صلاح عبدالصبور عن لويس عوض: جمعتنى به جلسة كنت أنا تلميذها الوحيد
تحدث الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور عن ذكرياته مع لويس عوض وذلك في مقال له نشر بمجلة كويتية.
يقول صلاح عبد الصبور:" قرأ لويس عوض قصيدة لي فطلب من أحد أصدقائه أن أتصل به، وطلبته في الهاتف وإذا بصوت يجيب على التليفون بالإنجليزية، لويس عوض يتكلم، وقلت بالعربية، صلاح عبد الصبور وأجابني:" أين أنت"، فقلت في ميدان الأوبرا، فقال:" تعال حالا لتشرب الشاي معي، ومنحني العنوان وأغلق الخط".
لويس عوض كان مدرسا في الجامعة حين كنت أدرس، لكنه لم يقم بالتدريس لي، كانت معرفتي به خليطا من القراءة ومعرفة أصدقائي به، ومنهم محمود العالم وبدر الدين الديب، كانوا يتحدثون عن إيمانه بدور الثقافة الاجتماعي، وعن محبته للموسيقى الكلاسيكية، وإذا كان الحديث غريبا فقد كان اللقاء أغرب، شخصية لويس عوض شخصية مدرس جامعي أصيل، وهو يخفي نزوعه الفني وراء هذه الشخصية، قال لي حين جلسنا إنه قد قرا قصائدي وأعجب بها، ولكنه يرجو أن أتقدم أكثر في مجال الشعر ثم سألني:" هل تقرأ الشعر بالإنجليزي الحديث؟، فقلت له:" أحيانا"، فقال:" وإليوت"، فقلت:" قرأت له بعض القصائد، فقال:" هل قرأت أربعاء الرماد؟، فقلت:" لا"، ومد يده إلى أحد رفوف مكتبه وانطلق يقرأ ويشرح لي دون أن أسأله، لقد تحولت الجلسة إلى محاضرة أنا تلميذها الوحيد.
ويختتم:" منذ ذلك الوقت ظل لويس عوض ناصحا وصديقا وكثيرا ما نختلف في آرائنا ولويس عوض فنان، ولكنه معلم أيضًا، ولذلك فهو يرتب الأمور ترتيبا منطقيا ولا يرى فيها إلا أحد أمرين إما الصحة أو الخطأ، ولا يرى الوجه الثالث لأي مشكلة، وهو أن تكون ممزوجة بالصواب والخطأ معا، ولكنك مع ذلك لا بد أن يملؤك إكبارا لعلمه ودقته وذكائه اللامع".