"سباق الفضاء والتكنولوجيا".. لماذا تخشى الولايات المتحدة من طموح الصين؟
سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأحد، الضوء على التنافس المتفاقم بين أقوى دولتين في العالم حول الفضاء، حيث أثارت وتيرة طموحات الصين قلق المنافس الرئيسي للحكومة، الولايات المتحدة، بشأن نوايا بكين الجيوسياسية وسط ما وصفه رئيس وكالة ناسا بـ "سباق الفضاء" الجديد.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها،"السباق الجديد الذي انتشر في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم، وامتد الآن إلى ما هو أبعد من الأرض، إلى العوالم السماوية".
وأشارت إلى إنذار واشنطن بشأن وتيرة تقدم بكين في الفضاء يتزايد ارتفاعًا؛ حيث تتجه بكين بعمق في المنافسة وتتجه نحو "أعمال عدائية صريحة مع جيران إقليميين آخرين"، على حد قولها.
وأضافت الجارديان: "هناك مخاوف بشأن تطوير الصين لأسلحة مضادة للفضاء، بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها استهداف الأقمار الصناعية، والمركبات الفضائية التي يمكنها سحب الأقمار الصناعية خارج المدار".
برنامج عسكري
وقال رئيس وكالة ناسا، بيل نيلسون، الأسبوع الماضي: إن الولايات المتحدة والصين "في الواقع، في سباق" للعودة إلى القمر، وأعرب عن خشيته من رغبة الصين في المطالبة بمطالبات إقليمية.
وقال نيلسون للمشرعين الأمريكيين: "نعتقد أن الكثير مما يسمى ببرنامجهم الفضائي المدني هو برنامج عسكري".
وقالت الدكتورة سفيتلا بن إسحاق، نائب مدير برنامج علماء الفضاء الغربي بجامعة جونز هوبكنز: "على المستوى الجيوسياسي، تثير طموحات الصين الفضائية تساؤلات حول كيفية الاستفادة من قدراتها الفضائية لتعزيز مصالحها السياسية والعسكرية الإقليمية والمحلية".
وقال الجنرال ستيفن وايتنج من قيادة الفضاء الأمريكية للصحفيين الأسبوع الماضي، إن التقدم الذي أحرزته الصين "يثير القلق"، مشيرًا إلى أنها ضاعفت عدد أقمار التجسس الصناعية في المدار ثلاث مرات على مدى السنوات الست الماضية.
هدف برنامج أرتميس الأمريكي
وتقود الولايات المتحدة والصين تطوير برامج محطة فضائية منفصلة للقمر، ويتضمن برنامج أرتميس الذي تقوده الولايات المتحدة خططًا لإنشاء "بوابة القمر"، وهي محطة تدور حول القمر لتكون مركزًا للاتصالات والإقامة لرواد الفضاء، ومختبرًا علميًا.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن الأمريكيين "ليسوا مهتمين بامتلاك القمر لأنهم كانوا هناك ويعرفون أنه ليس مكانًا صالحًا للسكن حقًا"، موضحين أن "الأمريكيين مهتمون أكثر بالمريخ وإن البوابة القمرية بالنسبة لهم هي بمثابة محطة وقود للرحلة إلى المريخ".
وإذا تمكن برنامج أرتميس من الحصول على المياه من القمر، فيمكن معالجتها لإنتاج وقود الصواريخ من الهيدروجين والأوكسجين.