خلف الميرى: 5 مطالب ثقافية من الرئيس بعد تنصيبه بولاية جديدة
قال د.خلف عبدالعظيم الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، أمين عام الجمعية التاريخية الرئيس الأسبق للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، إن مطالبه من الرئيس السيسي في الجمهورية الجديدة ذات عدة مستويات: الأول قومي عام والثاني خاص بالكتاب والمثقفين وكيفية دعمهم في عالمهم الإبداعي والفكري كقوة ناعمة حقيقية، والمستوى الثالث يختص العمل الأهلي الثقافي والجمعيات والأندية وكيفية تفعيل أدوارها والمستوي الرابع خاص بالمؤسسات الثقافية وكيفية تفعيل أدوارها، والمستوى الخامس الارتقاء بالمهرجانات والمعارض والأعمال الإبداعية لمستويات دولية.
أضاف الميري، لـ"الدستور": بالنسبة للمطلب الأول اعتبار الثقافة قضية قومية تتضافي لتحقيق ذلك مختلف الوزارات والمؤسسات، فالثقافة هنا لا تعني مسألة القراءة والكتابة والفنون، إنما تتعداها إلي مفهوم الارتقاء بالسلوك والذوق العام واحترام الذات والآخرين قولاً وفعلاً، وتعني أيضًا الرقي والارتقاء في كافة ما يُمكن تحقيقه باعتباره سلوكا راقيا سواء في الشارع العام، أو علي المستوي الخاص بالنسبة للتعامل بين فئات الشعب وبعضهم البعض والمؤسسات والهيئات وكافة الوزارات، بما يتفق ويتسق مع السلوك الحضاري بين مختلف فئات المجتمع والآخرين، وعلى سبيل المثال لا يمكن الترويج للبلطجة والسلوكيات غير السوية، وكذلك ما نشهده من ارتقاء لكل ما هو هابط بلا معني علي حساب ما هو راق أصيل في عالم الإبداع، أيضا مواجهة كل ما يُحدث تلوثا في المجتمع سواء كان ذلك أخلاقيًا أو سمعيًا أو بصريًا.
المطلب الثاني وهو خاص بتحسين مستويات الدخل للمبدعين من المثقفين والكُتاب، وتحسين منح التفرغ أو منحهم معاشات استثنائية، إن لم تتوافر لهم مصادر وظيفية تساعدهم على العيش في حياة كريمة وحالة من الإبداع والعطاء، ولنا أن نفكر قليلا هل كان بوسع توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي ويحيي حقي وفتحي غانم وثروت أباظة وغيرهم، أن يبدعوا دون توافر مصدر معيشي لائق ساعدهم علي الكتابة والإبداع، ولابد من إدراك حقيقة أن أهل الثقافة والآداب والفنون هم ذخر وذخيرة مفهوم بناء الإنسان الاجتماعي، وهم القوة الناعمة الحقيقية للوطن.
المطلب الثالث خاص بالعمل الأهلي وضرورة تشجيع العمل الأهلي ليُصبح قوة ضاربة في تطوير وتطور النشاط في المجتمع، وعلي سبيل المثال دعم المجمع العلمي الذي تراجع من تبعية مباشر لأعلي سلطة في الدولة إلي مجرد جمعية في عداد جمعيات التضامن الاجتماعي، ونفس الشيء بالنسبة للجمعيات العلمية والثقافية وأندية الأدب وجمعيات الفنون، حيث يتم دعمها بميزانيات هزيلة لا تتعدى الفتات، ولذا لا نري لهذه الجمعيات والأندية دورا فاعلا حقيقيا باستثناء بعض الندوات هنا وهناك، وهذه ليست القوة الناعمة التي نقصدها، ولكنها مجرد أدوار هزيلة.
المطلب الرابع خاص بالمؤسسات الثقافية وكيفية تفعيل أدوارها، وهنا لابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا ونضع هذا المطلب على مائدة سيادة الرئيس ميزانيات وزارة الثقافة وهيئاتها وقطاعاتها أقل كثيرا من الأدوار الكبرى المكلوب القيام بها في سائر المجالات، ولا بد من إدراك أن الثقافة لا تقل أهمية عن التربية والتعليم والشباب والرياضة وغيرها، فليس أقل من دعمها ومختلف قطاعاتها بطريقة تساعدها علي آداء أدوارها كل في مجاله، وقيامها بهذا الدور سيحولها إلي طاقات إبداعية منتجة، بما يتفق مع مكانة مصر وثراؤها بالعناصر والطاقات البشرية.
المطلب الخامس الارتقاء بمستوي المهرجانات والمعارض والأعمال الإبداعية لمستويات دولية تقوي على المنافسة العالمية بما يليق بمكانة مصر الحضارية، وهذا ينطبق على الفنون بوجه خاص مرورا بالمعارض الأخرى للكتاب، حتي الجمعيات الثقافية ذاتها من الممكن انطلاقها بما تُمثله من قوة ضاربة للعمل الأهلي جنبا إلي جنب مع العمل الحكومي وفي النهاية الفائدة أولا وأخيرا للوطن.