نيتساح يهودا.. كواليس تجاهل نتنياهو تحذيرات العقوبات الأمريكية ضد الاحتلال
وجهت الإدارة الأمريكية، بقيادة جو بايدن، صفعة جديدة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية بعد دراستها تطبيق عقوبات تاريخية تعد الأولى من نوعها على إحدى وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي لارتكابها انتهاكات في حقوق الإنسان، من خلال قطع المساعدات العسكرية بشكل نهائي عن هذه الوحدة، وفقًا لما نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
صدمة لنتنياهو ومخاوف من انتشار الأمر.. عقوبات أمريكية جديدة لإسرائيل
وأفاد الموقع الأمريكي بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلية طالبت الإدارة الأمريكية علنًا وسرًا بإعادة النظر في قرارها المتوقع تطبيقه على كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة لجيش الاحتلال، بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسئولون إسرائيليون إن حكومة الاحتلال تشعر بقلق بالغ إزاء القرار غير المسبوق، الذي يمهد الطريق لفرض المزيد من العقوبات على وحدات أخرى من جيش الاحتلال.
وأوضح الموقع الأمريكي أن ثمة توقعات بأن يعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن العقوبات خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقالت مصادر أمريكية مطلعة إن هذه العقوبات من شأنها أن تمنع المساعدات الأمريكية بشكل كامل عن الكتيبة، كما تمنعها أيضًا من تلقي التدريبات العسكرية الأمريكية.
وأشار الموقع إلى أن العقوبات تستند إلى قانون أصدره السيناتور باتريك ليهي عام 1997، والذي يحظر نقل المساعدات العسكرية الخارجية وبرامج التدريب التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إلى أي وحدات أمنية أجنبية سواء جيشًا أو شرطة، إذا ما ثُبت ارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقال مسئول أمريكي إن قرار بلينكن بشأن وحدة نيتساح يهودا يستند إلى حوادث وقعت قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، وكلها وقعت في الضفة الغربية.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن القرار بشأن العقوبات كان بمثابة مفاجأة صادمة لنتنياهو وحكومته المتطرفة وكبار قادة جيش الاحتلال، وفقًا لما كشف عنه مسئولين إسرائيليين.
وقال مسئول إسرائيلي مطلع إن حكومة نتنياهو لم تكن تعلم أن القرار الأمريكي اتخذ بالفعل، وأن الإعلان عنه وشيكًا.
وتابع: "في اجتماع مجلس الوزراء الحربي مساء أمس الأحد، فوجئ نتنياهو ووزراؤه وكبار قادة الجيش بالقرار، وكانوا يسعون جاهدين لفهم تبعاته وأبعاده والصورة كاملة".
وقال أحد مساعديه إن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، عقد اجتماعًا عاجلًا مع كبار مسئولي الجيش الإسرائيلي حول هذه القضية أمس الأحد.
وقالت وزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلي: "وجه جالانت مؤسسة الدفاع إلى التحرك على كل المستويات من أجل التوضيح للحكومة الأمريكية أهمية دعم عمليات الجيش الإسرائيلي، التي يتم تنفيذها وفقًا للقانون الدولي".
وقال جالانت، في بيان: "إن إيذاء كتيبة واحدة هو ضرر للجيش الإسرائيلي بأكمله.. هذه ليست طريقة التصرف مع الشركاء والأصدقاء"، مضيفًا أنه يتوقع أن تغير إدارة بايدن قرارها.
قرارات أخرى
وتوقع جالانت أن يكون هذا القرار مجرد تمهيد لقرارات أخرى قادمة وفرض المزيد من العقوبات على وحدات أخرى في جيش الاحتلال، وتحدث جالانت أيضًا يوم الأحد مع السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك ليو، ومع بلينكن.
وقال مسئولان إسرائيليان إن وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، حذرت حكومة نتنياهو ووزارة الدفاع الإسرائيلية منذ أشهر أن سيناريو مثل هذا قد يتم تطبيقه في وقت قريب، وطالبوهم بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لمنعه.
وقال مسئول منهم: "أهملت الحكومة ووزارة الدفاع في إسرائيل هذه القضية بشكل كبير، واعتقدوا أن بإمكانهم التهرب من قانون ليهي، دون تقديم أي إجابات أو مبررات لإدارة بايدن، لقد دقت الخارجية والسفارة في واشنطن جرس الإنذار كثيرًا، لكن لم ينتبه أحد".