صحفيون فلسطينيون يكشفون لـ"الدستور" انتهاكات ومجازر الاحتلال في قطاع غزة
يصادف اليوم الثالث من مايو، وهو اليوم العالمي لحرية الصحافة، يأتي هذا العام في وقت حرج تعيشه المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية الممنهجة علي قطاع غزة.
وكشفت الصحافة العربية عامة والفلسطينية خاصة، انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، سواء في قطاع غزة من خلال توثيق وتصوير مجازر الاحتلال بحق الأطفال والنساء والشيوخ، أو في الضفة الغربية المحتلة وانتهاكات الاحتلال والمستعمرين بحق أهالي الضفة.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة عن ارتقاء 135 صحفيا واعتقال 53 صحفيا بينهم 43 صحفي منذ السابع من أكتوبر الماضي، بينهم أربعة صحفيين رهن الاختفاء القسري ويرفض الاحتلال الكشف عن مصيرهم.
ومنحت اليونيسكو جائزة حرية الصحافة لهذا العام للصحفيين الفلسطينيين تقديرا لدورهم ومهمته الصعبة في كشف الحقيقة.
والتقي الدستور بعدد من الصحفيين والصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، للتعرف عن قرب عن جرائم الاحتلال وكيف يواجه الصحفي الفلسطيني المخاطر في كل لحظة لإعداد تقريره.
قال الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إنه فى اليوم العالمي لحرية الصحافة يعيش الصحفي الفلسطيني كباقي أبناء شعبنا في كافة محافظات قطاع غزة، حيث الحرب المستمرة والعدوان الإسرائيلي المسعور للشهر السابع على التوالي، وعنوان توصيف الموقف قتل ونزوح وتشريد وكذلك تدمير لكافة مناحي الحياة.
وأضاف أبو عطبوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الصحفي الفلسطيني دفع في هذه الحرب الشرسة فاتورة باهضة سجلها بدمه الطاهر من أجل إيصال الرسالة الإعلامية والصورة الصحفية لكافة أرجاء العالم، حيث ارتقى أكثر من 135 صحفيا وصحفية في هذه الحرب المستمرة، لكي تكن أجسادهم وأدواتهم الصحفية التي قصفت شاهدة على جرائم المحتل المتواصلة، في مشهد يذكرنا بالشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، لكن للأسف المشهد في غزة أقسى وأصعب بكثير، حيث يقصف الصحفيين والصحفيات وتدمر المنازل فوق رؤوسهم هم وعائلاتهم، بالإضافة سقوط المئات من الصحفيات والصحفيين جرحى، واعتقال الاحتلال الاسرائيلي 53 صحفيا منهم 3 صحفيين من قطاع غزة، وتدمير ما يقارب 80 مؤسسة صحفية بالكامل.
وأكد أبو عطبوي أن منح اليونسكو هذا العام جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، يعتبر فخرا وانتصارا للصحافة الدولية والإعلام العالمي المناصر للصحفي الفلسطيني وقضيته العادلة، ضمن رسالة إنسانية أن الصحفي الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض للقتل والإصابة والاعتقال وتدمير مسكنه وتشريده بسبب ايصاله الرسالة الإعلامية الفلسطينية بالكلمة والصورة التي تفضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة والمستمرة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكد أن جائزة اليونسكو من أكثر الجوائز أهمية، لأنها تؤكد على شرعية الحقوق الفلسطينية السياسية والإنسانية التي يحملها ويدافع عنها الصحفي الفلسطيني بكل إرادة وقوة.
وتابع أبو عطيوي "إن جائزة اليونسكو تجعل الصحفي الفلسطيني اليوم أكثر عنفوانا وارادة في مواصلة طريقه المهنية بشكل فعال من أجل الاستمرار في تأدية واجبه المهني ورسالته الإنسانية المقدسة بكل قوة وعزيمة، من أجل أن تكون الرسالة الإعلامية الفلسطينية عنوانا لكافة المدافعين عن عدالة القضية وإدانة الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني.
وحول أصعب الأمور الصعبة التي تمر على الصحفي الفلسطيني، قال أبو عطيوي هو وداع زملائه شهداء في ساحة العمل والميدان، وأن يرى بأم عينيه قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها ويقوم بتوثيقها من أجل أن تصل الصورة والحقيقة في رسالة اعلامية فلسطينية لكافة ارجاء العالم.
واختتم تصريحاته قائلا: “في اليوم العالمي لحرية الصحافة لكافة الصحفيات والصحفيين الزملاء الباقيين على قيد الحياة، من أجل حياة أفضل، عنوانها الخلاص من الاحتلال والوصول للحرية والاستقلال، وللزميلات والزملاء في صاحبة الجلالة الصحافة والإعلام الذين ارتقوا شهداء إلى علياء المجد والخلود وردة وسلام”.
مسعود: كل من نتعامل معهم ضحايا
من جانبها، كشفت أمنية مسعود صحفية فلسطينية من قطاع غزة، ونازحة حاليا بأحد مراكز الإيواء التابعة للأونروا عقب تهدم منزلها جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الصحفيون الفلسطينيون وكيف يعملون تحت ضغط الحرب وقلة الإمكانيات والقصف المستمر.
وقالت مسعود في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن أعداد الشهداء والمصابين تتحدث عن نفسها، مؤكدة أنه لا مكان امن في قطاع غزة علي جميع الفلسطينيين، فما بالك الصحفي الذي ينتقل بإستمرار من أجل نقل الحقيقة، مؤكدة أنه هناك تعمد بإستهداف الصحفيين لإخفاء الحقيقة وحجب الصورة.
وحول خطوة اليونيسكو، قالت مسعود: "نشعر بالسعادة والفخر بحصولنا كصحفيين في قطاع غزة على جائزة حرية الصحافة من اليونسكو، متابعة "ولكن فرحة منقوصة في ظل غياب جزء كبير من زملائنا فبعضهم استشهد والبعض الآخر في الأسر وهناك الكثير من المصابين يتلقون العلاج حاليا.
وحول أصعب ما مر بها منذ بداية العدوان، قالت مسعود، أصعب شيء على الصعيد الشخصي هو العمل بظروف صعبة، فقدت منزلي وتم تدميره بالكامل وفقدت مكتبي وداخله كل أدواتي الصحفية ونازحة في مركز إيواء تابع لوكالة غوث في ظروف صعبة جدا، مؤكدة أن إعداد اي تقرير يتطلب جهد مضاعف لتوفير الكهرباء والانترنت وغيرها.
وأشارت مسعود إلى أن كل المواقف صعبة في قطاع غزة، وكل من نتعامل معهم ضحايا، متابعة "نحن نسمع هموم الناس يؤثر ذلك بشكل أو بآخر على حالتنا النفسية، وأشعر بألم جسدي ونفسي وإحباط مضاعف".
واختتمت مسعود تصريحاتها قائلة: "يمكن مطلبنا كصحفييين فلسطينيين عقب قرار اليونسكو بمنح جائزة حرية الصحافة لهذا العام 2024 لكافة الصحفيين الفلسطينيين الذين غطوا الحرب على غزة هو بحد ذاته رسالة قوية ودعم لنا كصحفيين واعتراف بما تقوم به اسرائيل بحقنا، ولذلك نطالب كصحفيين بمحاكمة الاحتلال الاسرائيلي على قتل واستهداف الصحفيين المتعمد والغير مقبول.
أبو دية: جائزة اليونسكو التي تم منحها للصحفيين الفلسطينيين في غزة هي جائزة رمزية تعكس روح التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني
فيما قال سامح ابو دية صحفي فلسطيني من قطاع غزة ن نازحا بأقصي الجنوب عقب قصف الاحتلال لمنزله وتدميره، إنه يمر علينا اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام في ظل ظروف غاية في الصعوبة لم تمر على الشعب الفلسطيني طوال تاريخه ولم تمر أيضا على الصحفيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس أيضا.
وأضاف أبو دية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، يأتي هذا العام وقد فارقنا 135 زميلا صحفيا استشهدوا بنيران آلة القتل الإسرائيلية التي استهدفتهم عمدا بقصف بيوتهم وهم برفقة أطفالهم وعائلاتهم، فضلا عن إصابة العشرات من الزملاء خلال أداء واجبهم المهني والوطني والإنساني.
وأوضح أبو دية أن جائزة اليونسكو التي تم منحها للصحفيين الفلسطينيين في غزة هي جائزة رمزية تعكس روح التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني والصحفيين الذين يواصلون عملهم تحت تهديدات الجيش الإسرائيلي ويرفضون تلك التهديدات ويواصلون عملهم منذ 210 أيام في ظل ظروف قاسية جدا وظروف أمنية غاية في الخطورة والتعقيد.
وتابع ابو دية، كما تأتي هذه المناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة" في ظل استمرار منع اسرائيل للطواقم الصحفية الأجنبية والدولية من الدخول إلى غزة لمساندة زملائهم الفلسطينيين؛ وفي حين نشكر "اليونسكو" على منحنا هذه الجائزة ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لاطلاق سراح 53 من الزملاء الصحفيين يعتقلهم الاحتلال في سجونه بينهم 4 زملاء من غزة يواجهون جريمة الإخفاء القسري بحقهم.
وحول أصعب ما مر عليه منذ بداية العدوان، قال أبو دية هو "النزوح من شمال غزة إلى جنوب القطاع"؛ حيث خلال رحلة النزوح اوقفتني قوات الاحتلال برفقة زوجتي لفترة محدودة قبل اطلاق سراحنا؛ وأيضا من الأكثر صعوبة استمرار عملنا في ظل نقص الامكانيات المهنية والمعيشية ايضا واستمرار تهديدات الاحتلال بحق الصحفيين الذين يواجهون أصعب الظروف في العالم بأسره.
مقداد: يوم حرية الصحافة يأتي بظروف صعبة
فيما قال عبدالله مقداد صحفي فلسطيني من قطاع غزة، اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة كانت من المناسبات السنوية الجميلة بالنسبة لنا كصحفيين فلسطينيين، ولكن هذا العام الأمر مختلف تماما جزء كبير من زملائنا غادر قسرا جزء اصيب وبعضهم فرقتنا الحرب وأصبحنا في مسافات بعيدة.
واضاف مقداد في تصريحات خاصة لـ"ألدستور"، أن أصعب شي مر عليه في هذه التغطية، هو مغادرة عائلته بالكامل إلى مصر، فهم في مكان امن لكن لازال يفتقدهم كثيرا، اضافة إلى فقدان جزءا كبيرا من منزله وأقاربه.
وأكد مقداد أن كل هذه التحديات لم تساهم في تراجعه عن الاستمرار في العمل وكأنه يشعر أنه امام تحدي صعب هو الاستمرار في ايصال رسالة المواطنين ومعاناتهم المستمرة في قطاع غزة.