوقت الحالي تم وضع هذه القضايا جانبًا إلى حد كبير، حيث يخضع الملك، البالغ من العمر 75 عامًا، للعلاج من نوع لم يتم الكشف عنه من السرطان.
ومن بين كل الأمور التي توقع الخبراء أن تواجهها العائلة المالكة في العام التالي لتتويج تشارلز، فاجأت أحداث الأشهر الخمسة الأخيرة بريطانيا، فقد عولج تشارلز من تضخم البروستاتا، ثم كشف عن تشخيص إصابته بالسرطان، وسرعان ما أعقب ذلك الإعلان عن إصابة كيت، أميرة ويلز، زوجة الأمير ويليام، بالسرطان أيضًا، فيما انشغل ولي العهد الأمير ويليام بإعالة زوجته وأطفالهما الثلاثة الصغار.
ووسط هذا دخلت الملكة كاميلا، زوجة الملك تشارلز، للعب دور مهم، رغم أنه كان يُنظر إليها على أنها آفة عائلة وندسور بسبب دورها في تفكك زواج تشارلز من الأميرة الراحلة ديانا، وبرزت كاميلا كواحدة من أبرز مبعوثي النظام الملكي من خلال زيادة جدول ظهورها، فقد لعبت الملكة دورًا حاسمًا في إبقاء العائلة المالكة حاضرة في ذهن الجمهور.
التحديات تواجه العائلة المالكة فى بريطانيا
وقالت آنا وايتلوك إن قصة السنة الأولى لتشارلز منذ التتويج تدور من نواحٍ عديدة حول صعود كاميلا ومدى فاعليتها في تمثيل الملك، فقد ساعدا معا في خلق جو عام من الاستقرار للنظام الملكي، على الرغم من توقعات بعض النقاد بأن وفاة الملكة إليزابيث الثانية ستبشر بعصر من التغيير.
كذلك توترت علاقة الملك بابنه الأصغر حتى قبل أن يتخلى الأمير هاري وزوجته ميجان ماركل عن واجباتهما الملكية وينتقلا إلى كاليفورنيا في عام 2020، لكن نشر مذكرات هاري المفاجئة بعنوان "Spare"، في أوائل العام الماضي، عمّق الخلاف مع مزاعم حول العنصرية غير المقصودة للعائلة المالكة تجاه زوجته.
أيضا هناك شقيق تشارلز، الأمير أندرو، الذي لا تزال صلاته بالمعتدي الجنسي الراحل جيفري إبستين تسبب صداعًا للملك، ففي الشهر الماضي فقط نشرت شبكة نتفليكس Netflix فيلمًا كاملًا عن المقابلة الكارثية لعام 2019 التي حاول فيها أندرو تبرير علاقته مع إبستين.
فيما قال جورج جروس، المؤرخ الملكي في كينجز كوليدج لندن، إنه طوال العام الماضي عمل تشارلز على زيادة الانفتاح حول طريقة عمل النظام الملكي، واستمر في التحدث عن القضايا البيئية وتعزيز الحوار بين الأديان، ثم جاء قرار الملك بالإعلان عن مشاكله الصحية لإثبات فوائد التدخل المبكر في بلد تختلف فيه معدلات البقاء على قيد الحياة عن السرطان مقارنة بالعديد من الدول الغنية الأخرى.
عودة الملك تشارلز للحياة العامة
وشدد تشارلز على رسالته، الأسبوع الماضي، بشأن مواجهة المرض عندما بدأ عودته إلى واجباته العامة بزيارة إلى مركز لرعاية مرضى السرطان.
وأثناء قيامه بجولة في مركز ماكميلان للسرطان، بمستشفى الكلية الجامعية بوسط لندن، جلس الملك مع ليزلي وودبريدج، وهي مريضة بالسرطان تبلغ من العمر 63 عامًا، وأمسك بيدها لدعمها وحثها على مواجهة هذا المرض.
وقالت ميشيل ميتشل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية، إنه بعد إعلان الملك تشخيصه، سجلت مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة زيادة بنسبة 33% في زيارات موقعها الإلكتروني، حيث سعى الناس للحصول على معلومات حول علامات السرطان.
وأوضحت أنه ربما يكون ذلك الإعلان أنقذ الأرواح وربط الناس بالملك، فقد أذهلتها مدى شخصية زيارة الملك لمركز السرطان.