معارك مستشفى الشفاء تكشف أكاذيب إسرائيل.. حماس لم تحتمِ بالمنشآت الطبية
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن اقتحام إسرائيل مجمع مستشفى الشفاء مرة أخرى، وظهور مقاتلي حماس في شمال غزة، كشف عن فشل استراتيجية بنيامين نتنياهو في الحرب ونجاح حركة حماس في الصمود أمام الحرب الوحشية، كما أن عدم ظهور أي من مقاتلي حماس داخل المستشفى يدحض الروايات الإسرائيلية بشأن اختباء مقاتلي الحركة في المنشآت الطبية.
مستشفى الشفاء يكشف فشل إسرائيل أمام حماس فى شمال غزة وأكاذيب الاحتلال
وتابعت أنه بعد أسبوعين من القتال العنيف في مستشفى الشفاء وما حوله، بقيادة شايطت 13، المعادل الإسرائيلي لقوات البحرية الأمريكية، بدأ بغارة مفاجئة على المجمع وانتهى يوم الإثنين بتدمير جزء كبير من المستشفى، وإصابة المرضى بصدمات نفسية، وآلاف آخرين، بما في ذلك إجبار بعض أفراد الطاقم الطبي على المغادرة أو احتجازهم.
وأضافت أن إسرائيل ادعت اغتيال عدد من قادة حماس، وجمعت معلومات استبخاراتية مهمة من العملية، ولكن مجرد تجدد القتال في شمال غزة يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها إسرائيل في هزيمة حماس.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن المستشفى، الذي كان يمثل في السابق ثلث الطاقة الاستيعابية لمستشفيات القطاع، أصبح الآن مقبرة.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لم يصب أي مريض أو مدني بأذى نتيجة العملية، ولكن وفقًا للإحصائيات فقد سقط عشرات المرضى جراء العملية، فضلًا عن إصابة جزء كبير منهم بصدمات نفسية كبرى، بجانب احتجاز عشرات آخرين.
وبلغ انتشار القوات الإسرائيلية في غزة ذروته العام الماضي بأكثر من 60 ألف جندي في أربع فرق قتالية، وقال محللون ومسئولون عسكريون سابقون إنه من المرجح أن تكون هناك أقل من فرقة واحدة في غزة الآن، حيث تقوم إسرائيل بتناوب الوحدات للراحة أو إرسالها إلى بؤر التوتر المحتملة الأخرى.
وتابعت الصحيفة أن الانخفاض كان أكثر حدة في المناطق الشمالية من القطاع، مثل مدينة غزة، موطن مستشفى الشفاء، وقبل حوالي شهر زعم مسئولون عسكريون إسرائيليون أنهم بدأوا في اعتراض الاتصالات والتقاط معلومات استخباراتية أخرى تشير إلى أن المسلحين يعيدون تجميع صفوفهم في مجمع المستشفى.
وأضافت أن عودة حماس بهذه السرعة إلى شمال غزة تكشف فشل استراتيجية إسرائيل في هذه الحرب، كما أن اقتحام مستشفى الشفاء مرة أخرى وهو مليء بالمرضى يسلط الضوء على انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي.
ورأى محمود دغمش، 34 عامًا، الذي كان في المستشفى يعتني بابنة أخيه وابن أخيه المصابين بجروح خطيرة، طائرة بدون طيار تقترب، ثم سمع إطلاق نار وصوتًا عبر مكبر الصوت يطلب من الأشخاص داخل المستشفى عدم التحرك.
وتدفقت القوات واندلعت معارك بالأسلحة النارية حول غرفة الطوارئ وجناح الولادة ومبنى يستخدم للطب الباطني، حيث قالت إسرائيل إن المسلحين يتحصنون فيه.
وأضاف أن إحدى طائراتها الهليكوبتر أطلقت النار على غرفة في مبنى غير محدد، فقتلت من قالت إنهم متشددون كانوا يطلقون النار من الداخل.
وأوضحت الصحيفة أن اشتعال المعارك خارج المستشفى يكشف عن أن مقاتلي حماس لم يختبئوا داخل المجمع الطبي كما زعمت إسرائيل، حيث واجهت حماس إسرائيل في محيط المستشفى وليس بداخله.
ونفت حماس العمل من مستشفى الشفاء، وقال ستة أشخاص كانوا في المستشفى أو بالقرب منه قبل الجولة الثانية من القتال في مقابلات إنهم لم يروا مسلحين، كما أن الجناح العسكري لحركة حماس قال على وسائل التواصل الاجتماعي إنه اشتبك مع القوات الإسرائيلية حول المستشفى ونشر ما قال إنها لقطات لبعض القتال.
وأضافت الصحيفة أن لقطات الفيديو للمعارك أظهرت مقاتلي حماس خارج محيط المستشفى، ليزيد اقتحام المجمع الطبي من حجم الكارثة الإنسانية داخل غزة، حيث لا تتمتع المستشفيات بقدرة كبيرة على توفير الرعاية للمرضى.