أوهام النبوءات.. ليست أرضًا إسرائيلية
صرح الحاخام الإسرائيلي اليميني المتشدد "عوزي شرباف" في 13 ديسمبر 2023، خلال مؤتمر "الاستيطان في قطاع غزة"، الذي عقد في تل أبيب بحضور أعضاء الكنيست، حسبما ذكرت جريدة "هآرتس" التي تنتمي حاليًا للتيار اليساري المعارض للحكومة الإسرائيلية: (أن أمام إسرائيل فرصة تاريخية عظيمة لاستعادة أراضيها التوراتية. وأنه يجب عودة الاستيطان إلى غزة، وأن كلا من شبه جزيرة سيناء ونهر النيل أراض إسرائيلية). وقال أيضًا: (لا شك أننا في حاجة إلى الصلاة وبذل كل ما في وسعنا من أجل تحرير منطقة سيناء بأكملها حتى نهر النيل، فهذه المنطقة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وهي مقدسة بقدسية أرض إسرائيل).
هذا التصريح العنصري المستفز، جعلني أتذكر كتابًا صدر حديثًا، أهداه لي أحد أصدقائي بعنوان "هل مصر أرض إسرائيلية؟!". وهو دراسة قيمة للباحث بيشوي بولس، ومن تقديم الأنبا أرميا (رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي). أعجبني في هذا الكتاب أنه يرد بأسلوب علمي مبسط على أوهام حاخامات التطرف والتعصب وافتراءاتهم على مصر.
يتعرض الكتاب إلى المسيحية الصهيونية كحركة سياسية يهودية.. أسهمت في تأسيس دولة إسرائيل، والتي يدعمها معتقد لدى بعض المسيحيين المنحدرين غالبيتهم من الكنائس البروتستانتية الأمريكية، استنادا إلى تفسير بعض النبوءات. ولكن الكتاب حسم الفكرة في أكثر من فصل إلى أن تلك النبوءات التي جاءت في العهد القديم للكتاب المقدس قد تحققت بميلاد سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. وبالتالي، لا يوجد الآن أرض أسمها أرض الموعد، ولا شعب اسمه شعب الله المختار كما يزعمون حسب الشواهد التاريخية باستشهاد من آيات الكتاب المقدس.
يثبت الكتاب عدم صحة ما يقوله الحاخام الإسرائيلي اليميني المتشدد "عوزي شرباف" وغيره، ويرد على ما تردده بعض الجماعات المتطرفة من أن هناك تعاطفا مسيحيا مع ما تقوم به إسرائيل. وهو حق يراد به باطل. إذ يؤكد أن سيناء بالنسبة للمسيحيين المصريين هي أرض مصرية مقدسة.. إذ مر بها عظماء الكتاب المقدس من أمثال: سيدنا إبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى عليهم السلام، ومرت بها العائلة المقدسة.
ويسجل الكتاب لبطولات واستشهاد العديد من الأبطال، مثل: اللواء باقي صدقة.. محطم أسطورة خط بارليف، والشهيد طيار ألبير مترى اسكاروس.. الذي ضحى بحياته في سبيل تدمير أحد كباري الثغرة. والشهيد اللواء شفيق متري سدراك.. الذي تقدم قواته وأصيبت سيارته بدانة مدفع إسرائيلي. واللواء بحري سامي لويس مكرم.. الذي استطاعت وحدته منع القوات الاسرائيلية من التعرض لوحداتنا البحرية في بورسعيد والاسكندرية. واللواء فؤاد عزيز غالي.. الذي استطاع تأمين منطقة شمال القناة من القنطرة إلى بورسعيد بمساعدة الواء ثابت أقلاديوس رئيس غرفة عمليات مدفعية الفرقة الثانية. واللواء مهندس نصري جرجس.. قائد وحدة الرادار المسئولة عن اكتشاف الطائرات المعادية، واللواء طيار مدحت قلادة.. صاحب لقب أفضل قائد قاعدة جوية، واللواء أركان حرب صليب بشارة.. رئيس هيئة البحوث العسكرية أثناء حرب أكتوبر 73.
نقطة ومن أول الصبر..
أوهام الصهيونية تسقط دائمًا على الحدود المصرية.
لا تهاون فيما يمس الأمن القومى، ولا مساومات فى عدالة القضية الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطينى.