سمير فرج: تحرير سيناء ملحمة تاريخية صنعها المصريون بـ"3 معارك" (خاص)
تحتفل مصر في الخامس والعشرون من أبريل، بذكرى تحرير سيناء قبل 42 عامًا، بعد خوض مصر عدة معارك قوية لاسترداد أخر حبات الرمال المصرية على أرض طابا، والتي توجت بانسحاب آخر جندي إسرائيلي منها ورفع العلم المصري عام 1989.
عيد تحرير سيناء، يكون فرصة لاستعادة أمجاء النصر على العدو، من خلال استرجاع ذكريات النصر في حرب أكتوبر 1973، ومعركة التفاوض حتى تحرير كامل الأرض في 1989، ويرويها أبطال القوات المسلحة والخبراء الاستراتيجيين.
يومًا عظيمًا في تاريخ مصر
في هذا السياق، قال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيج، لـ"الدستور"، إن عيد تحرير سيناء هو يوم عظيم في تاريخ مصر ويعبر عن ملحمة تاريخية صُنعت بأياد مصرية، ونحتفل فيه كل عام باسترجاع أخر شبر من تراب مصر إلى حضن الوطن.
أضاف فرج، أنه إذا قارنا ما يحدث في الدول الأخرى سنجد أن مصر هي الدولة الوحيدة التي استرجعت أراضيها المحتلة كاملة، فيما تبقى منطقة الجولان في سوريا والضفة الغربية في فلسطين محتلة من قبل إسرائيل، ولهذا السبب يُعد يوم تحرير سيناء يومًا عظيمًا في تاريخ الأمة المصرية.
ثلاث معارك للتحرير
أوضح أن تحرير سيناء تم من خلال ثلاثة معارك، الأولى هي 6 أكتوبر سنة 1973 عندما تم تحرير الأرض بعد عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، والمعركة الثانية هي المعركة الدبلوماسية أو السياسية التي قام بها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الذي ذهب إلى القدس وعقد اتفاقية "كامب ديفيد".
استطرد أنه من خلال المعركة الدبلوماسية استطاعت مصر تحرير باقي سيناء إلا منطقة طابا التي قادتنا إلى المعركة الثالثة، وهي المعركة القانونية، عندما لجأنا إلى التحكيم الدولي لاسترجاعها بعد ادعاء إسرائيل أنها جزء من أراضيها، وأن العلامة 91 تابعة لها، لكننا من خلال هذه المعركة استرجعنا منطقة طابا بالكامل، منتصرين بذلك على إسرائيل.
مطمع على مر العصور
يضيف الخبير الاستراتيجي في حديثه لـ"الدستور"، أن سيناء كانت منطقة خالية سهل اختراقها في الحقبة الماضية، لذلك كانت دائمًا مطمعًا للغزاة على مر العصور، مثل الهكسوس والحملة الصليبية والتتار والحملة الفرنسية وآخرهم إسرائيل التي هاجمت مصر عن طريقها سيناء عامي 1956 و1967، ثم الإرهاب الذي عانت منه مصر خلال الفترة الماضية والذي كان مستوطنًا فيها، مضيفًا أن منطقة سيناء دائمًا ما يحيطها المخاطر التي تتمثل آخرها في الوقت الحالي هي الحرب على غزة ورغبة الجانب الإسرائيلي في تهجير ملايين الفلسطينيين فيها.
أردف اللواء سمير فرج، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قرر تأمين سيناء ليس بالقوات العسكرية بل بالتنمية الشاملة لها، لذلك بدأ بإنشاء 4 أنفاق وكوبري لربط سيناء بالأم المصرية وهي منطقة الدلتا، إلى جانب تعمير 400 ألف فدان شرق الإسماعيلية لنقل 2 مليون مواطن للعيش في المنطقة.
مظاهر عديدة للتنمية
تابع: “قمنا أيضًا بتطوير بحيرة البردويل التي تعد واحدة من أفضل 5 بحيرات في العالم، ونصدر كل إنتاجها اليومي في الوقت الحالي، إلى جانب إنشاء 3 مصانع أسمنت ومصنع للجرانيت ومصنع للفوم ومصنع للثلج”.
استكمل، أن القيادة المصرية عملت أيضًا على شراء 100 مركب صيد جدد من الخارج، بالإضافة إلى تطوير ميناء العريش الآن ليتحول إلى أكبر ميناء حاويات في البحر المتوسط وعددًا من المدارس الثانوية و3 جامعات"، مشيرًا إلى أننا بذلك نخلق مدن وحياة جديدة في سيناء لتنمية الحياة بها وطبقا للتخطيط الرئاسي فسوف يصبح تعداد السكان في سيناء عام 2030 حوالي ستة مليون مصري.
اختتم اللواء سمير فرج حديثه قائلًا، إن سيناء ماز الت تحتاج للمزيد من التنمية، فبالنظر إلى ما تم بها خلال السنوات الست الماضية والذي لم يحدث على مدار 30 أو 40 سنة مضت، يعني أننا قادرون على تنفيذ المزيد من التنمية لأراضيها في وقت قياسي.