برامج قرصنة لسرقة البنوك تثير الذعر في البلدان المتقدمة.. الحروب السيبرانية تصل لذروتها
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن الفضاء السيبراني شهد دخول عدة برامج قرصنة جديدة، حيث يجرب القراصنة برامج فدية جديدة على شركات في إفريقيا وآسيا ودول أمريكا اللاتينية، تمهيدًا لاستهداف البلدان المتقدمة والأكثر ثراءًا التي لديها أساليب أمنية أكثر تطورًا.
برامج فدية جديدة تدخل على خط الحروب السيبرانية
وتابعت الصحيفة، أن المتسللين اعتمدوا إستراتيجية لاختراق الأنظمة في العالم النامي قبل الانتقال إلى أهداف ذات قيمة أعلى مثل أمريكا الشمالية وأوروبا، وفقًا لتقرير نشرته شركة بيرفورمانتا للأمن السيبراني، اليوم الأربعاء.
وقالت الشركة المتخصصة في المخاطر المصرفية والتنظيم: "يستخدم الخصوم البلدان النامية كمنصة يمكنهم من خلالها اختبار برامجهم الضارة قبل استهداف البلدان الأكثر مواردًا".
وقالت: البيانات كشفت أن أهداف برامج الفدية الأخيرة شملت بنكًا سنغاليًا، وشركة خدمات مالية في تشيلي، وشركة ضرائب في كولومبيا، ووكالة اقتصادية حكومية في الأرجنتين، والتي تعرضت لهجمات سيبرانية كجزء من محاولات العصابات في البلدان النامية.
ويأتي البحث في الوقت الذي تضاعفت فيه الهجمات السيبرانية تقريبًا عما كانت عليه قبل انتشار فيروس كورونا، وتفاقمت هذه الهجمات في العالم النامي بعد الرقمنة السريعة وشبكات الإنترنت الجيدة والحماية غير الكافية، حسبما ذكر صندوق النقد الدولي هذا الشهر.
وقال صندوق النقد الدولي إن الخسائر المبلغ عنها الناجمة عن الحوادث السيبرانية للشركات في جميع أنحاء العالم منذ عام 2020 ارتفعت إلى ما يقرب من 28 مليار دولار، مع سرقة مليارات السجلات أو اختراقها، مضيفًا أن التكاليف الإجمالية من المرجح أن تكون "أعلى بكثير".
وأكد نادير إزرائيلي، كبير مسئولي التكنولوجيا في مجموعة أرميس للأمن السيبراني، أن تكيكات القراصنة في استهداف البلدان النامية أولًا كنقطة انطلاق نجحت لأن الكثير من هذه البلدان لديها وعي أقل بالأمن السيبراني.
وتابع: يمكن تجربة البرامج الجديدة في بلد مثل السنغال أو البرازيل، حيث يوجد ما يكفي من البنوك التي قد تكون مماثلة لتلك الموجودة في البلدان المتقدمة، أو الفروع الدولية للشركات التي تشبه ما قد ترغب في محاولة مهاجمته.
وقال تقرير بيرفورمانتا إن ميدوسا، وهي عصابة إلكترونية "تحول الملفات إلى ما يشبه الحجر" عن طريق سرقة بيانات الشركات وتشفيرها، وبدأت في مهاجمة الشركات في عام 2023 في جنوب إفريقيا والسنغال وتونغا، حيث كانت ميدوسا مسؤولة عن 99 انتهاكًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وإيطاليا وفرنسا العام الماضي.
وأكدت هانا ماري دارلي، مديرة أبحاث التهديدات في شركة دارك تريس للأمن السيبراني، أن فرق الأمن تلتقط التنبيهات بشأن هجوم وشيك، لكن المستخدم العادي لن يكون على علم به إلا عندما يتم منعه من الوصول إلى نظام الكمبيوتر الخاص به.