مصر أنارت العالم بعلمها.. درر من رحلة الشيخ علي عطية البجلي
تحدث الشيخ الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، عن سيرة واحد من الأولياء العلماء من اليمن له قصة عجيبة في تعلقه بالله ورسوله وفي همته وصبره وتحمله للغربة، لافتا إلى أن قصته اليوم تبين أننا عشنا في أمة فيها ملايين من المبدعين وأصحاب الهمم ممن نحتوا في الصخر للتعلم.
وأكد الأزهري، خلال تقديمه برنامج "لحظة صفا" المُذاع عبر فضائية "راديو 9090"، أن قصته اليوم الأربعاء، عن قاضي كبير وعالم جليل وهو الشيخ علي سالم عطية البجلي، وهو من مدينة الحديدة، ونشأ أميا في لده واشتغل بالزراعة والتجارة، وتزوج وأنجب، وكان له أصحاب يجتمعون يتحدثون كلام في المطلق، وفي ليلة من ليالي الصيف، تحدثوا عن "الحج" واقتراب موسم الحج، والشيخ علي كان أكبرهم سنا ووافق على فكرة اقترحها أحدهم بأداء مناسك الحج.
وتابع: "تواعدوا سرا ثلاث أصدقاء، أحدهما الشيخ علي سالم، وخرجوا مع أول قافلة تخرج إلى الحجاز، وكانوا يخدمون بعض أفراد القافلة، والاتنين اللي معاه كانوا بيعرفوا يقرأوا ويكتبوا فلقونه وعلموه القراءة والكتابة في وقت قياسي، وبدأ قراءة القرآن".
وواصل: "وخلت عليهم مكة المكرمة، بعد انتهاء موسم الحج، فاستقبلوا الكعبة وتعبدوا وعقدوا العزم على أن يزوروا المدينة المنورة، وبالفعل ذهبوا هناك، وتعلموا مهنة هناك للعيش هناك".
واقترح أحد الأصدقاء، أن يذهبا لزيارة المسجد الأقصى، حيث لايوجد إسرائيل ولا حدود، وكان الطريق مفتوح واستهوتهم الفكرة، ومضوا إلى أرض الشام سيرا على الأقدام، وخلال الرحلة، أكمل حفظ القرآن الكريم، ووصلوا المسجد الأقصى ورجعوا إلى مدينة عمان بالأردن، حيث الطقس شديد البرودة".
واستطرد: "وتوفى أحد هذه الرفقة، ثم توفى الثاني، وبقى الشيخ علي وحيدا بعد أن ماتا رفيقاه، وظل محتارا في أمره وقرر البقاء في عمان للعمل نهارا، والتعلم ليلا، واقترب من الشيخ إبراهيم القطان، ورافقه في رحلة العلم، حيث كان يدرس النحو وتعلم الفقة الشافعي، ثم انعقدت الصلة بينهما، وشدا الرحال إلى الأزهر الشريف بأرض الكنانة مصر.
وذكر: "أجروا غرفة خلف الأزهر وانتسبوا إلى أروقة الأزهر الشريف وعكفوا على طلب العلم، إلى أن نال شهادة العالمية من الأزهر الشريف، وحركه الحنين إلى الوطن، ورجع إلى اليمن، وعكف مع أهل ولايته وتولى قضاء مدينة الحديدة، وأصبح عالما وقاضيا بعد أن كان أميا.
وأكد الشيخ الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أن روايته لتلك القصة تأتي كرسالة للعالم عن دور مصر في تخرج علماء أناروا العالم بعلمهم، مرددا:"كم أعادت مصر الطلاب علماء كبار إلى بلادهم وازاي هيعيش ويموت محب لأرض مصر وللأزهر الشريف، نورتوا العالم حواليكم بكل هذه العلماء تروي همم الطلاب المشتاقين للعلم".