عاجل| كواليس مفاوضات مصر.. اقتراحات جديدة لحل أكبر نقاط الخلاف فى مباحثات الهدنة
مع انطلاق جولة جديدة من مفاوضات الهدنة ووقف الحرب في غزة، اليوم الأحد، في مصر، تضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح لأعداد محدودة من المدنيين الذين شردتهم حرب غزة، المستمرة منذ 6 أشهر، بالعودة إلى الجزء الشمالي من القطاع، وهي نقطة خلاف رئيسية عالقة في محادثات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، حسبما ذكرت مصادر مسئولة.
كواليس مفاوضات مصر ومقترحات جديدة لعودة النازحين لشمال غزة
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن البيت الأبيض يكثف جهوده لحل أحد الخلافات الرئيسية بين حركة حماس وإسرائيل، ليسلط الضوء على الثقل الجديد الذي توليه الإدارة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة منذ الغارة الجوية الإسرائيلية القاتلة التي أسفرت عن مقتل 7 من عمال الإغاثة يوم الإثنين.
ووفقا للوسطاء العرب المشاركين في المحادثات، فإن إسرائيل منفتحة للسماح بالعودة إلى الشمال بمعدل 2000 شخص يوميا، معظمهم من النساء والأطفال، حيث يمكن أن يعود 60 ألف فلسطيني كحد أقصى بموجب اقتراح تعتبره إسرائيل مقبولا، لكن معظمهم يستثني الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما.
وقال مسئولون عرب إن عودة سكان غزة النازحين قد تبدأ بعد 10 أيام إلى أسبوعين من تنفيذ وقف إطلاق النار الذي يصل لمدة 6 أسابيع.
وقال مسئولون إسرائيليون إنهم أبلغوا الوسطاء في مصر بأن النازحين العائدين سيتعين عليهم المرور عبر نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية لمنع نشطاء حماس المسلحين من التسلل مرة أخرى إلى الشمال.
وأضافت الصحيفة أن هذا الشرط رفضته حماس التي تشترط، على الجانب الآخر، إزالة نقاط التفتيش، وتطالب بأن تظل العائلات العائدة إلى الشمال سليمة، لمنع إسرائيل من إبعاد الذكور البالغين.
وقال مسئول إسرائيلي مطّلع على المفاوضات: "إنهم يصرون على العودة الكاملة إلى الشمال، إنهم يريدون حرية المرور. يمكن للجميع الذهاب إلى شمال غزة وهذا كل شيء".
وأضافت الصحيفة أن مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، وصل إلى القاهرة لإجراء جولة أخرى من محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، ليضع محاورًا يثق به بايدن في وضع يمكنه من تقديم حلول لسد الفجوة وإقناع الجانبين للوصول إلى صفقة نهائية.
وقال مسئول كبير في إدارة بايدن إن الرئيس الأمريكي بعث، يوم الجمعة، برسائل إلى قادة مصر وقطر، اللذين يتوسطان في المحادثات إلى جانب الولايات المتحدة، يحثهما فيها على ضمان التزام حماس بالموافقة على الاتفاق.
وعلى الجانب الآخر، دعت رسالة إلى بايدن، وقّعها 40 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب، يوم الجمعة، الإدارة إلى وقف عمليات نقل الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل حتى يتم الانتهاء من التحقيق الكامل في مقتل عمال الإغاثة ومحاسبة الأطراف المسئولة.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، إنه قام بطرد ضابطين ووبخ 3 آخرين متورطين في الهجوم الخاطئ، قائلا إنهم يفتقرون إلى الأدلة لإصدار الأمر بالهجوم وانتهكوا قواعد عمل الجيش.
وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الإسرائيليين يقولون إن وقف القتال يجب أن يرتبط بالإفراج عن المحتجزين، ولكن بالنسبة لحماس فإن الاتفاق الذي يسمح للفلسطينيين بالعودة إلى الشمال هو هدف سياسي رئيسي، وهو ما من شأنه أن يشير إلى أنه يمكن أن يلبي رغبة سكان غزة في العودة إلى ديارهم.
وقال مسئولون أمريكيون إن تحقيق انفراجة في محادثات التوقف والبدء سيمكن من توسيع المساعدات لسكان غزة المحاصرين بشكل كبير، ومن الممكن أن يؤدي التوصل إلى اتفاق للسماح للمدنيين بالعودة إلى الشمال إلى تهدئة المخاوف الأمريكية بشأن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب غزة، حيث لجأ أكثر من مليون مدني إلى جانب نشطاء حماس.