"الجارديان": شركة جوجل أقالت موظفيها بشكل "بارد" بسبب رفضهم دعم إسرائيل
تتعرض شركة جوجل لانتقادات حادة، بعد طردها أكثر من 50 شخصا احتجوا على "مشروع نيمبوس" الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار، والذي يدعم جيش وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت صحيفة الجارديان، البريطانية، في تقرير لها، إن شركة جوجل اتُهمت بإثارة "موجة غضب" عارمة بعد فصل أكثر من 50 عاملًا احتجاجا على العلاقات العسكرية للشركة مع الحكومة الإسرائيلية، وهي عمليات الفصل التي سلطت الضوء على مشروع مثير للجدل والتوترات القائمة منذ فترة طويلة بين الموظفين والإدارة.
تفاصيل دعم جوجل الاحتلال الإسرائيلي
ووفق الصحيفة، طردت شركة التكنولوجيا العملاقة العمال في أعقاب احتجاجات في مكاتب جوجل في مدينة نيويورك وسانيفيل، كاليفورنيا، نظمتها منظمة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري" (No Tech for Apartheid) وهو تحالف من عمال جوجل وأمازون الذين كانوا يحتجون على عقد بقيمة 1.2 مليار دولار مع الحكومة الإسرائيلية يسمى مشروع نيمبوس الذي يدعم مراقبة الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين وإجبارهم على ترك أراضيهم.
وكشفت الجارديان عن أنه في البداية، طردت شركة جوجل 28 عاملا بسبب الاحتجاجات، ثم فصلت أكثر من 20 عاملا بعد بضعة أيام.
كما طردت شركة جوجل العمال وتوبيخهم لمشاركتهم في الاحتجاجات من قبل، مثل الإضراب والاعتصام في عام 2018 احتجاجًا على قضايا التحرش الجنسي في الشركة، ولكن ليس إلى هذا الحد سابقًا، ففي مارس الماضي قامت شركة جوجل بفصل مهندس كان يحتج على حدث تكنولوجي إسرائيلي في مدينة نيويورك.
عمال جوجل يرفضون دعم الاحتلال الإسرائيلي
وكانت إيمان هاشم، مهندسة برمجيات في جوجل وعضو في منظمة (No Tech for Apartheid) واحدة من العمال المفصولين، مشيرة إلى أن الكثير من المفصولين حصلوا على ترقية مؤخرًا وكانت هي أسرع شخص تمت ترقيته في هذه المجموعة.
وقالت إيمان هاشم إن هذا كان احتجاجًا سلميًا، مع رؤية عالية وشفافية عالية، وقاموا ببثه مباشرة والجميع يمكن أن يرى كيف سارت الأمور، موضحة أن احتجاجات الاعتصام كانت ردًا على رفض جوجل التعامل مع مخاوف العمال.
وتابعت: "الطريقة التي بالغت بها جوجل في رد فعلها، عاطفيًا للغاية، وانتقدت 50 عاملًا بسبب هذا التصرف بدلًا من تقديم المزيد من الشفافية أو الوضوح أو محاولة إثبات أنها لا توفر بشكل خاص الموارد العسكرية الإسرائيلية للمساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية".
وكشفت الجارديان عن أنه منذ منح العقد في عام 2021، نظم العاملون في جوجل وأمازون تنظيمات معارضة للعقد المشترك بين الشركتين مع الجيش والحكومة الإسرائيليين، حيث تبلغ قيمة العقد 1.2 مليار دولار لتوفير خدمات الحوسبة السحابية، ما يسمح بمزيد من المراقبة وجمع البيانات غير القانونية عن الفلسطينيين، ويسهل توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.
وقالت هاشم إن عمليات الفصل من العمل أدت إلى زعزعة الاستقرار المالي للعمال، لكنها وغيرها من المتضررين تلقوا دعمًا كبيرًا من زملاء العمل وغيرهم، مشيرة إلى أن أحد أكبر التحديات التي واجهت الحملة ضد مشروع نيمبوس كان التواصل وتثقيف الآخرين حول هذه القضايا وهو الأمر الذي سهّلته إقالات جوجل.
من جهته، قال حسن إبراهيم، مهندس برمجيات جوجل في نيويورك، الذي طُرد من عمله واعتقل لمشاركته في الاحتجاج، إنه وعمال آخرين تم منحهم إجازة إدارية، وفقدوا إمكانية الوصول إلى الشركة، ثم تم فصلهم في اليوم التالي عبر البريد الإلكتروني بشكل جماعي.
وتابع: "لا نعرف أي شخص تواصلت معه إدارة الموارد البشرية، ولم يتم استجوابنا ولم يكن هناك أي تشاور معنا فلم يسألنا أحد أي شيء"، مشيرا إلى أنها كانت مجرد رسالة بريد إلكتروني جماعية باردة جدًا جاء فيها "تمت إقالتك الآن".
وشدد إبراهيم على أنهم لا يريدون أن يتم استخدام عملهم للمساعدة في الإبادة الجماعية ولهذا السبب تظاهروا وسيواصلون النضال من أجل إسقاط هذا المشروع.