حالة (مأفون هندى)..!
في الفيلم الشهير (السفارة في العمارة) نرى بطل الفيلم يصطحب معه لمنزله سيدة سيئة السمعة مقابل مبلغ مالي معلوم، وبالفعل تمضي معه السيدة لمنزله، لكنها ما إن تعرف أن منزله يجاور السفارة الإسرائيلية حتى تنطلق في وصلة مزايدة عنيفة تعلن خلالها أن مبادئها لا تسمح لها أن تمارس الجنس مقابل النقود في منزل يجاور سفارة العدو.. هذا الموقف الكاريكاتيري يجسد بالفعل حالة كثير من أشباه هذه السيدة يرون في قضية فلسطين مغسلة كبيرة للذنوب والآثام، ووسيلة نافعة لغسيل السمعة، قد تكون مثلًا أكاديميًا منتفعًا، ومحللًا سياسيًا بالإيجار لدى من يدفع، وانتهازيًا لا نظير له، ومزدوج الجنسية والولاء.. لكنك تجد في قضية فلسطين وسيلة رائعة تجعل سمعتك الملوثة (أكثر بياضًا)..ليس عليك سوى أن تجلس في منزلك في الولايات المتحدة، متمتعًا بثروة كبيرة من عطايا هذه الدولة، وذلك الأمير، ثم تمسك بهاتفك لتكتب كل عدة ساعات تغريدة ملتهبة في مدح المقاومة، أو المزايدة على الدول ذات التاريخ في خدمة القضية، أنت ستتجنب بالطبع الدول الثرية، التي تمدح مسئوليها في البرامج، وترى في كل التفاتة لهم (نقلة تاريخية ) و(خطوة جبارة). أنت أكاديمي مرتشٍ..تخصصك الأكاديمي في جامعتك هو (أمن الخليج العربي)، وأنت ستستخدم هذا التخصص في ابتزاز بعض المسئولين في هذا البلد أو ذاك، وستفرض عليهم أن تكتب في الصحف المملوكة لهم، وستعدهم أنك ستذكرهم بخير في المحافل الأمريكية، هم ليسوا مخطئين في شيء، هذه هي السياسة، وثمنك رخيص في كل الأحوال.. لذلك أنت في نضالك اليومي عبر موقع إكس، ستتجنب كل التحليلات التي تسىء للدول الراعية لك، وستخصص هجومك على مصر، البلد الذي جعلك (بني آدم ) وعلمك في مدارسه وجامعاته، أنت بلا لون سياسي بكل تأكيد، لكنك ستغازل الإخوان أحيانًا، وتبتعد عنهم أحيانًا بحسب المصلحة، أما بالنسبة للدول فأنت ترفع شعار (الدفع أولًا) ولديك قائمة مطالب جاهزة ترسلها لترى إذا كنت ستغير موقفك أم لا.. تقول معاجم اللغة إن (مأفون) هو اسم مفعول من (أفن) وهو الشخص ناقص العقل، ضعيف الرأي، لا تصدر عنه عبارة تتسم بالحكمة، وهو بشكل عام وصف للرجل ضعيف العقل محدود الذكاء..والحقيقة أنني لم أجد وصفًا أفضل من هذا لحالة الأكاديمي (مقلوب السحنة) الذي أتحدث عنه اليوم، إنه حالة تتجسد في شخص غبي يظن نفسه ذكيًا وخادم يظن نفسه صاحب موقف، وانتهازي يقدم نفسه على أنه مناضل، وذو سحنة مقلوبة تشع منها الخسة يظن نفسه وسيمًا، لا تكن مثل (مأفون هندي) أبدًا..لأنه مسخ بين الرجال.