كاتب فلسطيني لـ"الدستور": كافة الأنظار تتجه نحو مقترح مصر للهدنة المؤقتة
تستمر مصر في مشاوراتها مع جميع الأطراف المعنية لحسم بعض النقاط الخلافية بين الجانب الإسرائيلي وحركة حماس.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي: أعتقد أن هذه الأيام حاسمة جدا وللغاية، حيث كافة الأنظار تتجه نحو المقترح المصري الجديد للهدنة المؤقتة، وهذا على اعتبار أن هذا المقترح المشكور المقدم من مصر هو الفرصة الأخيرة لكافة الأطراف المعنية وذات العلاقة بصراحة، حيث أن نجاح المقترح والاعلان عن تطبيقه نهاية هذا الأسبوع حسب التصريحات الإعلامية سيخلق فرصة جديدة نحو تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ولو بشكل مؤقت، لأن المقترح وفي حال نجاح تطبيقه سيحمل في جعبته مرحلة جديدة عنوانها الأهم وقف الحرب والعدوان المستمر على قطاع غزة لليوم 208 على التوالي.
وأضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه في حال فشل المقترح المصري سيكون الموقف أكثر صعوبة وخصوصا على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، حيث سيكون الخيار القادم توجه الاحتلال الإسرائيلي لدخول مدينة رفح واقتحامها التي تحتوي على مليون وأكثر من النازحين والمشردين، والمعنى الحقيقي بكل صراحة لدخول الاحتلال رفح، تكبد النازحين والمواطنين العزل من الأطفال والنساء موتا بالآلاف وسقوط ضحايا نحن اليوم كفلسطينيين في غنى عن خسارة أكثر واكبر في صفوف المدنيين العزل الأبرياء.
اتصال الرئيس الأمريكي مع الرئيس السيسي يحمل مؤشرات عديدة
وأوضح أبو عطيوي، أن تواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي والرئيس القطري لدعم التوصل لوقف إطلاق النار ولنجاح المقترح المصري، يحمل مؤشرات عديدة، منها إيجابية الموقف الأمريكي، الذي بالأساس لخدمة مصلحته، حيث يدرك الرئيس الأمريكي جيدا أن حجم التفاعل والاحتجاح للمظاهرات السلمية في الجامعات الأمريكية، قد اجتاح معظم الولايات تضامنا مع قطاع غزة والمطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، الأمر الذي يضغط بشكل كبير على الإدارة الأمريكية في إيجاد حلول سريعة وواقعية،والتي تتبلور في إنجاح المقترح المصري الجديد للهدنة المؤقتة، حيث أن سياق الانتخابات الأمريكية الرئاسية يقترب،ويخشى الرئيس الأمريكي وحزبه الديمقراطي من التأثير السلبي في حالة استمرار الحرب على غزة خسارته في السباق الرئاسي القادم نهاية هذا العام.
وتابع: "من المعلوم أيضا أن مصر وقطر لهما تأثير بالضغط على حكومة الاحتلال وكذلك على إقناع حركة " حماس" بالموافقة على المقترح الجديد لقبول الهدنة المؤقتة والتي من وجهة نظري الخاصة في حال قبولها وتطبيقها على أرض الواقع من الممكن أن تستمر الهدنة لمدة عام، الأمر الذي يعني منطقيا انتهاء الحرب على غزة، وفتح آفاق ومسارات جديدة سياسية لحلول تفاوضية للوصول لفكرة حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية القادمة وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا بات اليوم واضحا وملموسا من العديد من دول العالم وخصوصا الأوروبية التي ترغب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في المستقبل القريب، مما يتيح الفرصة لتغيير دفة المسار في الشرق الأوسط والمنطقة على طريق إحلال السلام الشامل والعادل وإنهاء الصراع، وخصوصا أن اليوم كافة الدول العربية وخصوصا المؤثرة منها مثل مصر والأردن والإمارات وقطر والسعودية تسلط كافة الجهود المتواصلة والبناءة المشتركة من أجل إيجاد حلول جادة وحقيقية للقضية الفلسطينية عبر تحقيق فكرة حل الدولتين واحلال السلام العادل والشامل".