فلسطينيون: مصر الفاعل الأساسى فى الوصول لوقف إطلاق النار
أشاد عدد من الخبراء الفلسطينيين بجهود مصر لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، ووقف الحرب فى غزة عبر التوصل لهدنة ووقف لإطلاق النار.
وقال الخبراء الفلسطينيون، لـ«الدستور»، إن هناك أطرافًا دولية حاولت تهميش دور مصر فى القضية الفلسطينية، لكن بعد فشلها أدرك الجميع أنه لا حل للقضية الفلسطينية دون أن تشارك مصر فى الملف.
وأكد الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، أن مصر تبذل مجهودات كبيرة بهدف الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن هذا الدور يصطدم بعقبات إسرائيلية.
وأوضح «أبولحية»: «إسرائيل لا ترغب حقيقة فى التوصل إلى اتفاق، وتريد الاستمرار فى جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى»، مؤكدًا أن كثيرًا من المتابعين رفعوا سقف توقعاتهم حول إمكانية التوصل إلى اتفاق منذ أسبوعين، وذلك نظرًا لحجم الجهود التى تبذلها القاهرة من أجل التوصل للاتفاق، مضيفًا: «ما زال هناك تفاؤل حذر حول إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة».
فيما قالت الدكتور تمارا حداد، الكاتبة الفلسطينية، إن مصر مستمرة فى دعم القضية الفلسطينية، وتبذل جهودًا كبيرة، وتستخدم كل أدواتها وأساليبها وتحالفاتها وقوتها وقربها الجغرافى لقطاع غزة، للتوصل لوقف إطلاق النار.
وأكدت «حداد»: «مصر تسعى للوصول إلى حالة من الهدوء والأمن والاستقرار فى القطاع، عبر هدنة تفضى إلى وقف إطلاق النار على القطاع».
وأضافت أن مصر لا تزال تضغط فى سياق إنجاح المبادرة، لذلك استضافت وفد المقاومة الفلسطينية لمناقشة والوصول إلى توافق بين المقاومة وإسرائيل وحل النقاط الخلافية، بالتحديد فى نقطة وقف إطلاق النار على قطاع غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلى من القطاع.
وذكرت أن مصر تحاول إيجاد ضمانة حقيقية من الاحتلال لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، إضافة إلى إعمار القطاع وتبادل لعدد متفق عليه من الإسرائيليين المحتجزين وإخراج الأسرى الفلسطينيين.
ورأت أن مصر حتى اللحظة تحاول أن تعزز بُعدين؛ البعد الأول الوصول إلى وقف العمليات العسكرية فى القطاع، والبُعد الثانى وقف الدخول إلى منطقة رفح، كون الدخول إليها سيؤدى إلى إبادة جماعية وكارثة إنسانية ونزوح قسرى من رفح إلى الحدود المصرية الفلسطينية، لذلك تسعى مصر إلى وقف إطلاق النار على قطاع غزة بشكل سريع وتحاول أن تعطى مجالًا ووقتًا لحركة «حماس» لأخذ مساحة بعدم رفض الصفقة الحالية حتى لا يتم وضع اللوم عليها بأنها أفشلت الصفقة.
وقالت: «فى المقابل، ترفض إسرائيل، خاصة بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، فكرة الصفقة، وهذا يعرقل الوصول إلى حل، ما يعنى الدخول إلى رفح بشكل يؤدى إلى توسع الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فى القطاع، لذا مصر تحذر من توسع دائرة الحرب التى ستؤدى إلى كارثة إقليمية تضر بالأمن القومى الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط».
من جهته، قال الدكتور ناصر الصوير، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، إن هناك محاولات لإبرام هدنة دارت فى أكثر من عاصمة، سواء عربية أو غربية، بضغوطات دولية وأمريكية وحتى عربية خلال الفترة الماضية، ولكن الكرة عادت الآن للاعب الأساسى فى الشرق الأوسط، وهى الدولة الكبرى فى المنطقة وقلب الأمة العربية والإسلامية مصر.
وأضاف «الصوير»: «الجميع بات مقتنعًا بأنه لا حل لأى قضية من قضايا المنطقة دون وجود مصر كلاعب أساسى»، مشيرًا إلى أن قطر حاولت، والآن مصر تدير خطة الهدنة، وأرى أننا اقتربنا من تحقيق الهدف».
وأوضح أن هذا يأتى تأكيدًا على دور مصر الإقليمى والدولى وعلى أهمية الوجود المصرى فى لب القضية الفلسطينية وأهمية دعم مصر للقضية الفلسطينية، وأهمية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطينى.
وتابع: «نحن كشعب فلسطينى، ندرك، نحن والأمة العربية والإسلامية، أنه لا حلول أو وسائل لإنقاذ للقضية الفلسطينية دون مصر، وعليه فالدور المصرى الحالى سينتهى إلى إبرام هدنة خلال اليومين المقبلين».