دراسة توضح جهود مصر لإيقاف الحرب فى قطاع غزة
أكد المرصد المصري للفكر، أنه حرصت القاهرة خلال العقود الماضية، على التأكيد دومًا على مقاربتها الوطنية للقضية الفلسطينية، التي تعتبرها قضيتها الأساسية على المستوى الإقليمي، والتأكيد أن البوابة الأساسية والوحيدة لحل القضية الفلسطينية، تكمن في حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع الحفاظ على مواقف أساسية ثابتة ترفض الحلول الأحادية، التي تعيق إقامة الدولة الفلسطينية، مثل الاستيطان والإجراءات التي تتخذها إسرائيل في القدس، مع دعم الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة للاجئين.
وأوضح المرصد في دراسة منشوره له، أن هذه المقاربة فرضت على مصر بشكل دائم، التحرك المتزامن في عدة مسارات في آن واحد، للتعامل مع الأوضاع التي تسببت بها الإجراءات الإسرائيلية الميدانية والسياسية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أنه اشتبكت مصر بشكل دائم مع كل القضايا الخاصة بالملف الفلسطيني، وعلى رأسها ملف المصالحة الفلسطينية، وكذلك دورها الرئيسي في الوصول لتهدئة في كل الحروب السابقة، ودورها في دعم إعادة إعمار غزة عقب الضربات الإسرائيلية عام 2021، والذي رصدت له ميزانية قياسية بلغت 500 مليار دولار.
وأشارت الدراسة، إلى أنه أكدت مصر عقب السابع من أكتوبر 2023، على جملة من الثوابت الخاصة بها تجاه مسألة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، على رأسها رفض أي عمليات عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، ورفض عمليات التدمير والقتل الممنهج الإسرائيلية، ورفض مساعي تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو أي دولة أخرى.
الجهد المصري تجاه القضية الفلسطينية
وتطرقت الدراسة للجهد المصري على المستوى الإغاثي والإنساني في قطاع غزة، والذي جاء الأهم والأكبر من كل الجهود الأخرى التي تبذلها دول عربية وأجنبية، فبلغت نسبة المساعدات المصرية من إجمالي المساعدات التي تم إدخالها إلى قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، نحو 87 بالمائة، وبلغ حجم الأدوية والمستلزمات الطبية التي أدخلتها مصر لقطاع غزة عبر معبر رفح منذ أكتوبر الماضي 10868 طنًا، ونحو 10235 طنًا من الوقود، و129329 طنًا من المواد الغذائية، و26364 طنًا من مياه الشرب. كما بلغت كميات المواد الطبية التي دخلت القطاع من معبر رفح 43073 طنًا، بجانب 123 سيارة إسعاف مجهزة. ولم تقتصر الجهود المصرية على المستوى الإنساني على عمليات إدخال المساعدات، فقد استضافت المستشفيات المصرية حتى الآن 3706 مصابين فلسطينيين، يرافقهم 6071 من المرافقين.
وأكدت الدراسة، أنه منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر الماضي، لم تتوقف الجهود المصرية لوقف عمليات إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، بالتزامن مع جهد سياسي نزيه ومستمر، للتوصل إلى هدنة أنساني مؤقتة، تفضي لوقف دائم لإطلاق النار. هذا كله من منطلق أنه لا يمكن لمصر أن تترك الأشقاء في غزة، وأن دعم فلسطين يعتبر بمثابة "عقيدة" راسخة في الوجدان المصري.