أهل غزة يقتسمون اللقمة مع إخوانهم فى "إفطار الأسرة المصرية" (صور)
في ليلة صافية، تملؤها نفحات الهواء العليل، اختير هذا اليوم ليكون موعد الرئيس عبدالفتاح السيسي، للاجتماع بأسرته المصرية الكبيرة، في حفل رمضاني مميز، للإفطار سويًا في فندق الماسة بالقاهرة، والذي حضره عدد كبير من وزراء الحكومة وكبار رجال الدولة ورؤساء الأحزاب، بالإضافة إلى شيوخ القبائل المصرية، ومجموعة من أسر شهداء القوات المسلحة والشرطة وعدد من الإعلاميين والشخصيات العامة، ورغم هذه المائدة المصرية الكبيرة لم يغب عن بال القيادة المصرية إخوانهم الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبالتزامن مع "إفطار الأسرة المصرية"، واصلت طائرات النقل العسكرية المصرية من طراز (سي 130 – كاسا) تنفيذ الجسر الجوي الإنساني إلى غزة، وتأتي هذه الرحلات الجوية بالتعاون مع الأردن لإنزال المساعدات الأساسية إلى سكان الشمال المنكوب في قطاع غزة.
وبهذا أكد السيسي عمق العلاقات الأخوية بين مصر وفلسطين، وحرص القاهرة على مد يد العون لإخوانهم الفلسطينيين لتلبية احتياجاتهم الأساسية في هذه الظروف الصعبة، وكأن نداء الإفطار المصري قد امتد ليشمل موائد إخوانهم في غزة، في تعبير رائع عن تلاحم الأسرة العربية في لحظات الشدة والضيق.
وبمجرد أن ارتفعت أصوات الدعاء والترحيب بالضيوف، بادر السيسي بالتأكيد على إجراء حوار وطني شامل مع كافة القوى السياسية، دون تمييز أو استثناء، مشيرًا إلى أنه سيتولى شخصيًا متابعة مراحله النهائية، فقد أدرك الرئيس أن مستقبل مصر يتطلب تعزيز المشاركة السياسية والتوافق الوطني، ثم وجه الحكومة بوضع خطة محكمة لخفض الدين العام، وطرح رؤى جديدة لإنعاش البورصة المصرية.
ولم يكتف السيسي بذلك، بل فتح أبواب المشاركة أمام القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة، بواقع 10 مليارات دولار سنويًا لمدة 4 أعوام، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخصوصي وتنشيط الاقتصاد الوطني، كما وجه بطرح حصص من الشركات الحكومية في البورصة لتعظيم عوائدها.
وامتدت قرارات السيسي لتشمل تعزيز دعم مزارعي القمح، وإطلاق مبادرة لتوطين الصناعات الوطنية، فضلًا عن إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي، وفي إطار جهوده لتحسين معيشة المواطنين، أكد استمرار توفير السلع الأساسية بأسعار مدعمة إلى جانب طرح شركات تابعة للقوات المسلحة في البورصة لتوسيع قاعدة الملكية العامة.
وبختام كلمته، شدد الرئيس، على التزامه الشخصي بالصدق والإخلاص في قيادة البلاد، مستذكرًا التحديات الاقتصادية الصعبة التي تجاوزتها مصر بفضل دعم الأشقاء العرب، ليخرج الحضور من الحفل وهم يشعرون بالأمل في مستقبل أفضل لوطنهم.
فمن خلال هذه المبادرات الشاملة، أظهر الرئيس السيسي، التزامه الراسخ بخدمة الوطن والمواطنين على جميع المستويات، كما عكس هذا الحفل الرمضاني تمسك مصر بقيم التكافل والوحدة الوطنية، وسعيها الدؤوب لتخطي التحديات الصعبة والوصول إلى بر الأمان والحفاظ على الروابط الوثيقة بين الشعبين المصري والفلسطيني.