سيناريوهات التصعيد الإيراني الإسرائيلي بعد حادث القنصلية
بعد الهجوم الذي نفذته طائرة من طراز إف 35 على القنصلية الإيرانية في دمشق والخسائر الناجمة عنه وشملت مقتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، اتجهت الأنظار لسيناريوهات الرد الإيراني خاصة أن حالة التصعيد التي أقدمت عليها إسرائيل ضد إيران وأذرعها منذ السابع من أكتوبر كانت في تصاعد وصولًا لتفجير مبنى القنصلية الإيرانية والذي يعد الرد الأكثر مباشرة من إسرائيل على استهداف مصالحها من قبل إيران وأذرعها منذ السابع من أكتوبر.
وفي السياق، قالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إنه على الرغم من مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني ومن ضمنهم ثلاثة من كبار الضباط إلا أن الرد الإيراني حتى الآن جاء خافتًا للغاية ودون المتوقع على مثل هذا الحدث الجلل فقد اكتفى وزير الخارجية الإيراني بتحميل إسرائيل المسؤولية دون تحديد الكيفية التي سترد بها طهران على الحادث لينضم هذا الرد إلى سلسلة من الردود الخافتة على استهداف إسرائيل للمصالح الإيرانية في عدد من المناطق في الشرق الأوسط.
وأضافت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه من ناحية أخرى ورغم عدم وجود مسؤولية مباشرة من إيران على استهداف الحوثي للسفن في البحر الأحمر إلا أن الدول الكبرى وإسرائيل أيضًا تتوافر لديها قناعة تؤكد على أن تل أبيب قادرة على الضغط على الحوثي ليوقف هجماته في البحر الأحمر، وفضلًا عن ذلك لم يثبت وجود مسؤولية مباشرة من إيران عن الهجوم الذي نفذته حماس خلال السابع من أكتوبر إلا أن إسرائيل حريصة على استغلال الوضع الحالي لتقليم أظافر إيران واستهداف أذرعها حتى أن هناك اتجاهات أشارت إلى أن إسرائيل هي من كانت مسؤولة عن انفجار كرمان في إيران وإذا ثبت ذلك فهو يعني ان تل أبيب باتت قادرة على استهداف العمق الإيراني.
وعلى مستوى الرد الإيراني، قالت كامل اتضحت حتى الآن إشارات تشير إلى خفوت الرد نظرًا لأن إيران قد اتخذت طريقًا منذ السابع من أكتوبر يحاول الابتعاد بكل الطرق عن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وبالنظر إلى عدم تغير أي من المعطيات على الساحة حتى الأن فلا يتوقع أن يكون هناك تغيير جذري في المنهج الإيراني، وعلى الرغم من أن مجلس الأمن القومي الإيراني عقد اجتماعا بشأن الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق واتخذ القرارات المناسبة كما أن السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري أكد أنّ بلاده سترد بشكل حاسم على القصف الذي نفذته مقاتلات إف-35 أطلقت ستة صواريخ على المبنى.
سيناريوهات الرد وفقا للإعلام العبري
وكشفت تقارير عبرية، أن الرد الإيراني على اغتيال القيادي بالحرس الثوري سيكون الهجوم على قواعد الجيش الإسرائيلي في إسرائيل بشكل مباشر، وتستعد إسرائيل لاحتمال قيام إيران بمهاجمة قواعد الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر.
ويتضمن التحضير لهذا النوع من الهجمات احتمال اضطرار المؤسسة الأمنية إلى الرد، إذا هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر.
فيما أشارت التقارير العبرية إلى أن إيران قد تستخدم أسلوبها القديم في عدم الرد الفوري والتخطيط للرد في مكان وزمان يتم اختياره بعناية ويخلف ضررا كبيرا لدي الجانب الإسرائيلي.
السيناريو الأخر للرد وفقا للتقارير العبرية، هو الرد الفوري من قبل إيران من خلال استهداف السفن والسفارات والأفراد الإسرائيليين في الخارج.