هل يُمكن أن يحصل المتهم بقضية "فتاة الشروق" على البراءة في الاستئناف أو النقض؟
تدور التساؤلات حول السيناريوهات التي تنتظر سائق أوبر المتهم في قضية حبيبة الشماع المعروفة إعلاميًا بـ"فتاة الشروق"، بعد الاستئناف على الحكم الصادر ضده بالسجن المشدد 15 عامًا وغرامة 50 ألف جنيه وسحب رخصة القيادة.
حكم أول درجة
الحكم الصادر بالسجن المشدد 15 عامًا ليس نهائيًا، فهو أول درجة، وما زالت توجد درجتان للتقاضي؛ الأول بأحقية المتهم في الطعن على الحكم بطريق الاستئناف (أمام الجنايات)، تنفيذًا لتعديلات قانون الإجراءات الجنائية بتطبيق التقاضي أمام محكمة الجنايات على درجتين، بحيث يكون للمتهم حق استئناف الحكم الصادر من محكمة أول درجة جنايات، وهو ما يحقق ضمانات أكثر للمتقاضين.
وتحدد محكمة الاستئناف دائرة جديدة بهيئة مستشارين جديدة غير تلك التي أصدرت الحكم، ويُعاد محاكمة المتهم أمامها من البداية، وتستمع لمرافعات النيابة والمدعين بالحق المدني والدفاع مرة أخرى.
أما السيناريو الثاني؛ فهو أنه في حال تأييد الحكم على المتهم بقتل حبيبة الشماع أو تخفيفه يتبقى الطعن أمام محكمة النقض لتصدر حكمها برفض الطعن أو قبوله.
وتتحول محكمة النقض إلى محكمة موضوع، وتتصدر لنظر القضية ولها أن تأمر بتأييد حكم استئناف الجنايات أو الرفض وإصدرا حكم آخر.
ويتقدم محامي المتهم بالطعن على الحكم خلال 60 يومًا من صدور الحيثيات، بمذكرة تتضمن أسباب الطعن أمام محكمة النقض.
هل يمكن الحكم ببراءة سائق أوبر؟
وقالت المحامية نهى الجندي، إن ما يتردد عن احتمالية حصول المتهم على البراءة في درجتي التقاضي القادمتين أشبه بالمستحيل، خاصة أن هناك اتهامات أخرى بخلاف خطف حبيبة الشماع، والتسبب في وفاتها، فهو متهم بالتزوير وتعاطي المخدرات، كما توجد شكاوى من عملاء سابقين أثناء استقلال السيارة معه، واتهامه بالتحرش، ما يؤكد نيته ناحية حبيبة، إضافة إلى تحريات أجهزة البحث الجنائي التي أثبتت ارتكابه الواقعة.
تعدد الشكاوى ضد المتهم
وكشف ممثل شركة أوبر أمام النيابة العامة، أن الشركة تلقت العديد من الشكاوي ضد المتهم فقامت بإغلاق حسابه على التطبيق، كما تبين وجود شكوى من سيدة ركبت مع السائق المتهم، تتهمه فيها بالتحرش بها خلال الرحلة.
وكشف السائق خلال التحقيق معه، أنه تناول المواد المخدرة قبل الواقعة وقبل ركوب المجنى عليها معه، وكذلك تناول المواد المخدرة بعد الحادث ليكشف تحليل المخدرات الذى أجرته النيابة العامة للمتهم، عن تعاطى السائق مخدر الحشيش، وقيادته سيارته تخت تأثير المخدر.
وأوضحت التحقيقات أن السائق المتهم سجلت ضده العديد من الشكاوي جميعها من سيدات خلال عمله بشركة "أوبر"، وتعددت الشكاوي بين تعامل سيئ وتحرش والاستيلاء على أموال العملاء، وتأخير الرحلات والقيادة بسرعة متهورة، إضافة إلى السب والقذف لبعض السيدات، وشرب السجائر خلال الرحلات.
وكشفت إحدى السيدات عن أن المتهم قام بالتحرش بها جسديًا خلال ركوبها معه في رحلة عبر تطبيق "أوبر"، فيما كشفت أخرى أنه تناول السجائر خلال الرحلة رغم كونها سيدة حامل مع إغلاق نوافذ السيارة.
وتوالت الشكاوى، حيث كشفت إحدى السيدات عن قيام السائق بسبها وقذفها خلال الرحلة، فيما كشفت سيدة أخرى عن قيادته بشكل جنوني على الطريق، إضافة إلى العديد من الشكاوي المتكررة ضد السائق تم تقديمها لشركة "أوبر"، والتي قدمتها بدورها للنيابة العامة خلال التحقيقات.
وأمرت النيابة العامة بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته بتهم الشروع في خطفالمجني عليها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر، وحددت محكمة الاستئناف جلسة أمس الإثنين 15 أبريل، كأولى جلسات محاكمة المتهم وقررت المحكمة معاقبته بالسجن المشدد 15 عاما وتغريمه 50 ألف جنيه مع سحب رخصة القيادة.