انتصار عبد المنعم: العيد موعدًا لكسر الروتين اليومي.. ولا أكتب أو أقرأ فيه إلا قليلا
هناك طقوس خاصة للأدباء والكتاب في الأعياد، وخاصة عيد الفطر المبارك نظرا لارتباطه بصوم كبير ومعاناة شديدة، فيكون الخروج من الصيام فرحة كبيرة، لذلك فبعض الكتاب يتزاور مع أصدقائه ومحبيه، وبعضهم يقرأ فقط ما لديه من كتب، وكل كاتب لديه في جعبته رؤية أخرى للعيد، وحول هذا الأمر تواصلت الدستور مع الروائية والقاصة انتصار عبد المنعم وسألتها حول أيام العيد.
عن كيفية قضائها أيام العيد قالت انتصار عبد المنعم:" أعتبر يوم العيد، موعدا لكسر الروتين اليومي والذي استمر طيلة شهر رمضان المبارك، ما بين الذهاب للعمل والانشغال بإعداد الطعام. في اليوم الأول، أبدأ بمهاتفة بعض الأقارب والأصدقاء للتهنئة بالعيد، ثم أقوم بغلق الموبايل. وهكذا أكون تخلصت من كل شيء يربطني بالعالم الخارجي، أتناسى ما يجري فيه، أتخلص من الانشغال بغيري، وأضع كل تركيزي في الحاضر الذي يخصني وحدي، لأشعر بحالة من الاسترخاء التام، وعدم الرغبة في الخروج من المنزل، والاكتفاء بالجلوس في البلكونة أو حديقة بيتي الصيفي، أشرب فنجان قهوة الصباح بين الأشجار وصوت العصافير. يوم العيد هو الاستمتاع بفعل لا شيء!.
غير منضبطة
وعن قراءاتها أيام العيد قالت:" القراءة أيام الأعياد غير منضبطة، وربما تمر أيام العيد بلا قراءة إن لم يكن لدي التزام بكتابة مقال عن كتاب محدد من قبل ، أو بحث له وقت محدد ويتوجب علي قراءة كتب بعينها لإعداده. هكذا أقضي وقتي في قراءة حُرة غريبة بعض الشيء، لأنها ترتبط بشغفي القديم بجمع الطوابع، فعندما أقرأ المكتوب على هذه الطوابع اليوم، أجد بين يدي كنزا حقيقيا ووثيقة عن اهتمامات العالم وأحداثه على مدار خمسين عاما أو أكثر، وذلك في مساحة صغيرة لطابع حجمه لا يتجاوز عقلة الإصبع. أيضا أقرأ كل ما يخص طرق الاعتناء بالنباتات وزراعة الأشجار من خلال المواقع المتخصصة في ذلك، أي أن قراءات العيد ترتبط بهواياتي التي أمارسها منذ الطفولة إلى اليوم مثل جمع الطوابع والبستنة، فالعيد ليس لشخصية الكاتبة، ولكنه للصغيرة الخالدة بداخلي.
وعن الكتابة أيام العيد قالت:" لا أعتبر الكتابة عملا منتظما أو عادة يومية يتوجب علي القيام بها، ودائما أردد " أنا أكتب ما أحب في الوقت الذي أحب وبالطريقة التي أحب، عن من أحب وما أحب". حاولت مرارا أن أجعل الكتابة عادة يومية مثلما كان يفعل كاتبنا الكبير نجيب محفوظ، ولكني لم أستطع لتعدد إلتزاماتي الحياتية، وتنقلي المستمر من مكان إلى آخر. فشلت في وضع خطة للكتابة ألتزم بها يوميا، مما أخر الانتهاء من أعمال بدأتها ولم أكملها، وتمضي الأيام الواحد تلو الآخر ولا أكتب شيئا. لكن عندما تأتيني فكرة معينة، أكتبها فورا، سواء كان يوم عيد أو كنت في الطريق أو على مائدة طعام، ولذلك هناك دائما قلم وورق في متناول يدي في كل مكان. روح الكتابة إن حلت في الكاتب، هذا أيضا عيد.
اقرأ أيضًا..