محمد بيك غانم "2" روشتة النجاح!
يمكن استخلاص تجربة محمد بيك غانم في تأسيس وإدارة شركة النصر للتصدير والاستيراد كروشتة نجاح لأي شركة ولأي مسئول في أي موقع، المهم أن تتوافر الشروط التي التزم بها - غانم - ويمكن سرد بعضها في سطور قليلة.
البداية كانت بالإيمان بمصر كقوة مؤثرة فى محيطها الإقليمي والإيمان بدورها العربي والإسلامي والإفريقي كدولة قائدة مهما مرت من ظروف تسببت في إضعافها مؤقتا، ولكن تظل مصر الرائدة بشعبها وحاضرها وحضاراتها.
ثم التخطيط الجيد مع وضع استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل قابله للتنفيذ، وعدم المغامرة في عقد صفقات قد تعود بالخسارة أو غير مضمونة المكسب، مع مرونة التفكير والاعتماد على إبداع الشباب والإيمان به كأداة للتفوق والنجاح فلا استبعاد لكفاءات ولا استهانة بموهبة.
ويأتي التواضع والقرب من العاملين جميعا كواحدة من أهم سمات محمد بيك غانم وله في ذلك حكايات وحكايات مع العاملين معه، بداية من تواجده معهم الدائم في نادى الشركة بمنطقة أغاخان بشبرا، وحفاظه على سيارته ماركة نصر 1100 وقيادتها بنفسه بدون سائق، وحضوره معظم مناسبات العاملين بالشركة وأولادهم، أضف إلى ذلك فتح باب مكتبه لمقابلة العاملين بدون سكرتارية بعد الثالثة مساءً بشرط أن تكون المقابلة لأسباب غير شخصية.
وقبل كل ذلك والأهم هو رفضه تمامًا لفكرة الوسايط، فيُحكى أنه عند قبول دفعات للتعيين بالشركة يقوم بحصر الأسماء الموصى بها من وسايط ويترك كشفا بأسمائهم عند السكرتارية لاستبعادهم مبكرًا، ومعظم العاملين بالشركة تم تعيينهم بدون وسيط.
كل ما سبق شهادات استمعت إليها من بعض العاملين بالشركة ومن المقربين منه.
أما نتيجة ذلك فكان نجاحات غير مسبوقة فى تاريخ الشركات عمومًا جعل من النصر للتصدير والاستيراد رمزًا مهمًا يحمل اسم مصر وصلت لوضع دولة النيجر على كروتها السياحية صورة مبنى شركة النصر كونه أكبر مبنى على أراضيها.
وجعل علم مصر يرفرف على حقول ومزارع البن في غانا، وتبحث المجتمعات الإفريقية عن الأكلات المصرية ووصفاتها وطرق تصنيعها.
إلى جانب مناطحة رئيس شركة النصر لرؤساء الدول العظمي في حوالي 25 دولة هي عدد أفرع الشركة في غرب إفريقيا وبعض الدول العربية والأوربية بلغت قمتها فى نجاح الشركة في تعبيد ورصف حوالي 3 آلاف كيلو متر في غابات دولة " مالي " وقامت شركة النيل المصرية برصفها بمعدات مصرية، ونجح في تصدير أعشاب البحر لليابان بعدما لاحظ ان الشعب الياباني يأكل أعشاب البحر فتحولت الأعشاب إلى مصدر للدخل بعد كانت مشكلة في ذاتها خاصة في شوارع بورسعيد.
ومن أهم الصفقات التي سجلها تاريخ الشركة صفقة استيراد النحاس من زامبيا بسعر 700 جنيه إسترليني للطن في ضربة قوية لبريطانيا العظمى حينها التي كانت محتكرة لمناجم زامبيا وتشتري طن النحاس ب 800 جنيه إسترلينى لتكون مصر الدولة الوحيدة بعد بريطانيا التى تحصل على النحاس وبأقل عن سعره بمائة جنيه إسترليني.
انتهت علاقة محمد بيك غانم بشركة النصر للتصدير والاستيراد عام 1971 بإعلان قبول استقالته دون علمه.
ليبدأ رحلة نجاح جديدة في بداية الثمانينات ليكون أول من بدأ التصنيع فى مدينة العاشر من رمضان وينتج أول كوتشي يحمل ماركة مصرية خالصة.. رحم الله المخلصين.