سياسى أمريكى لـ"الدستور": مظاهرات الجامعات ضد إسرائيل تهدد إدارة بايدن
ما زالت المظاهرات داخل الجامعات الأمريكية مستمرة، حيث يزيد عدد الطلاب لليوم الثاني على التوالي، وتطالب بإيقاف الحرب ووقف الإبادة الجماعية ومطالبة الإدارة الأمريكية بوقف دعمها بالمال والسلاح لإسرائيل، مشيرًا إلى أن المظاهرة حتى الآن تبدو هادئة تمامًا من حيث إنه ليست هناك أي اشتباكات.
وفي هذا السياق، قال مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطى الأمريكى، إن جامعة كولومبيا هي التي بدأت بها الشرارة الأولي، للمظاهرات والانتفاضة التي تشهدها الجامعات الأمريكية حاليًا احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وأضاف عفيفي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الطلاب بجامعة كولومبيا قاموا بنصب خيام داخل منطقة مخصصة للمظاهرات، مشيرًا إلى أنه بالجامعات العريقة تتواجد بها أماكن تكفل للطلاب حرية الرأي، وهذا الأمر موجود منذ حرب فيتنام.
وتابع عفيفي: "بدأ الطلاب بإقامة مخيمات والتخييم والتظاهر داخل الجامعة، فيما خرجت رئيسة الجامعة نعمت شفيق، وحاولت أن تحابي اليهود على حساب طلبة الجامعة وكانت ضعيفة جدًا في إدارتها للأزمة، وأثناء لقائها مع أعضاء الكونجرس كانت مترددة وكانت تحاول دعم اليهود من خلال قصص غير حقيقية بأن هناك معاداة للسامية فتسببت في زيادة الاحتقان داخل الجامعة".
وأشار عفيفي إلى أنه انضم للطلبة طلاب آخرون مسيحيون ويهود معادون لما يحدث في فلسطين وقطاع غزة من سفك دماء وقتل ثم انضم لهم بعد ذلك العديد من الأساتذة والمحاضرين وازداد الاحتقان، فاتصلت رئيسة الجامعة وطالبت الشرطة بالتدخل، وعادة الجامعات الأمريكية محمية ولا تتدخل بها الشرطة إلا في حال طلب إدارة الجامعة بالحالات القصوى، متابعًا "عندما تدخلت الشرطة في محاولة فض هذا الاعتصام اعترضت المجموعات الموجودة داخل الحرم الجامعي سواء الطلبة أو المحاضرون وتم القبض على قرابة الـ100 طالب ومحاضر".
وأكد عفيفي أن ما حدث أشعل فتيل المظاهرات والاعتصامات في جامعات كثيرة بالولايات المتحدة، تعدت الآن الأربعين جامعة منها 20 من أقوي الجامعات في العالم في أنحاء كثيرة من الساحل الشرقي والغربي للولايات المتحدة وجنوب أمريكا ومنها تكساس وولايات أخرى.
وأوضح عفيفي أن هذا أدى إلى تضامن الطلبة في جامعات أخرى مع جامعة كولومبيا ووضع جامعة كولومبيا في موقف حرج جدًا لأنه لم يحدث في التاريخ الأمريكي أن تدخل الشرطة الحرم الجامعي في الوقت المعاصر وبدأت الجامعات الأخرى تقوم بنفس ما قامت به جامعة كولومبيا.
وبين عفيفي أن تلك الاعتقالات ليست جنائية، وعادة يتم الإفراج عن الطالب والمحاضر في نفس اليوم، وهناك جمعيات حقوقية ومحامون من أصول يهودية اعترضوا على طريقة تعامل الشرطة الأمريكية مع الأفراد، وبدأت هناك قضايا ودعاوى ضد الشرطة الأمريكية في سوء التعامل مع الطلبة والمحاضرين، وعادة في هذه القضايا يتم دفع تعويضات كبيرة جدًا، لأن هناك أصولًا متعارفًا عليها في التعامل مع المتظاهرين.
وأكد عفيفي أن هذه المسألة تم تسييسها بشكل كبير من قِبل السياسيين من الحزب الجمهوري وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب الذي جاء بنفسه إلى جامعة كولومبيا وقال إنه يناصر اليهود وإن ما يحدث معاداة للسامية وتوجيه اللوم على الرئيس جو بايدن، مؤكدًا أن هناك جزءًا سياسيًا كبيرًا في هذا الشأن، وتحاول المجموعات اليهودية الزج بأن ما يحدث في الجامعات معاداة للسامية.
عفيفي: تظاهرات الجامعات الأمريكية تشبه احتجاجات حرب فيتنام
وأوضح عفيفي أن استمرار اشتعال المظاهرات تسبب في قلق كبير للسياسيين، لأنهم وجدوا أنفسهم أمام موجة جديدة من التظاهرات تذكرهم بالتظاهرات التي حدثت أثناء حرب فيتنام، وهناك تخوف من زيادة الضغوط قد تؤدي إلى فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في الفوز بتلك الانتخابات، وأيضًا خسارة بعض أعضاء الكونجرس بسبب الدعم المطلق لإسرائيل.
وحول استقالة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، قال عفيفي "إن تلك الاستقالة هي الثالثة أثناء حرب غزة وهي من كبار الموظفين كانت تعمل بالخارجية لقرابة الـ20 عامًا، مشيرًا إلى أن استقالتها جاءت بشكل علني وعادة لا تحدث الاستقالة بهذا الشكل، ولكن أرادت أن تعبر عن استيائها من تعامل الإدارة الأمريكية مع الأمر، وخاصة وزير الخارجية الأمريكي، خاصة أنه معروف بأنه عنصري جدًا داخل الخارجية وكان لا يسمع أيًا من نصائح المستشارين، ما أدى إلى تغيير داخل وزارة الخارجية وهناك تخوفات من استمرار هذه الاستقالات".
وأكد عفيفي أن أي محاولات في الولايات المتحدة الأمريكية من الشرطة بالعنف عادة ما تخسر الشرطة، لأن القضاء يبحث هذه التحركات وهناك أحداث مشابهة وقصص في كاليفورنيا وغيرها، توضح أن قسوة الشرطة أدت إلى ردود أفعال قوية من المواطنين وأدت إلى اشتعال ثورات عارمة ومظاهرات كبيرة.
وشدد عفيفي على أن ردود الأفعال ستأتي بشكل حازم على كل تصرفات الشرطة في أي مكان إن لم تكن أسبابًا أساسية من الاعتداء على الشرطة، إلا أن الاعتداء على الطلاب والأساتذة سينتهي بمعاقبة من تعامل بشكل غير مقبول بطرده من الشرطة أو معاقبة الولاية نفسها بغرامات مالية عالية.